في مراحلها الأخيرة

مسؤولون أتراك يكشفون للرسالة تفاصيل المفاوضات مع "إسرائيل"

نتنياهو و اردوغان
نتنياهو و اردوغان

الرسالة نت- محمود هنية

أوشكت المباحثات التركية الإسرائيلية على الوصول إلى النهاية والتوقيع على اتفاق يسدل الستار عن ثماني سنوات من العداء بينهما عقب العدوان الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية وقتلها 9 أتراك كانوا على متنها، بينما لا تزال تفاصيل الاتفاق غامضة رغم وصوله المراحل الأخيرة.

وبحسب مسؤولين أتراك، فإن توقيع الاتفاق النهائي بين الجانبين، بات قريبًا، متوقعين أن يتم في غضون شهرين على أبعد تقدير.

وكشف المسؤولون في أحاديث خاصة لصحيفة "الرسالة نت" من أنقرة وقبرص التركية، عن موافقة الاحتلال المبدئية على فتح خط بحري بين قبرص التركية وقطاع غزة، فيما لا تزال المباحثات جارية حول "تفاصيل فنية"، تتعلق بـقضيتي الميناء العائم وسفينة الكهرباء.

وأكدّ ارشاد هورموز مستشار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أن المباحثات بين بلاده والاحتلال، وصلت إلى مراحل متقدمة جدًا، مشيراً إلى أن المطالب التركية المتعلقة بالاعتذار لها وتعويض شهداء مرمرة قد تمت.

مستشار أردوغان: المباحثات وصلت لمراحل متقدمة جدًا وستكشف تفاصيلها قريبا

 

وقال هورموز لـ"الرسالة نت": إن الأهم من ذلك هو رفع الحصار عن غزة، وقد جرت محادثات متعلقة بالميناء العائم إلى جانب غزة، وستظهر نتائجها خلال الأيام القليلة القادمة بعد الانتهاء من تفاصيلها الفنية".

وأوضح أن المباحثات الجارية في الجولة الحالية تتلخص في قضيتي الميناء العائم وسفينة الكهرباء، وقد حدث تطور مهم فيها، وقد نصل لنتائج إيجابية فيها، وفقًا لقوله.

وأعرب عن أمله بأن تتكلل الجهود التركية بالنجاح، خاصة في ظل ما يعانيه سكان قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي، مشيرا إلى انه سيتم السماح بإدخال مواد البناء والعلاج وجميع ما يحتاجه القطاع من مستلزمات عبر المعابر.

وجدد تأكيده على تمسك تركيا برفع الحصار بشكل كامل عن غزة، وضمان وصول الاحتياجات لسكان القطاع المحاصر، كي تعود العلاقة مجددًا مع (إسرائيل). وشدد هورموز على أن تركيا ستواصل دورها الفاعل سواء من خلال الدعوة إلى تعاون دولي أو تعاون مع دول إقليمية، بغرض رفع الحصار عن غزة كلياً.

رفع الحصار

قيادي بالعدالة: موافقة إسرائيلية نهائية على خط بحري من قبرص حتى غزة

من جهته، توقع أحمد فارول القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، أن يتم توقيع الاتفاق بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي خلال شهرين في أبعد تقدير، بما يضمن فتح منافذ القطاع والوصول إلى حل يرفع الحصار عن غزة.

وأكدّ فارول في تصريح خاص بـ "الرسالة نت"، موافقة الاحتلال النهائية على فتح خط بحري من قبرص التركية حتى غزة، لعبور السفن إلى القطاع، مع وجود بعض الإشكاليات حول النقاط المتعلقة بالميناء العائم وسفينة الكهرباء العائمة. وأضاف أن هذا الخط الذي سيصل بين غزة وقبرص سيكون مفتوحًا للسفن التركية لتوصل مساعداتها إلى غزة، ويكون كفيلاً باستيراد وتصدير البضائع من وإلى القطاع.

وأوضح أن الجولة الأخيرة من المباحثات والتي انطلقت الخميس الماضي في لندن، تتعرض لأكثر التفاصيل دقة من الناحية الفنية، سواء تلك المتعلقة بسير وطبيعة تنفيذ مشروعات رفع الحصار، أو الجهات المشرفة على التنفيذ، مشيرا إلى انه من المبكر الوصول إلى نتيجة حولها، لأنها لم تنته بعد.

