قائمة الموقع

سرت.. هازمة الاستعمار الإيطالي تجمع القادة العرب

2010-03-27T09:43:00+03:00

سرت – وكالات – الرسالة نت

 

  أنهت مدينة سرت الليبية استعداداتها لاستقبال القادة العرب في قمتهم الثانية والعشرين التي تنطلق أعمالها اليوم، وتتواصل على مدار يومين.

 

ويجتمع القادة العرب في قاعة واقادوقو التي تشبه الباخرة، وهي مجمع قاعات تقع بجانب مقر مجمع المباني الإدارية في مدينة سرت، وتعد من القاعات الكبيرة في العالم، حيث تبلغ المساحة المسقوفة 44 ألف متر مربع، وتم تنفيذها وتجهيزها وفق أحدث المواصفات والتقنيات المتطورة.

 

ويبلغ إجمالي الطاقة الاستيعابية للقاعات 6464 مقعداً مقسمة على عدد من القاعات، فالرئيسية تتسع لـ 3660 مقعدا، تليها قاعتان مدرجتان بسعة 700 مقعد لكل منهما، وقاعتان مسطحتان بسعة 700 مقعد لكل منهما، إضافة إلى قاعة رئاسية لمؤتمرات القمة تتسع لـ 24 رئيساً ولـ 144 مرافقا، وملحق بها جناح استقبال وضيافة.

 

المجمع كذلك، مزود بصالة مؤتمرات صحافية، وقاعتي اجتماعات رئيسيتين، وثلاث قاعات اجتماعات صغيرة، إضافة إلى صالات الجلوس، ومكتبة مركزية مؤثثة بالكامل.

 

سرت، المدينة الصحراوية، تقع على البحر الأبيض المتوسط، وتطل على الخليج الذي يحمل الاسم نفسه، فيما كان الاسم القديم له هو "خليج السدرة".

 

شهد هذا الخليج، إبان الحرب الباردة، مواجهات بين ليبيا والولايات المتحدة، أطلق على المدينة إثرها اسم الرباط الأمامي، كما سمّي الخليج بـ"خليج التحدي" للسبب ذاته.

 

يبلغ عدد سكان المدينة وضواحيها زهاء سبعين ألف نسمة، وفيها "جامعة التحدي"، ويلتقي عندها أنبوبا النهر الصناعي العظيم؛ القادم من واحات السرير والكفرة، والآخر القادم من جبل الحساونة، ليشكلا أطول وأضخم شبكة لنقل المياه في العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ.

 

سرت شاهدة كذلك على أحداث تاريخية مهمة، فقد وقعت فيها أهم معركة ضد الإيطاليين في 29 نيسان (إبريل) 1915، وهي معركة القرضابية الشهيرة التي هزم فيها الإيطاليون بقيادة الجنرال أمياني. كما شهدت المدينة انعقاد أول مؤتمر للوحدة الوطنية في 22 كانون الثاني (يناير) 1922، أيام الجهاد ضد الغزو الإيطالي لليبيا.

 

في أواخر تسعينيات القرن الماضي، شهدت المدينة حدثين مهمين؛ إعلان الاتحاد الإفريقي في 9 أيلول (سبتمبر) 1999، وتوقيع اتفاق سلام البحيرات العظمى.

 

سكان المدينة يمتهنون تربية الإبل والضأن والماعز، إضافة إلى بعض الأنشطة الزراعية، وبعض المهن الحرفية.

 

وتعتبر المدينة رابطا رئيسيا لخطوط المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، فهي تقع في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي. وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كم شرقا. وتجمع في طقسها بين الاعتدال البحري والطقس الصحراوي، وكانت قديما من كبريات المدن، ومحطة مهمة على طريق القوافل بين برقة وطرابلس وبين إفريقيا وأوروبا.

 

تعقد في المدينة بشكل دوري اجتماعات مؤتمر الشعب العام الليبي، وتنظم فيها المؤتمرات الدولية ومؤتمرات القمة. وقد رشحت لتستضيف بعض مقار الاتحاد الإفريقي الوليد.

 

يعد الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي أشهر شخصية تنتمي إلى هذه المدينة، حيث شهدت سرت ولادته العام 1942. ومنذ وصوله إلى السلطة في 1969 اكتسبت المدينة أهمية خاصة. حيث نقلت إليها معظم الوزارات في فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما شهدت إنشاء العديد من المباني الحديثة، أهمها قاعة واقادوقو الضخمة للمؤتمرات.

 

ومع العديد من مظاهر التطور والحداثة التي رافقت حياة المدينة على مدار العقود الأخيرة، إلا أن سرت ما تزال تحتفظ بروحها التراثية، ليس فقط كمدينة صحراوية أو ساحلية، بل كمدينة عربية قاومت الاستعمار وهزمته.

 

اخبار ذات صلة