كما أن للمقاومة الفلسطينية صولات وجولات في مواجهة "إسرائيل" وكل مقاوم في ثغره يرابط، كذلك فإن الفنانين الفلسطينيين قد أشهروا سلاحهم في وجه الاحتلال وبطشه ضد أطفال غزة، فعبروا بريشتهم عن ما يختلج قلب كل فلسطيني تجاه حبيبتهم "غزة".
وخلال الحرب الأخيرة على القطاع، وفي خطوط قليلة، بليغة في معناها تَرجمت المعاناة، ورسّخت في أذهان المتابعين عربا وعجمًا رأيًا مناصرًا لغزة، وفنانو حرب غزة لكلٍ طريقته وتجربته في هذه المعركة الأكثر دموية من "إسرائيل".
كاريكاتير فتّاك
"فنان عربي اختلطت لديه أحداث غزة الدامية التي تنفطر لها القلوب، بين حزن وألم ونشوة عزٍّ وافتخار بما سطرته المقاومة بمفاجئاتها خلال الحرب"، لكن ما لم يختلط لدى فنان الكاريكاتير الفلسطيني الشهير الدكتور علاء اللقطة أن ثقته بنصر المقاومة أمرٌ حتميّ.
ويقول اللقطة في حديثه لـ "الرسالة نت"، إنه بدأ في شحذ الهمة ورسم لوحات الكاريكاتير رفعًا للمعنويات، وتبشيرًا بنصر المقاومة القريب رغم حجم التضحيات الكبير، منتشيًا بطريقة رسمه بهذه العزة والشغف الذي لم يسبق لها مثيل، حسب قوله.
الفنانون كما غيرهم من المقاومين أحسوا بأنهم جزء من المعركة، ولا بد أن يكونوا على قدرها متجاوزين كل الخطوط الحُمر، في تسمية الأشياء بأسمائها، و"كشف المستور" غير عابئين بنتائج أعمالهم الفنية، كما عبر بذلك الفنان اللقطة.
استطاعت ريشة الفنان العربي أن تحدث فارقًا، وتقلب كثيرا من الموازين لصالح غزة من خلال التعاطف الذي أحدثته على المستوى العالمي، وتربع فن الكاريكاتير كفن مقاوم في صدارة المشهد.
السلاح الفني
من جهة أخرى يسلط موقع "الرسالة نت" الضوء على الفن التشكيلي المقاوم، والذي كان له دور بارزا أيضًا في فضح الجُرم "الإسرائيلي" وتثبيت الفلسطينيين في غزة.
الفنان التشكيلي ماجد مقداد يقول لـ "الرسالة نت" إنه ورغم معايشته الحروب السابقة إلا أن الأخيرة كانت أبلغ أثرًا في نفسه، نظرًا لحجم المجازر ومشاهدة صور أصدقائه الشهداء.
ومع تلك المشاعر المختلطة، فقد فرضت الحرب على ألوان الفنان التشكيلي مقداد أن تتحدث عما يدور حوله، فرسمت أنامله صورًا فنية عكست مأساة الموت، وجدّدت أخرى صمود الشعب.
ولعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والصحف العربية استشعروا حجم تأثير الفن التشكيلي والكاريكاتير من خلال تعبيره الدقيق عن مجمل الأحداث في لوحة متكاملة، تُحقق أسطورة العنقاء التي تجسدت في أعين أهل غزة.
وفي رسالة الفنان الفلسطيني الذي عاش حرب غزة، ترك مقداد للوحاته أن تحمل المعاني العظيمة لشعب غزة كي تخرج منها أطياف الشهداء، وتخط ملامح الطفولة التي سلبتها طائرات الاحتلال.
وبالعودة لمقاوِم فن الكاريكاتير الدكتور اللقطة، فإنه يرى أن أداء الكثيرين من فناني الكاريكاتير العربي لم يكن بحجم الحدث، "بحيث يمثل الكثير منهم وسائل الإعلام العربية التابع لها، والتي خذلت غزة، وكانت الكثير من الأعمال تتحدث عن الخسائر، متجاهلة دور المقاومة وإنجازاتها على الأرض".
رغم ذلك إلا أن فناني كاريكاتير عرب قاموا بواجبهم وسخروا ريشتهم للدفاع عن غزة، وقد أشاد اللقطة بزملاء له أعربوا عن تضامنهم مع غزة من خلال رسائلهم، وأعمال تعكس مدى حبهم وولائهم لفلسطين، خاصة دول المغرب العربي.
إذن فقد رسمت غزة أروع اللوحات البطولية بمقاومتها وصبر شعبها وصموده، وفنانو الحرية ترجموا ذلك بلوحاتٍ كاريكاتورية وتشكيلية.