أكد القيادي في هيئة أركان كتائب القسام محمد السنوار أن كتائب القسام والمقاومة استطاعت تثبيت معادلات مهمة وأصبح العدو يحسب حسابها جيداً، مشدداً بأن المقاومة بتحذيرها للاحتلال فإنها تعني بذلك كل حرف وكل كلمة لها رصيد وفعل ميداني على الأرض.
وكشف القائد القسامي عن تفاصيل ومجريات معركة سيف القدس العام الماضي، موضحاً خلال حديثه عبر فيلم ما خفي أعظم مساء الجمعة، بأنه تم رفع حالة الجهوزية والاستعداد لجميع الأسلحة والتخصصات، وتم الإيعاز لسلاح المدفعية بالبقاء على أقصى درجة من الاستعداد القتالي.
وأضاف أن حالة الجهوزية كانت تدار بدقة شديدة وبالغة مع مراقبة سلوك العدو في القدس وفي الميدان لحظة بلحظة.
وحول الضربة الأولى كشف القائد السنوار بأن قرار توجيه ضربة صاروخية باتجاه مغتصبات ومواقع العدو في القدس المحتلة جاء خارج توقعات وحسابات العدو، حيث كانت تقديراته بأن لا يتجاوز ردنا قصف بعض الأهداف على الأطراف وفي محيط قطاع غزة.
كما كشف عن تجهيز القسام لعملية أسرٍ لجنود العدو الصهيوني؛ "وكان الهدف الأساسي منها ردع الاحتلال وإرغامه على صفقة مشرفة لينال أسرانا الحرية، وذلك قبل المعركة بأيام، وقد وصل تنفيذ العملية لمراحل متقدمة ولكن إرادة الله سبحانه وتعالى شاءت غير ذلك، وقد نال شرف الشهادة في هذه المحاولة ثمانية عشر شهيدا شرق خان يونس رحمهم الله".
قصف تل أبيب
وحول قرار قصف تل أبيب خلال المعركة ردًا على قصف المنشآت المدنية والمنازل في غزة، قال السنوار: "تم توجيه الصفعة الأولى والأكبر في تاريخ الصراع، وبذلك تم وضع تل أبيب على الطاولة من أول يوم في المعركة، وكان الهدف كسر هيبة مركز الظلم والعدوان وقبلة المطبعين، ورسخنا المعادلة التي ستظل حاضرة (ضرب تل أبيب أسهل من شربة الماء)".
وبتاريخ 16 مايو 2021، ومع تمادي العدوان الصهيوني خلال معركة سيف القدس وترويع الاحتلال للأبرياء والآمنين، وجهت كتائب القسام ضربة صاروخية من عشرات الصواريخ صوب تل أبيب وضواحيها بعد رفع حظر التجوال لمدة ساعتين بأمر من قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف.
وحدة الجبهات
شهدت معركة سيف القدس اشتعال جبهات الضفة والداخل والقدس، وقد وجهت الكتائب خلال المعركة عدة رسائل إلى الشباب الثائر والجماهير المنتفضة.
وفي إشارة إلى هبة الداخل المحتل خلال سيف القدس أضاف السنوار: "دخول هذه الجبهة الحساسة والمقلقة للعدو على خط المواجهة خلال سيف القدس شكّل صدمة وذعراً حقيقيًا للاحتلال وعلى النقيض شكّل حافزاً وأملاً جديدًا لشعبنا الذي شاهد للمرة الأولى توحدًا واصطفافًا فلسطينيًا في كل الساحات ونموذجًا للإطباق على المحتل من كل الجبهات وهي الرسالة الأهم في هذه المعركة المباركة".
خطة برق
وفي إطار حديثه عن مجريات المعركة، تطرق السنوار إلى ما يسمى بخطة المترو ومحاولة العدو الفاشلة لتدمير أنفاق المقاومة، حيث كشف بأن القسام حافظ على الجهوزية العالية لصد العدوان عبر معلومات ومقاربات وخطط بديلة ما تسبب بإفشال العدو وتبديد خططه وإفراغها من مضمونها.
وتابع قائلاً: "إنه وعلى الرغم من الكيد والمكر الكبير الذي بذل في هذه الخطة وقياسًا على الأهداف التي كان المراد تحقيقها إلا أن هذه الخطة أفشلت بشكل كامل وذلك بتوفيق الله عز وجل أولاً ثم بيقظة قيادة المقاومة ومنظومتها الأمنية".
وكشف القائد القسامي بأنه في الوقت الذي كان يخيل للعدو تضليل القسام واستدراج المجاهدين إلى خطة الخداع لم يُصب أحدٌ من مقاتلي القسام بأي أذى بفضل الله؛ رغم مئات الأطنان من الذخائر التي أُلقتها طائرات العدو الحربية ورغم بعض الأضرار المادية.
وأشار السنوار إلى التعاون المشترك مع محور المقاومة خلال المعركة عبر الغرفة الأمنية المشتركة، والتي كانت منعقدة طوال فترة الحرب وكان لها إسهامات استخبارية مهمة.
رسالة القسام للأمة
وفي ختام حديثه وجه القائد القسامي رسالة هامة إلى الأمة وأحرار العالم قال فيها: " ما بنيناه وما نبنيه من قوة وما أجريناه من تجارب واستخلاص للعبر يزيدنا كل يوم خطوة نحو اليوم الموعود بالتحرير والعودة".
مضيفاً "مهمتنا في قيادة المقاومة من خلال علاقتنا بأمتنا وقواها الحية أن تظل معركة سيف القدس هي النموذج الملهم والمقدمة العملية لمعركة تتوحد فيها كل القوى والشعوب في معركة تطهير القدس وتحرير فلسطين، ونقول لكل أحرار الأمة والعالم: (الأقصى ينتظركم فانتظروا الإشارة)".
المصدر: موقع القسام