نيويورك تايمز تدافع عن "الجزيرة": تتعرض لهجوم مضلل

الدوحة-الرسالة نت

أكدت إدارة تحرير صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقالها الافتتاحي أن شبكة الجزيرة الإخبارية، التي تتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا لها، كانت على رأس أجندة السعودية والإمارات والبحرين ومصر عندما قررت قطع علاقاتها مع قطر وفرض عزلة عليها.

وتابعت الصحيفة في مقالها الذي جاء تحت عنوان (هجوم مضلل على الجزيرة)، أن منتقدي قطر يتهمونها بدعم الجماعات السنية الإرهابية والطموحات الإيرانية في المنطقة، لكن في الحقيقة فمن الصعب تبرئة السعودية عندما يتعلق الحديث بنشر التطرف الإسلامي ودعم الجماعات الإرهابية.

وقالت إن السعودية وجيرانها ومن خلال مهاجمة الجزيرة يحاولون القضاء على كل صوت يمكن أن يدفع المواطنين إلى مساءلة حكامهم، حيث كانت الجزيرة المصدر الأساسي لأخبار الربيع العربي الذي هز المنطقة عام 2011، والذي أدى إلى إسقاط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

وتبع ذلك إجراء أول انتخابات حرة في مصر جاءت بجماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، وتقول الصحيفة إن السبب الحقيقي الذي أدى إلى وصف هذه الجماعة بأنها إرهابية في مصر هو أن النظام الاستبدادي يرى فيها تهديدا شعبويا.

وأدى الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي عام 2013، ثم تحركت حكومة السيسي بوحشية لقمع المعارضة وإقصاء جماعة الإخوان، وسجنت ثلاثة صحفيين من شبكة الجزيرة الإنجليزية (أفرجت عنهم لاحقا) على أساس أن تقارير الشبكة تدعم الجماعة.

وانتقلت الحملة على قناة الجزيرة وحرية التعبير إلى دول بالمنطقة، حيث عمدت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى حجب مواقع قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام القطرية.

وفي 7 يونيو/حزيران الجاري أغلق الأردن مكتب الجزيرة في عمان وجرّده من رخصة التشغيل، كما أغلقت السعودية مكتب الرياض وأمرت الفنادق السياحية بوقف جميع القنوات من شبكة الجزيرة الإعلامية.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن الجزيرة لا تمثل شبكة إخبارية مثالية بشكل كامل، ولكن تقاريرها تتوافق مع المعايير الصحفية الدولية، وتقدم وجهة نظر فريدة عن الأحداث في الشرق الأوسط.

وتابعت أنها تعمل مصدرا إخباريا حيويا للملايين الذين يعيشون تحت حكم غير ديمقراطي، وهذه أسباب تكفي للحكام والطغاة الذين يهاجمون قطر لإسكات الجزيرة، وهو ما يمثل بحد ذاته سببا كافيا لإدانة تصرفاتهم.

يشار إلى أنه في 8 يونيو/ حزيران الجاري، أعلنت شبكة «الجزيرة»، أن «مواقع الشبكة ‏ومنصاتها الرقمية تتعرض حاليا لمحاولات اختراق ممنهجة ومستمرة»، فيما تعد ثالث محاولة اختراق تتعرض لها مواقع إعلامية قطرية خلال أسبوعين.

وتواجه فضائية «الجزيرة»، منذ شهر، حملة تشويه ممنهجة، ضمن حملة أوسع تشمل قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد»، وسط اتهامات بدعم الإرهاب، والترويج له.

وفي وقت سابق، قال الشيخ «سلطان سعود القاسمي»، أحد أبناء الأسرة الحاكمة بالإمارات والمقرب من دوائر الحكم، إن قطر مطالبة بإغلاق فضائية «الجزيرة» و«تلفزيون العربي»، وترحيل المفكر «عزمي بشارة».

وأوضح «القاسمي» في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «من المرجح أن يكون أول استجابة من دولة قطر (على قرارات السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات) هو إغلاق شبكة الجزيرة التلفزيونية بالكامل، وهو ما قد يحدث في شهور إن لم يكن أسابيع»

وبداية من 24 مايو / أيار 2017 حجبت السعودية والإمارات منافذ إعلام قطرية، ومنها موقع قناة «الجزيرة»، إثر تصريحات نسبت لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نشرت على موقع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، ونفت الدوحة صحتها مؤكدة أن «موقع الوكالة الرسمية تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة».

ومنذ اندلاع الأزمة الخليجية مع قطر، حجبت السعودية كافة قنوات شبكة الجزيرة الإخبارية، وأغلقت مكاتبها، إضافة إلى حجب تلفزيون قطر الرسمي، بتهمة مخالفته للوائح ونظام وزارة الثقافة والإعلام في البلاد.

كما أغلقت السلطات الأردنية في 7 يونيو/ حزيران الجاري مكتب «الجزيرة» في عمان وسحبت ترخيصه، قائلة إن القرار يهدف إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ويأتي في سياق تنسيق السياسات مع الدول العربية ومن أجل «حل الأزمة» في المنطقة.

وفي تصريح سابق لوزير خارجية قطر الشيخ «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» ردا على سؤال بشأن مطالب الدول المقاطعة بتغيير سياسة قناة «الجزيرة» والسياسة الخارجية لقطر، قال: «(الجزيرة) شأن داخلي وسياستنا الخارجية أمر سيادي وليس لأحد الحق أن يملي علينا ما نقوم به».

المصدر | الخليج الجديد

البث المباشر