قائمة الموقع

التهجير القسري يطارد "بدو القدس"

2014-09-27T09:53:44+03:00
الاحتلال يهجر أهل القدس (أرشيف)
الرسالة نت - لميس الهمص

تواصل دولة الاحتلال تنفيذ مخططاتها الهادفة لتهجير سكان مدينة القدس الأصليين وزرع تجمعات استيطانية في أرضهم بهدف إيجاد مناطق عازلة وحرمان المسلمين والعرب من دخولها.

وتستهدف قوات الاحتلال في مشروعها الجديد البدو المتواجدين شرق القدس، والذي تخطط من خلاله إلى نقل 12 ألف منهم إلى قرية تل النعيمة التي تقيمها في منطقة الأغوار بدعوى نقلهم لمجتمع عصري، في تكرار لما حدث مع بدو النقب داخل أراضي 48 قبل سنوات حيث تم ذلك دون إجراء مفاوضات أو مشاورات معهم.

عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس صالح الشويكي قال "للرسالة" عبر الخط الهاتفي إن المشروع يستهدف تهجير عرب عشائر الجهالين والكعابنة والرشايدة المتواجدين شرقي مدينة القدس بالقرب من عدة مستعمرات اكبرها مستوطنة الخان الأحمر "معالي ادوميم".

ويحاول الاحتلال بحسب الشويكي مد المستوطنة السابقة لربطها بمستوطنة "لمشور ادوميم" وتقريب مستوطنة "عانتوب" لتصبح حلقة واحدة ومركز لقيادة حرس الحدود (الإسرائيلي) في تلك المنطقة.

ويشير إلى أن تعداد سكان تلك المنطقة يتجاوز 12 ألف نسمة يحاول الاحتلال ترحيلهم لمنطقة الأغوار، مدعيا أن الأراضي هي ملكية عمرية تابعة لدولة الاحتلال من حقه اقامة المستعمرات عليها.

ويؤكد أن وجود العائلات في المنطقة يفشل مخططات الاحتلال بوصل المستوطنات وبالتالي قطع الطريق المؤدي من القدس لعمان ومنطقة الاغوار، موضحا أنه في حال تم المشروع فإن المنطقة ستعتبر "كانتونية" لا يستطع المواطن العربي في الضفة دخولها إلا عبر المستعمرات.

ويقول الشويكي: إن سكان القدس والمنطقة لن يسمحوا بتنفيذ ذلك المخطط فهم يقفون يوميا في وجه الدبابات برفقة مجموعة من المتضامنين الأجانب.

وفي ذات السياق دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، المجتمع الدولي الى التدخل لوقف مشروع (إسرائيلي) يستهدف "تهجير الاف البدو الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بشكل قسري".

وقال مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بيار كراهنبول في بيان صحافي "إذا تم تنفيذ هذا المشروع فانه سيعزز المخاوف من تهجير قسري"، مؤكدا ان "هذا الامر قد يمهد ايضا لتوسيع المستوطنات (الإسرائيلية) غير الشرعية، ما يهدد بشكل اكبر حل الدولتين".

واضاف كراهنبول "ادعو السلطات (الإسرائيلية) الى عدم القيام بهذا التهجير، والمانحين والمجتمع الدولي الى رفضه بوضوح".

وحسب (الاونروا)، فإن غالبية البدو المهددين بهذا الاجراء مسجلون لديها كلاجئين.

دولة الاحتلال لم تكترث لتلك الدعوة وذلك ما يؤكده الشويكي خاصة وان أي جديد لم يطرأ على دعوة وكالة الغوث، موضحا أن الاحتلال لا يعترف بالأمم المتحدة التي تتواطأ بالأساس معه وهو لم ينفذ أيا من القرارات الصادرة عنه.

الوقفات اليومية في المنطقة تخللتها وقفة احتجاجية أمام مكتب "آسيا الهندسي" بسبب مشاركته في مخططات لصالح الاحتلال (الإسرائيلي) وساعد في بناء مساكن بديلة لتلك الموجودة في المنطقة.

ويقول منسق "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان"، عبدالله أبو رحمه، تعاون مكتب أسيا مع الادارة المدنية (الإسرائيلية) في التخطيط لإنشاء تجمع سكني بالقرب من النويعمة.

فيما كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن زيادة ما تسمى الإدارة المدنية (الإسرائيلية) في الضفة الغربية المحتلة من وتيرة هدم بيوت البدو الفلسطينيين القاطنين شرقي القدس وذلك منذ شهر نيسان/ابريل المنصرم بهدف توسيع مستوطنة "معاليه ادوميم" في المنطقة المسماة E1.

وقالت الصحيفة إن عدد المباني المهدمة بالإضافة لعدد البدو المشردين خلال الأربعة أشهر الأخيرة كان الأعلى منذ 5 سنوات، حيث تضاعف عدد المباني المهدمة شرقي القدس، ففي حين هدم في العام الماضي بأكمله 21 مبنى، هدمت (إسرائيل) خلال هذا العام 35 مبنى يأوي إليها 156 شخصا مقابل 57 شخصا العام الماضي.

ويتوقع عضو لجنة الدفاع عن أراضي القدس الشويكي فشل المشروع كسابقيه، قائلا: هدمت قرية العراقيب أكثر من 88 مرة وفي كل مرة كان يتم إعادة بنائها، موضحا أن الكلمة الفصل هي لمن يصمد أكثر في المكان.

واتهم الشويكي السلطة الفلسطينية بالتخاذل عن نصرة سكان المنطقة، واعتبر أن دولة الاحتلال تستغل ذلك التخاذل للمضي في مشاريعها، مؤكدا أن نسبة التهويد لم تتعد 2% قبل العام 82م، فيما تجاوز 70% منذ قدوم السلطة الفلسطينية .

ولفت إلى أن مخططات الاحتلال قديمة لكنه ينتظر الفرصة السانحة لتطبيقها، منوها إلى أن كل مخططاته تهدف إلى محاولة السيطرة على الطرق الاستراتيجية الواصلة بين المدن بحيث يكون المسيطر والمشرف عليها من ناحية استراتيجية عسكرية.

يشار إلى أن نحو 45 قرية فلسطينية في النقب محرومة من الماء والكهرباء وسائر الخدمات، لأن السلطات (الإسرائيلية) لا تعترف بها وتمارس ضغوطا على سكانها لتجميعهم.

ويعيش في النقب اليوم نحو 180 ألف عربي يقيمون في مدينة "رهط" وقرى أخرى بنيت قبل سنوات ضمن سياسات تجميع البدو طمعا بالأرض مقابل نصف مليون يهودي في النقب.

 

اخبار ذات صلة