قائمة الموقع

إنجاب زوجات الأسرى "بالزراعة" قضية تثير الجدل

2009-08-03T03:35:00+03:00

غزة -عدنان نصر

تقطع قلب الفتاة "س" ألما على فراق زوجها الأسير الذي زج به في غياهب السجون الإسرائيلية ليقضي أحكاما عالية تقطف زهرات شبابه.

وتزداد "س" حسرة مع كل زيارة تعانق فيها قضبان السجن وتترك زوجها ، الذي لم تنجب منه وحيدا.

وبين حنينها لزوجها ورغبتها في الإنجاب منه، تمكنت "س" من تهريب نطفة منوية لزوجها بشهود من أهلها، لزرعها في رحمها وإنجاب طفل.

تساؤلات كثيرة وألسن حادة لاحقت الفتاة في مجتمعها الذي يتمسك بالعادات والتقاليد إلا أنها  لم تهز لها شعرة.

أحداث تلك القصة اجتمعت في فيلم وثائقي عرضته جمعية "حسام" مؤخرا، التي تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين، وكشفت الجمعية النقاب عن تهريب  ستة نُطف منوية لأسرى في السجون الإسرائيلية ؛ بهدف زراعتها في أرحام زوجاتهم وإنجاب أطفال.

** مسألة خطيرة

وبحسب ما ذكرته الجمعية- فإن عملية تهريب النُطف المنوية لستة أسرى من الضفة الغربية وقطاع غزة تمت عن طريق أحد المفرج عنهم من السجون، أو عن طريق الزيارات بترتيب مع الزوجة والجهات الطبية المتخصصة وبشهود من أهل الزوج. 

ودعت جمعية حسام، الحركة الوطنية الأسيرة إلى دراسة فكرة إنجاب الأسير من خلال التلقيح الصناعي الذي بدوره يعطي أملاً كبيراً بإشباع غريزة الأمومة والأبوة لدى الزوجين، بما يتلاءم مع ديننا الحنيف وعاداتنا الاجتماعية.

 وأكدت الجمعية على ضرورة وجود شهود عدل عندما يتم إخراج هذه النطفة من المعتقل كي لا تقع الزوجة في الشبهات، ويفضل أن يكونوا من أهل الزوجة والزوج، مشيرة إلى أن علماء دين كبارا أفتوا بجواز ذلك وفق ضوابط ومعايير محددة.

وترى مصادر خاصة مهتمة بشئون الأسرى رفضت الكشف عن هويتها أن الخوض في تلك القضية سيثير شائعات جمة تطارد زوجة الأسير، وتخلق بلبلبة وخلخلة في المجتمع الغزي، وتزيد حدة الأزمة بين أهل الزوج وزوجته.

وأعلنت جمعية "حسام" عن تأييدها لهذه الفكرة ومناصرتها ومساعدتها لزوجات الأسرى للخروج من باب إشاعات المجتمع، وترتيب إجراءات معينة، مثل التهنئة في وسائل الإعلام والإشراف عليها.

وتساءلت المصادر عن سر فتح تلك القضية مجددا علما أنها أغلقت في السابق بموافقة الأسرى أنفسهم، ولماذا تثار آمالا شبه مفقودة بين عائلات الأسرى وتترك القضايا المهمة كحرمانهم من الزيارات، وفرض العقوبات القاسية بحقهم جانبا.

** رأي الشرع

وأشارت المصادر إلى أن تلك القضية روجت نظريا ، لكن تطبيقها على أرض الواقع سيثير زوبعة من الألسنة الحادة تطارد  زوجة الأسير وتعصف بعفتها.

ووصفت القضية بالخطيرة، فلا أحد يضمن وسائل الاحتلال في تزوير تلك النطفات، مؤكدة أن الشرع وحده من يملك القرار في تلك القضية.

ومن جانبه حذر الدكتور ماهر السوسي المحاضر في كلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية من خطورة ذلك المشروع، فأخطر ما فيه أن النطف ستمر عن جنود الاحتلال الإسرائيلي ، وهناك شك وريبة في تبديلها ومن ثم اختلاط الأنساب.

ورغم الخطورة السابقة فإن الشريعة الإسلامية أجازتها بشروط أهمها ألا تدخل النطف المنوية في أيد خارجية- كما يقول.

وأوضح السوسي أن مسألة إنجاب الأسرى تتوقف على مدى احتياج الأسرة المعنية لأطفال، لاسيما التي تفتقر لأولاد وتستطيع إعالة النسل.

وقال: يجب أن تتم العملية بطريقة سليمة ، و يجريها أطباء عدول موثوق بهم يؤمن عندهم جانب التزوير وتكون خبرتهم جيدة لا تحتاج تجريب العملية وتكرارها أكثر من مرة.

وأكد على ضرورة أن يعدم الماء الزائد ولا يحفظ بعد عملية التلقيح ولا يتصرف به بغير رضا الزوجين على أن يتم الأمر بينهم بالتراضي وفق الضرورة الماسة لإنجاب الأطفال.

ولتلاشى الشائعات والأقاويل التي يمكن أن تصيب المرأة في عقر دارها يضيف يجب تهيئة المجتمع عبر وسائل الإعلام بحيث يتبنى الإعلام تلك الثقافة ويشيعها للمواطنين.

 

اخبار ذات صلة