أعلن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" صباح اليوم عن اغتياله للمطاردين القساميين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة، بعد طوق أمني مشدد في مكان تواجدهم بمدينة الخليل، وأطلقت النيران باتجاه المنزل الذي تواجدا فيه.
وحسب مزاعم الاحتلال فإنه تم العثور على جثة الشهيدين وأخذهما إلى الارتباط العسكري في الخليل.
"الرسالة نت" تواصلت مع عوائل الشهيدين فور اعلان استشهادهما، لترصد حالة الثبات والفخر الذي عبر عنهما والدتي الشهيدين، محملين الاحتلال المسئولية الكاملة عن جريمته، ومنتقدين في الوقت نفسه أداء اجهزة الأمن التي اختفت من قلب المدينة التي وقعت فيها الجريمة.
في شارع الجامعة بقلب المدينة، طوقت قوات الاحتلال منزلًا مكونًا من ثلاث طوابق وشرعت بقصفه بصواريخ اللاو وسط انتشار القناصة ووحدات الخاصة، قبل أن تخلي عددا من سكانه، وتعلن في وقت لاحق عن تمكنها من اغتيال المطاردين القساميين، الذي تتهمهما بخطف وقتل ثلاثة من جنودها في مدينة الخليل قبل حوالي شهرين.
الحاجة أم شريف القواسمي والدة الشهيد القسامي المطارد مروان، استقبلت نبأ استشهاد نجلها بالزغاريد.
وأعربت القواسمي لـ"الرسالة نت"، عن فخرها بنبأ استشهاد نجلها، معتبرة ذلك بمنزلة فخر لها ولعائلتها.
وقالت إن هذا الدم يمتزج اليوم بدماء أبناء غزة الذين دافعوا عن إخوانهم في الضفة المحتلة، وسطروا ملحمة الاباء والتضحية في معركة العصف المأكول.
وأكدت أن دم مروان وصديقه هو امتداد لمعركة طويلة مع الاحتلال الاسرائيلي، الذي تمادى في قتل وذبح الفلسطينيين في كل مكان.
وأشارت إلى أن نجلها انتصر لأهل الضفة وكرامتهم المستباحة على يد المستوطنين، وللأسرى الذي لطالما تمتع الاحتلال بمشاهد تعذيبهم وحرمانهم من حقوقهم.
ودعت الحاجة أم مروان شباب المقاومة بالانتقام والثأر لكل الدماء التي أريقت على يد الاحتلال، مناشدة قائد كتائب القسام محمد الضيف بأن يثأر لليهود ويلحق بهم الهزيمة على غرار ما فعلت المقاومة في قطاع غزة أثناء تصديها للعدوان الاسرائيلي الذي استمر لمدة 51 يومًا.
وأكملت حديثها" الدم القاني لن يهزم وإسرائيل تشعر بهزيمة مرة، وقتلها لولدي لا يمكن أن يكون انتصارًا لها، وهي التي عجزت الوصول اليه على مدى الأيام الماضية برغم عمليات المطاردة التي طالت معظم المقربين منه".
وكانت قوات الاحتلال قد أقدمت على تدمير ونسف منزل عائلتي القواسمي وابو عيشة، في اول يوم من تنفيذ العملية.
وفي سياق متصل، استهجنت والدة الشهيد المطارد، غياب دور أجهزة أمن السلطة في الدفاع عن نجلها وصديقه، وهي ما فتأت أن تلاحق عائلته وتداهم منزله أثناء فترة المطاردة.
وأعربت عن أسفها بأن تتحول هذه الاجهزة لدور الشرطي المدافع عن اسرائيل، بينما تهرب من أي مواجهة معها في حماية ابناء شعبها.
يذكر بأن اجهزة أمن السلطة دأبت خلال فترة المطاردة بملاحقة المقربين من الشهيد، ومداهمة منزله البديل.
أمّا والدة الشهيد القسامي عامر أبو عيشة، فكان الحديث معها على عجل لكثرة المهنئين وتوجهها لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمان نجلها.
وحمّلت أم عامر الاحتلال المسئولية الكاملة عن جريمته التي ارتكبها بحق الشهيدين، مؤكدة أن هذه جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الاحتلال المتكررة والذي ما زال يمعن في سياسة الجرائم بحق أبناء شعبنا.
أم عامر حمّلت رئيس السلطة كذلك، جزءًا من المسئولية عن جريمة الاغتيال في ظل صمت الأجهزة الأمنية المريب، وتواطؤها الاستخباري مع الاحتلال.
ولا يزال رئيس السلطة يرفض التوجه والانضمام إلى ميثاق روما لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم المتكررة بحق الشعب الفلسطيني.
واتفقتا والدتا الشهيدين بأن هذا الدم لن يذهب هدرًا ما دام خلفه رجال وشعب متمسك بقضيته.