مقال: غزة بنكهة تسونامي

أ. وسام عفيفة
أ. وسام عفيفة

أ. وسام عفيفة

اجتاح التسونامي مبكرا أذهان الغزيين بعدما استحوذت الإشاعة على خيالهم، لتبرز هذه الظاهرة "التسونامية الاجتماعية".

 إذا اجتهدنا في تفسير هذا التركيز على حدث افتراضي مرتقب فإنه يعبر عن رغبة جامحة في التغيير حتى لو من بوابة كارثة طبيعية، فالمهم بالنسبة لغزة أن تكسر روتين الحياة تحت الحصار.

لهذا طغت الإشاعة على التحليل العلمي للظاهرة الذي يعترف بأن المنطقة تعرضت على مر التاريخ للعديد من أمواج المد البحر "تسونامي" سواء كانت في جنوب الساحل الفلسطيني أو شماله.

والأسباب التي تؤدي إلى تسونامي نوعان: جراء حصول زلازل، مراكزها السطحية في قاع البحار أو المحيطات، والنوع الأخر بسبب حصول انهيارات وانزلاقات صخرية في الجبال الموجودة داخل البحار وهذا النوع موجودة على بعد 200 أو 250 كيلومترا تقريباً عن منطقة اليابسة المحاذية لمنطقة عسقلان أو منطقة غزة.

في المحصلة لا يستطيع أحد من الناحية العلمية تحديد ساعة أو لحظة حصول تسونامي على الإطلاق لا في منطقتنا ولا في اليابان أو أمريكا.

رغم ذلك احتلت الدراما حيزا من المشهد بعدما أطلق المواطنون العنان لخيالهم يرسم سيناريو تسونامي يجتاح القطاع.

 بعض الزوايا المتخيلة، تستدعي مشاهد "الاكشن" التي اعتاد عليها الغزيون نتيجة تجربتهم التي لا تقل خطورة مع ثلاث حروب اجتاحت كل زوايا حياتهم.

بعضهم حاول استثمار تسونامي ليستحضر المشاهد الرومانسية، فتقفز اللحظات الأخيرة من فلم "التايتنك"، حيث يضحي جاك (ليوناردو دي كابريو) بترك لوح الخشب لبطلة الفيلم كيت وينسليت لتنجو من الموت غرقاً.

حاول العديد من الأزواج تقمص دور (روز وجاك)، وأطلقوا العنان للمجاملات خصوصا من الرجال اتجاه زوجاتهم، وقد حفزهم تسونامي للتعبير عن استعدادهم التضحية بخشبة النجاة.

 لكن أحدهم خرج عن النص عندما سألته زوجته بدلال: حبيبي... لو كدنا نغرق ولم يكن أمامنا سوى لوح يحمل شخصا للنجاة... هل ستضحي من أجلي؟

الزوج سرح ببصره وتخيل تسونامي أمامه وأجاب: حبيبتي... حتى لو لم يكن هناك لوح خشبي... سوف أتشبث بجسدك بدل اللوح وأقفز عليه حتى أنجو... يا روح ما بعدك روح.

البث المباشر