يتواصل الغضب في الشارع الليبي، بعد الإعلان عن لقاء وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية، نجلاء المنقوش، بنظيرها (الإسرائيلي)، إيلي كوهين، في العاصمة الإيطالية روما.
احتجاجات واسعة وقطع للطرق الرئيسة شهدتها العاصمة الليبية، في ظل مطالبات بإقالة المنقوش وإحالتها للتحقيق.
وأضرم محتجون ليبيون النيران أمام مبنى رئاسة مجلس وزراء حكومة الوحدة الوطنية في العاصمة طرابلس تنديدا باللقاء، وردد المحتجون هتافات داعمة للقضية الفلسطينية، ورافضة لأي تواصل ليبي مع الحكومة (الإسرائيلية).
واستجابة للهبة الشعبية الليبية أوقف رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق .
اقرأ أيضاً: عندما أسقطت (إسرائيل) طائرة ركاب ليبية قبل 50 عاما وقتلت عشرات الأبرياء
وأعلن جهاز الأمن الداخلي الليبي في طرابلس إدراج المنقوش في قائمة الممنوعين من السفر لحين امتثالها للتحقيقات.
ويبدو أن الليبيين لم ينسوا ثأرهم عند الاحتلال الإسرائيلي حتى وأن بلغ عمره 50 عاما، بعدما قتلت 108 أشخاص عندما أسقطت طائرة ركاب ليبية حلقت عن طريق الخطأ، فوق قاعدة للجيش (الإسرائيلي)، وأن الحكومة الإسرائيلية آنذاك رفضت تحمل المسؤولية.
كما تعكس الغضب والثورة التي عمت الشارع الليبي عن عمق انتمائه للقضية الفلسطينية.
وبيّن مقال نشرته هآرتس العبرية و تبه المؤرخ والكاتب الإسرائيلي يعقوب لوزويك أن محاضر مجلس الوزراء التي رفعت عنها السرية مؤخرا أظهرت كيف رفضت (إسرائيل) إجراء تحقيق وغطت نفسها باعتقادها الذاتي أنها لم تخطئ.
وقالت الصحيفة إن رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك غولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي ديفيد إلعازار سارعوا إلى توضيح أن الحادث كان خطأ مأساويا، لكنهم أضافوا أن اللوم يقع على عاتق قائد الطائرة الليبية، "الذي لم يطع تعليمات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ورفض الانصياع".
اقرأ أيضاً: فصائل فلسطينية تدين بشدة لقاء وزيرة الخارجية الليبية بنظيرها (الإسرائيلي)
وانتقد لوزويك موقف قادة الحكومة الإسرائيلية، قائلا لو ضحوا بمناصبهم في 21 فبراير/شباط 1973، وبدأ خلفاؤهم العمل في مناصبهم الجديدة مع خوفهم من المسؤولية، ربما كانت حرب أكتوبر (حرب يوم الغفران)، التي اندلعت بعد 8 أشهر بسبب غطرسة هؤلاء القادة، قد تم تفاديها.
وتؤكد الاحتجاجات الواسعة في ليبيا اليوم أن الليبيين لم ينسوا ثأرهم ويرفضون كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وأن القضية الفلسطينية من قضاياهم المركزية والتي لا يمكن التهاون من أحد بها.