أكد الرئيس محمود عباس مساء الجمعة أنه بات من المستحيل العودة لمفاوضات تفرض "إسرائيل" نتائجها المسبقة عبر استمرار التوغل الاستيطاني في مدن الضفة الغربية، ولا قيمة لأي مفاوضات لا ترتبط بجدول زمني يحقق هدفها.
وقال عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، " إن جهودًا مكثفة تبذل من أجل قرار أممي يضع سقفًا زمنيًا محددا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على استحالة العودة لمفاوضات تفرض "إسرائيل" نتائجها المسبقة.
وأضاف أن "اتصالات مكثفة تجري داخل أروقة الأمم المتحدة لإعداد مشروع قرار لاعتماده بمجلس الأمن كمسعى يؤكد التزامنا بالحل السياسي الدبلوماسي".
وطالب بوضع سقف زمني يضمن استئنافًا فوريًا للمفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي لترسيم الحدود بينهما، والتوصل لاتفاق شامل حول كافة القضايا العالقة ومعاهدة تسوية دائمة.
وشدد على ضرورة إنهاء الحصار البشع على قطاع غزة مع التأكيد على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار برعاية مصرية، لافتًا إلى أن القاهرة ستستضيف الشهر المقبل مؤتمرًا دوليًا لإغاثة وإعادة اعمار غزة.
وأوضح أن حكومة التوافق ستقدم خلال المؤتمر خططها وتقاريرها ستنفذها وستشرف عليها بالتنسيق الكامل مع هيئات ومؤسسات الأمم المتحدة بما يبلي حاجات الشعب الفلسطيني، ويضمن إعادة الإعمار ويعزز دور الحكومة.
وأعرب عباس عن تقديره لكل الدول المساهمة في تخفيف معاناة غزة أثناء العدوان على غزة وبعده، مشيرا إلى أن الدول الصديقة لن تتردد في دعم خطط وبرامج الحكومة، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بنتائج تلبي طموحات وتطلعات المتضررين.
وأوضح أن الشرط الأساس هو إنهاء الحصار الاسرائيلي البشع والمتواصل منذ سنوات والذي يخنق غزة ويحولوها لسجن كبير، مبينًا أن توافقا فلسطينيا حصل قبل يومين يسهل عمل حكومة التوافق في غزة ويضمن سلاسة إعادة الإعمار.
وتطرق إلى حجم جريمة الابادة الاسرائيلية في غزة في عدوانها الثالث الذي وصفه بـ"غير المسبوق"، وأن نحو نصف مليون مشرد عن بيوتهم، وأن دورة مجلس الأمن الحالية اختارت "إسرائيل" أن تجعلها شاهدا على حرب إبادة جديدة.
وأكد أن الاحتلال لحق الشباب والفلسطينيين في المقابر لينتقم منهم، وأن الاحتلال اختار أن تتحدى العالم وكانت طائراتها تغتال بوحشية الأطفال، مؤكداً لن ننسى ولن نغفر وسنحاسب كل مجرمي الحرب، وسنحافظ على احترامنا للقانون الدولي والإجماع الدولي.
وقال: "عندما نجحت جهودنا في إنهاء الانقسام الداخلي وشكلنا حكومة توافق لإجراء انتخابات رحبت بها دول العالم إلا إسرائيل.. لن نبقى الى الابد في مربع الذين يثبتون حسن نواياهم وتنازلات عن حقوقنا، آن للسلام العادل أن يُمكن في أرض السلام".
وبين أن "إسرائيل" ترفض انهاء الاحتلال لأراضي دولة فلسطين التي احتلها عام 67، وترفض قيام دولة فلسطينية وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وهذا هو الموقف الرسمي للحكومة الاسرائيلية".