وقال فارول: إن الاتفاق سيشمل فتح المعابر الإسرائيلية لغزة، والسماح بإدخال المواد إلى القطاع بشكل أكبر وبنوعيات مختلفة، سواء كان عبر تركيا أو عبر جهات أخرى يستورد منها سكان القطاع".

ونبه إلى أن بلاده تقدمت بمقترح تزويد غزة بالكهرباء من خلال سفينة في عرض البحر ولم يلق موافقة اسرائيلية حتى اللحظة، مبيناً أن مشروع إقامة ميناء بحري يمكن طرحه في مراحل متقدمة بعد عودة العلاقات.

وقال فارول إن المباحثات لا تزال جارية مع إسرائيل حول القضايا المتعلقة بتفاصيل الميناء والسفينة العائمة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه من المبكر في المرحلة الحالية، الحديث عن أي تطورات نهائية في المباحثات، إلى حين الانتهاء بشكل نهائي من المفاوضات.

ونوه إلى أنه تم الاتفاق بشكل مبدئي على جدول زمني لتطبيق ما يتم التفاهم عليه بعد التوقيع النهائي. ونبه إلى أن تركيا قد تبرعت بمحطة تحلية لمياه البحر، وسيتم تزويد القطاع بمحطات إضافية لحل أزمة المياه، وهي قضية لم يعترض عليها الاحتلال.

وفي سياق متصل، قال إن المؤسسات التركية لن تسقط الدعوة المرفوعة على إسرائيل بشأن جريمة الاعتداء على سفينة مرمرة. وأكدّ أن هذه الدعوة ستبقى قائمة من المؤسسات التركية المعنية في القضية، سواء كانت تلك المرفوعة في المحاكم التركية أو المحاكم الدولية.

وأوضح فارول أن مؤسسة "IHH" التركية، لن توقف أي شكوى ضد إسرائيل ما لم يرفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة.

ويذكر أن المؤسسة التركية الاغاثية، قد رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل بعد قتل الأخيرة لـ 9 ناشطي سلام أتراك على سفينة مرمرة أثناء إبحارها إلى قطاع غزة.

وكانت المباحثات التركية _الاسرائيلية، قد بدأت قبل العدوان الأخير على قطاع غزة صيف 2014، حينما كشف ارشاد هورموز آنذاك عن وجود مباحثات يجريها الطرفين، تتضمن وجود تسهيلات على معابر غزة، بما يؤدي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة.

إلى ذلك، قال فارول: إن تركيا حريصة على التوصل إلى اتفاق شامل، يضع حدًا للاعتداءات والتجاوزات بحق الفلسطينيين، كي لا يصبح وضع الاتفاق هشًا".

وفيما يتعلق بموقف الجانب المصري من المباحثات التركية الإسرائيلية، قال هورموز: " نتمنى أن تكون القمة الثالثة عشرة للمؤتمر الإسلامي منبرا جيدا لرأب الصدع بين الدول التي تعاني من فتور في العلاقات معها، ونأمل أن تكون زيارة الملك سلمان إلى تركيا فاتحة خير لإنهاء معاناة غزة".

بينما قال فارول أن تركيا طلبت عدة مرات من السعودية التدخل لدى النظام المصري لفتح معبر رفح والسماح لسكان غزة بالسفر، منوها إلى أن هناك وساطة سعودية تسعى لتقارب وجهات النظر بين تركيا ومصر.

وأكد أن القضية الفلسطينية لها أولوية الاهتمام في تركيا، ولن تتخلى بلاده عن دورها اتجاه القضية الفلسطينية، "سواء تمت إعادة العلاقات مع (إسرائيل) أم لم تتم"، معتبرا أن تحقيق العدالة للفلسطينيين من أهم مصالح أنقرة.

ودعا إلى ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية، ووقف الاعتداءات المتكررة عليه، والتي تخالف أدنى قواعد القانون الإنساني، مبيناً أن بلاده ستبقى منحازة إلى الحق الفلسطيني، والذي تؤيده كل المواثيق والقوانين الدولية.

البث المباشر