مقال: عباس ودحلان لا فرق

الكاتب مصطفى الصواف
الكاتب مصطفى الصواف

بقلم: مصطفى الصواف

وسائل الإعلام الفلسطينية تحاول أن تجعل لقاء محمد دحلان القيادي المفصول من حركة فتح وعضو المجلس التشريعي بوزير الخارجية الصهيوني وفق المصادر الصهيونية وكأنه اكتشاف يحدث للمرة الأولى بين دحلان ومسئولين صهاينة سياسيين وعسكريين، ولو سألنا دحلان عن لقاءات مع صهاينة فلن ينكر أنه يلتقي بهم وقد يسميهم بالأصدقاء فما الجديد إذن من الكشف عن هذا اللقاء الذي جرى في باريس قبل أسبوعين تقريبا حتى يتم افتعال هذه الضجة حول اللقاء.

من يظن أن دحلان يختلف في المنهج عن محمود عباس فهو مخطئ وخاصة في القضايا السياسية الكبرى والأهداف التي يسعى إليها كليهما لأنهما أولاد مدرسة واحدة وفكر واحد ولكن الاختلاف بين الرجلين هو اختلاف في الآلية ، أما الخلافات الشخصية فهي مسألة لسنا معنيين بها أو بمناقشتها لأن هذه مسألة تحل بطرقها المعرفة عبر التنظيم الذي ينتمي إليه الرجلان ووفق القانون المتبع في تنظيم فتح نحن لا علاقة لنا ب هاو الخوض فيه.

أبو مازن يعترف بـ (إسرائيل) و يرى أن من حقها البقاء والوجود وأن تقاسم الشعب الفلسطيني أرضه بل كان اسخى من الأمم المتحدة التي أصدرت قرارا للتقسيم منحت بموجبه الفلسطينيين ما قيمته 44% من فلسطيني التاريخية وهو قرار مرفوض لظلمة للشعب الفلسطيني الذي يعد صاحب الأرض الحقيقي وعباس لديه الاستعداد لتقسم فلسطين مع الصهاينة ولا مانع لديه أن يكون نصيب الفلسطينيين 22% من مساحة فلسطين التاريخية.

والسؤال هل محمد دحلان مشروعه السياسي مختلف عن مشروع عباس، من الواضح والمؤكد أن دحلان يعترف بإسرائيل ويقر بحقها في الوجود على ارض فلسطين ويقبل بتقسيم الأرض مع الغاصب والعلاقات التي بينه وبين قادة الاحتلال وثيقة بل ووظف هذه العلاقات في تشجيع بعض دول الخليج لإقامة علاقات مع الاحتلال سرية كانت أو علنية وشكل جسرا للتطبيع مع الاحتلال و دول عربية لديها الاستعداد ولكنها كانت بحاجة إلى جسر فكان الجسر.

محمود عباس ضد المقاومة ويعتبرها المسئولة عن نكبات الشعب الفلسطيني وأكد أكثر من مرة أنه سيقف بالمرصاد لكل من يفكر في مقاومة المحتل بل وزاد في ذلك بالتعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال وحول الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى خادم وحامي للمحتل بل ويشارك بشكل معلن في ملاحقة المقاومين وتبادل المعلومات وتبادل الأدوار مع الاحتلال في هذه المسألة بما يحقق أمن وسلامة المستوطنين وقوات الاحتلال.

محمد دحلان قام بما يقوم به محمود عباس بل هو من أسس هذا النهج الذي ينتهجه عباس اليوم وكان أول من حول الأجهزة الأمنية إلى جهاز تابع للاحتلال وينفذ ما يخدم مصالحه ويحمي أمنه بل هو من سمح بمشاركة أفراد من المخابرات الصهيونية بالتحقيق مع المقاومين والمعتقلين في 1996 وما بعدها داخل أقبية جهاز الأمن الوقائي فيما طلق عليه في ذلك الوقت الجهاز السري لكتائب القسام واستمر بهذه السياسة حتى خروجه من المشهد الأمني ورغم ذلك وظف علاقته وخبراته في خدمة العدو الصهيوني وخدمة أجهزة مخابرات مختلفة عربية ودولية وعمل لصالحها وحول بعض عناصره للعمل في البلدان العربية والإسلامية لصالح الأجهزة المخابراتية العالمية ولازال يمارس هذا الدور.

والسؤال هل يعتقد من اكشف أمر اللقاء بين دحلان وليبرمان أن هناك جديد يمكن أن يقدم عن دحلان حتى يستثمر في الخلاف الدائر بينه وبين محمود عباس ، وأنا أقول لوسائل الإعلام على رسلكم فكلاهما صورة واحدة وأن اختلفت الوجوه ، وأذكركم بالمثل العربي (لا تعايرني وأعايرك الهم طايلني وطايلك).

البث المباشر