على مدار أعوام طويلة كانت الكرة الفلسطينية تسجل مشاركاتها فقط في كل البطولات العربية والعالمية, حتى جاءت السنوات الثلاث الأخيرة لتكتب تاريخا جديدا في الرياضة الفلسطينية.
منتخب الكرة الشاطئية كان أول من أعاد فلسطين للواجهة بإحرازه برونزيتي آسيا, ضاربا منتخبات القارة الصفراء بعرض الحائط, وملحقا بها أشد الهزائم, تلاه المنتخب الأول الذي قهر الظروف الصعبة وتأهل لنهائيات كأس أمم آسيا 2015 التي تستضيفها أستراليا.
وهذه المرة جاء الدور على المنتخب الأولمبي الذي كسب رهان التحدي مع نفسه, وتأهل متصدرا عن مجموعته الثالثة إلى الدور الثاني من دورة الألعاب الأسيوية.
أداء مميز
ظهر المنتخب الأولمبي بصورة مميزة خلال مباريات دور المجموعات, حيث لعب مع عُمان, وطاجكستان, وسنغافورة على التوالي.
ففي المباراة الأولى ظهر المنتخب بصورة جيدة ولاحت له عدة فرص للتسجيل منذ البداية, لكن صلابة الدفاع العُماني حالت دون الوصول للشباك.
واستمرت مجريات اللقاء سجالا بين الطرفين, حتى نجح النجم أحمد ماهر في إحراز الهدف الأول في الدقيقة 39 بعدما استغل عرضية مصعب البطاط ليسدد الكرة على الطائر في المرمى, ثم استغل حمادة مراعبة هفوة قاتلة من الدفاع العُماني في الدقيقة 56 ليضع الكرة على يسار الحارس مازن الكاسبي في الشباك, منهيا اللقاء لمصلحة الأولمبي بهدفين نظيفين.
أما في المباراة الثانية أمام طاجكستان, فقد كان المنتخب في تحدٍ مع نفسه كي يظفر ببطاقة الصعود للدور الثاني, وهو ما فعله عندما عوّض تخلف بهدف أسروروف سيوفوش في الدقيقة 29, إلى فوز بهدفين رائعين عبر حمادة مراعبة وهلال موسى في الدقيقتين 34 و37 على التوالي.
وفي المباراة الثالثة أمام سنغافورة ونظرا لضمان الصعود التاريخي للدور الثاني, أجرى المدير الفني عبد الناصر بركات تغييرات طفيفة على التشكيلة, لإراحة بعض اللاعبين, قبل المواجهة النارية مع اليابان في دور الستة عشر يوم الخميس المقبل.
وخسر منتخبنا أمام نظيره السنغافوري بهدف مقابل هدفين في الجولة الثالثة والأخيرة.
وتلقت شباك الوطني هدفا مبكرا في الدقيقة 2 من ضربة حرة مباشرة نفذها محمد شفيق غاني, قبل أن يعود اللاعب ذاته ويحرز هدفا ثانيا بنفس الطريقة في الدقيقة 18.
وحاول لاعبو الأولمبي تعديل النتيجة, لكن هدف تقليص الفارق جاء متأخرا وتحديدا في الدقيقة 83 عبر أحمد ماهر, لتنتهي المباراة بخسارة منتخبنا أمام سنغافورة (1-2).
ورغم الخسارة صعد "الأولمبي" متصدرا للمجموعة برصيد 6 نقاط, بفارق الأهداف عن طاجكستان الفائزة على عُمان بهدف نظيف.
ويلتقي منتخبنا في دور الستة عشر مع اليابان ثاني المجموعة الرابعة في مواجهة من العيار الثقيل.
تألق وإبداع
المدير الفني بركات عبّر عن سعادته خلال حديثه لـ"الرسالة نت" بالصعود التاريخي للمنتخب, مؤكدا أن اللاعبين قدّموا مباريات كبيرة في دور المجموعات.
وذكر بركات أن اللاعبين طبّقوا تعليماته بشكل دقيق في المباريات الرسمية للبطولة, متمنيا أن يحالفهم التوفيق في دور الستة عشر لأجل تحقيق حلم الوصول للأدوار المتقدمة, عكس نسختي 2006 و2010 التي خرج فيهما الفريق من الباب الضيق.
وفيما يتعلق بالسر وراء الصعود التاريخي, أكد أن الاهتمام الذي حصل عليه المنتخب من اتحاد كرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب, دفعهم لتحمل المسؤولية بالظهور بصورة مميزة, وهذا ما انعكس بصورة إيجابية على مستوى اللاعبين داخل المستطيل الأخضر على حد قوله.
وكان اتحاد كرة القدم في المحافظات الشمالية قد أولى المنتخب اهتماما ملحوظا ومنقطع النظير بتنظيمه أربعة معسكرات تدريبية للفريق (واحد داخلي وثلاثة خارجية في البحرين وعُمان وقطر على التوالي) استعدادا لدورة الألعاب بـ"إنشيون", وبالفعل آتت ثمار المعسكرات أكلها بالظهور المشرف في الدورة.
يشار إلى أن منتخبنا الأولمبي يضم تشكيلة مكونة من: رامي حمادة, وغانم محاجنة, وخالد عزام, وخالد مهدي, وتامر صلاح, وإبراهيم جلايطة, وعبد الله جابر, ومصعب البطاط, وثائر جبور, وعدي خروب, ومحمود الكوري, ومصعب أبو سالم, وهلال موسى, وإسلام البطران, ونمر واصف, ومحمود أبو وردة, وطارق أبو غنيمة, ورامي مسالمة, وحمادة مراعبة, وأحمد ماهر.