مقال: "زيكا" ومصاصو الدماء

thumb (2)
thumb (2)

بقلم/ وسام عفيفة

يتشنج العالم ويرتعد ليس خوفا من حرب عالمية، ولا نتيجة تهديدات بمواجهة نووية عقب إعلان كوريا الشمالية نجاح تجربة لقنبلة هيدروجينية مطلع يناير الماضي.

الأمر يتعلق هذه المرة بتهديد "زيكا"... الذي شن هجوما كاسحا في أمريكا اللاتينية، ثم انتقل إلى أمريكا الشمالية وأوروبا.

وزيكا هذا فايروس مُستَجد يَنتَقِل بِواسطة لَسع البعوض، وأعراضه تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة وآلام في المفاصل، وصداع، قد تستمر من 2-6 أيام، كما ترتبط به عدة حالات تشوه أجنة النساء الحوامل، خصوصا ظاهرة صغر حجم رؤوس المواليد.

للوهلة الأولى خشيت أن يكون لنا نحن الفلسطينيون علاقة بهذا الفايروس... أو يخرج علينا النائب المصري مصطفى بكري وصاحبه اللامنجي احمد موسى فيرميانا بفرية "الزيكا" وأننا نحرض هذه الفئة من مصاصي الدماء، لهذا بحثت عمن يقف خلفه وموطنه الأصلي، واتضح أن الفيروس ظهر لأول مرة في أوغندا عام 1947 في قرود الريص، ثم اكتُشف بعد ذلك في البشر عام 1952 في أوغندا وتنزانيا، وأخيرا تفشى في أفريقيا والأميركتين وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي حذرت من انتشار الفيروس الذي يحتاج إلى وسيط وهو نوع من البعوض يسمى "البعوضة الزاعجة المصرية"، وعليه فقد ثبت أن مصاصة الدماء هذه مصرية وليست فلسطينية.

المهم أنه حتى اللحظة لم تسجل فلسطين أي إصابة بفيروس "زيكا"، ويبدو أن للحصار الإسرائيلي المصري فوائد، فنحن في غزة في منطقة حجر صحي بفعل العزل الإجباري حيث تمنع حرية التنقل والسفر، حتى أشكال التواصل الإنساني باتت محدودة في غزة بسبب البرد وانقطاع الكهرباء، بينما ثبت أن الانتقال يتعدى البعوضة، بعد أن سجلت مقاطعة "دالاس" الأمريكية، الثلاثاء الماضي إصابة بفيروس "زيكا" عبر ممارسة الجنس، وفقاً لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية. التي أشارت إلى أن المصاب أقام علاقة مع شخص مصاب كان في زيارة لأحد الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس.

إذا العالم يستنفر علماءه وخبراته لمواجهة آثار بعوضة مسلحة بقدرات تفوق القدرات البشرية: فهي ‏أنثى، ‏لها ‏مائة ‏عين ‏في ‏رأسها، ‏و 48 سن في فمها، ‏ ‏ثلاث ‏قلوب ‏في ‏جوفها، لها ست سكاكين في خرطومها وثلاثة أجنحة، مزودة ‏بعدة أجهزة منها ‏حراري ‏يعمل ‏مثل ‏نظام ‏الأشعة ‏تحت ‏الحمراء ‏يعكس ‏لها ‏لون ‏الجلد ‏البشري ‏في ‏الظلمة، ‏‏وآخر للتخدير الموضعي ‏يساعدها ‏على ‏غرز ‏إبرتها ‏دون أن ‏يحس ‏الإنسان إلى جانب جهاز ‏تحليل ‏دم ‏فهي ‏لا ‏تستسيغ ‏كل ‏الدماء، ‏وجهاز ‏لتمييع ‏الدم ‏حتى ‏يسري ‏في ‏خرطومها ‏الدقيق، وآخر ‏للشم ‏تستطيع ‏من ‏خلاله ‏شم ‏رائحة عرق الإنسان عن بعد.

لله في خلقه شؤون سبحانه وتعالى.

البث المباشر