غزة – الرسالة نت
طالبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" القمة العربية التي تنطلق اليوم السبت (27-3) في مدينة سرت الليبية، بمواقف حاسمة وعملية وجادة لحماية مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية من المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويدها وطرد المواطنين الفلسطينيين من المدينة المقدسة.
ودعت إلى اتخاذ خطوات ملموسة ومشاريع عملية لدعم المقدسيين وصمودهم في مواجهة الطرد والتهويد، و العمل على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة.
وقالت الحركة في مذكرة بعثت بها إلى القمة العربية : "لم تعد إجراءات العدو التي تهدف إلى تهويد القدس وإحكام السيطرة عليها خافية على أحد، خاصة مع المزيد من هدم المنازل وتهجير سكانها وتغيير البنية الديموغرافية فيها، فضلاً عن أعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى المبارك من كل الجوانب، وانتهاك حرمته، والتجرؤ على إغلاق أبوابه في وجوه المصلين، وكذلك محاولات اقتحامه من قبل اليمين المتطرف بهدف تقسيمه، والاقتراب أكثر من لحظة هدمه وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. علاوة على الإجراءات الأخيرة التي تضمنت (سرقة) حكومة نتنياهو المسجد الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، وأسوار البلدة القديمة في القدس، إلى ما يسمى بقائمة مواقع التراث الصهيوني".
وحول الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة للسنة الرابعة على التوالي دعت الحركة القمة إلى "اتخاذ قرار حاسم برفع الحصار عن قطاع غزة، وفتح معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر أمام حركة الأشخاص والبضائع، واتخاذ قرار عاجل بالبدء في تنفيذ برنامج إعمار البيوت والمرافق التي دمرها العدوان الصهيوني البشع على غزة، وفق الآليات التي تراها الدول العربية مناسبة، مشيرة إلى استعدادها للتعاون في هذا المجال.
وتطرقت المذكرة إلى عملية اغتيال القيادي العسكري في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي على يد جهاز الاستخبارات الصهيوني "الموساد"، وقالت: "إن هذه الجريمة تمثّل اعتداء على سيادة دولة عربية هي دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة"، داعية القمة إلى "شجب هذه العملية النكراء، وإدانة "إسرائيل" على جرائمها واعتداءاتها، والدعوة إلى محاسبتها وملاحقتها قانونياً وسياسياً في كل المحافل الدولية، ومن ذلك وضع البرامج والآليات اللازمة لمحاسبة (إسرائيل) على جرائمها التي رصدها تقرير غولدستون".
وعن الموقف السياسي الفلسطيني والعربي ومفاوضات التسوية؛ قالت "حماس": "بالمختصر المفيد، وبروح النصح الصادق والمخلص، فإن سلوك العدو الصهيوني المستهتر بنا كأمة وبجهودنا الفلسطينية والعربية ومبادراتنا للسلام ومحاولاتنا الدؤوبة لإنجاح المفاوضات، والرافض لحقوقنا المشروعة رغم أنها في حدها الأدنى، والذي يواصل احتلاله لأراضينا، والاعتداء علينا، وتهويد قدسنا ومقدساتنا، ويبني المزيد من المستوطنات ضارباً بعرض الحائط الدعوات الدولية والإقليمية الرافضة لذلك،.. إن ذلك يوجب علينا فلسطينيين وعرباً، وكأمة واحدة تحترم نفسها، أن نعيد النظر بجدية في الموقف السياسي الراهن، ليس بالذهاب إلى خيار الحرب، ولكن بإعادة النظر في خياراتنا، والبحث عن إستراتيجية وتكتيكات جديدة، تفرض على العدو تغيير سياسته وسلوكه، وتدفع العالم لاحترامنا ووضعنا في صدارة أولوياته واهتماماته، وأن يحسب لنا حساباً في سياساته ومواقفه من أطراف الصراع".
وأضافت: "إننا ما زلنا نسعى نحو السلام، ونحرص عليه، لكن السلام العادل والحقيقي الذي يليق بالشعوب والأمم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا استند إلى أوراق قوة حقيقية، وقدرة على تنويع الخيارات".
وبشأن المصالحة الفلسطينية؛ فقد أكدت حركة "حماس" في المذكرة التي وجهتها إلى القمة العربية بأن "السبب الأكبر وراء الانقسام الفلسطيني هو التدخل الخارجي والانقلاب على نتائج الانتخابات الفلسطينية. وما زالت التدخلات الخارجية تعمل على تعطيل جهود المصالحة الفلسطينية من خلال وضع فيتو أو شروط سياسية عليها".
وقالت "إن إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية خيار حتمي لابد منه، وهو خيارنا وقرارنا. وقد تجاوبنا مع الرعاية المصرية الكريمة لحوار المصالحة، وعقدنا حول ذلك ست جولات في القاهرة، انتهت بتوافقات وتفاهمات مهمة حول ملفات المصالحة المختلفة. ثم تحاورنا مع الأشقاء في مصر حول الورقة ما قبل النهائية للمصالحة، وتوافقنا في ضوء ذلك على عقد جلسة المصالحة النهائية في شهر أكتوبر 2009. لكن فوجئنا للأسف بأن وثيقة المصالحة النهائية التي طلب منا الأشقاء في مصر التوقيع عليها، تختلف عما توافقنا عليه في عدة نقاط نرى أنها مهمة وضرورية، ليس فقط لأننا توافقنا عليها كأطراف فلسطينية في جولات الحوار، بل لأنها ضرورية لنجاح الاتفاق وسلامة تنفيذه، ليقود إلى مصالحة حقيقية بإذن الله".
وتابعت: "لذلك؛ فإننا نرحب بمساعيكم الكريمة، ونأمل منكم المساعدة مع الإخوة في مصر على حل هذه الإشكالية بصورة كريمة للجميع، تتيح إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
وقدمت "حماس" خلاصة الملاحظات التي تعتبرها "أساسية وجوهرية، والتي يلزم إدخالها على ورقة الاتفاق أو إلحاقها بها كجزء لا يتجزأ منها، كي يتم التوقيع عليها في جلسة المصالحة بإذن الله".