مقال: لا تتركوا حماس وحدها بل كونوا عونا لها

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

حركة المقاومة الإسلامية حماس نعتقد أنها تسير بشكل سليم في علاقاتها الداخلية مع القوى والفصائل الفلسطينية وخاصة في قضية التواصل المستمر مع القوى ووضعها في آخر المستجدات على الصعيد الداخلي والخارجي ومجريات الأمور المتعلقة بالشأن الفلسطيني ونعتقد أن اللقاءات الأخير لحماس بهذه القوى تهدف بالأساس إلى اطلاع القوى على الجهود المبذولة من قبل حماس سواء السياسية أو اللقاءات التي تجري بين حماس والدوال الخارجية وبين حماس وطوني بلير حول موضوع التهدئة حتى تقطع الطريق على الإشاعات التي يحاول البعض بثها والتلاعب بها في التشكيك في نوايا حماس التي أكدت أن الشأن الفلسطيني المتعلق بالتهدئة هو شأن وطني فلسطيني وليس شأن فصيل وأن أي اتفاق لن يكتب له النجاح إلا إذا لقي إجماعا فلسطينيا وخاصة من قبل قوى المقاومة.

حركة حماس بهذه الطريقة تحقق انجازا على صعيد العلاقات الداخلية الفلسطينية، وهذا الانجاز يحتاج إلى تعزيزه من قبل القوى والفصائل حتى يبقى الكل الفلسطيني المقاوم مجمع على موقف موحد، هذا الموقف يمكن أن يكون عاما لتحقيق مكاسب فلسطينية عامة وليست خاصة، هذا التعاون الذي يجب أن يكون بين الكل الفلسطيني يحتاج نوايا صادقة وعمل دءوب والمشاركة الفاعلة وتقديم المشورة والنصيحة لا الانتظار على قارعة الطريق على قاعدة (خلينا نشوف) هذه القاعدة هي التي أورثتنا البلايا من خلال عدم تحمل المسئولية الوطنية المشتركة وترك البعض يعمل بالطريقة التي يريد حتى لو كان على حساب المصلحة الوطنية العليا دون أن يكون هناك كابح أو ناصح أو ضابط للإيقاع والحركة من بقية القوى والتي لا تتحرك إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس وعندها تخرج التصريحات النارية والانتقادات اللاذعة وتحميل المسئولية لهذا الطرف أو ذاك علما أن هؤلاء المنتقدون هم أول من يتحمل المسئولية الكاملة إلى جانب من ورط الشعب الفلسطيني وحمله تبعات سياسته الفاشلة.

حركة حماس مدعوة بالعمل المتواصل بحكم كونها صاحبة مسئولية وأنها التنظيم الفلسطيني الكبير في الساحة السياسة والحركة التي لها حضور إقليمي ودولي وذات تأثير دفع بالآخرين إلى التواصل معها، لذلك المسئولية على حركة حماس كبيرة ومن هنا عليها أن لا تدع الكل الفلسطيني نهبا للأقاويل وان يكون تواصلها ليس فقط للإشعار أو اطلاع الآخرين بل يجب أن تدفع الآخرين بأن يكونوا شركاء حقيقيين يتحملون المسئولية التامة لا أن يبقوا متفرجين وينتظرون، هذه المسألة تحتاج جهد كبير طالما أن حماس قطعت على نفسها عهدا أن لا يكون هناك اتفاق إلا بموافقة الكل الفلسطيني بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني لا من أجل تحقيق مكاسب خاصة أو التشدق بالمواقف الوطنية واتهام الآخرين بالتقصير.

حماس مطالبة اليوم أن تتحرك بشكل مكشوف وأن تكون تحركات تحت سمع وبصر الجميع لأنها لا تعمل بشكل سري ولا يوجد هناك ما تخفيه، المكاشفة والمصارحة والشفافية مسألة غاية في الأهمية وأن تصر على الشراكة وتحمل المسئولية من قبل الجميع، المصارحة والمكاشفة والشفافية يجب أن تقتصر على القوى والفصائل بل يجب أن تشمل المواطن الذي يعاني الأمرين ويريد الخلاص من الحصار والعذابات اليومية؛ ولكن ليس بأي ثمن، ولا نعتقد أن حماس والقوى الفلسطينية الغيورة تقبل بأي ثمن أو يمكن أن تقدم تنازلات تمس الحقوق والثوابت.

الجميع يجب أن يتحمل مسئولياته وألا يترك الأمر على كاهل فصيل فإذا أصاب يصبح الجميع شريك وإذا أجتهد وجانبه الصواب بعد أن وجد صدودا من شركاء الوطن الرافضين لتحمل المسئولية والقابلين لأن يكونوا من القواعد المنتظرين على قارعة الطريق.

البث المباشر