مع إقتراب عيد الاضحى المبارك لا زالت المئات من الأسر النازحة تتواجد في مدارس الأونروا بسبب عدم قدرتها على العودة الى مساكنها المدمرة بالكامل نتيجة العدوان الاخير على غزة.
"الرسالة نت" تجولت في أروقة المدارس لترصد أجواء العيد واستعدادات النازحين لاستقباله رغم انه يأتي في ظل أوضاع كارثية يعانوها, فلا طعم ولا لون لعيد يقضونه مشردين بعيدا عن منازلهم.
خلال تجول "الرسالة نت" في احدى مدارس الأونروا بمنطقة تل الهوا غرب مدينة غزة, تجمهر عدد كبير من النازحين أمام أحد الفصول التي يتم توزيع ملابس للعيد قيل انها من شركة جوال, فكل أم تحمل في يدها "كابونة" وتجر ورائها أطفالها لاستلام ملابس العيد لهم.
بعض الأمهات كن يتفقدن الملابس التي استلمنها ويحاولن تبديلها مع أخريات بما يتناسب مع مقاسات اطفالهن, وغيرهن رفضن استلامها وخرجن غاضبات, احداهن صرخت "اعطوني كيس واحد لستة اولاد (..) مين بدي البس ومين بدي أحرمه لبس العيد".
عدد من الامهات النازحات آثرن عدم استلام الملابس وحرمان جميع اطفالهن من فرحة العيد بدلا من التفرقة بينهم.
موجة من الغضب انتابت النازحين بسبب التفرقة في توزيع المساعدات, حيث اكد عدد منهم للرسالة نت انه في الصباح كان يتم التوزيع على الطوابق الاولى في المدرسة بحسب عدد الافراد, لكن بعد ذلك تم تقليص عدد المستفيدين من افراد الاسرة ليصل الى شخص واحد فقط.
خلال وجود مراسلات "الرسالة نت" صرخات النازحين بدأت تتعالى وطالب بعضهم الرسالة بالتقاط صور لاثنين من موظفي الأونروا يحملون اكياسًا بها ملابس للعيد ويهربونها خارج المدرسة, متهمين الموظفين بسرقة مساعداتهم.
إحدى النازحات قالت "صوروا خلى العالم يشوفوهم بيسرقوا مساعداتنا وحقوقنا"، بينما صرخ اخر "سرقوا كرامتنا وكابونتنا".
عدد كبير من النازحين التفوا حول مراسلاتنا وبدأوا يشتكون قلة المساعدات التي تصلهم, متهمين موظفي الاونروا بسرقتها.
عندما اخرجت مراسلة "الرسالة نت" الكاميرا لالتقاط صور النازحين الغاضبين تم تصوير الموظفين وهم يحملون الاكياس وحينها تنبه الموظفين لوجود الكاميرا وبدأوا بملاحقة مراسلتنا وحاولوا سحب الكاميرا والاعتداء عليها الا ان المراسلة تمكنت من الهروب بكاميراتها, وتم احتجاز زميلتها والاعتداء عليها من قبل احدى موظفات الاونروا.
النازحون تدخلوا لإنقاذ الصحفيتين اللتين حاولتا نقل معانتهم, وحاولوا تهريب الصحفية من يد موظفي الاونروا, لكن الموظفين لاحقوها قبل ان تتمكن من الهرب بمساعدة النازحين.
ومن الجدير بالذكر أن الاونروا تفرض قيود مشددة على منح التصاريح للصحفيين لإجراء المقابلات داخل مراكز الايواء وقد حاولت مؤسسة الرسالة الحصول على تصريح سابقا لعمل فيلم انساني حول اوضاع النازحين وبعد تعقيدات كبيرة منحتها الاونروا الترخيص لكنها منعتها من اجراء مقابلات مع النازحين, كما فرضت على المصورين أثناء وجودهم داخل المدرسة اثنين من موظفيها لمرافقتهم.
وتكتظ 26 مدرسة تابعة للأونروا بالنازحين اصحاب البيوت المدمرة يصل عددهم الى 60 الف نازح ما زالوا يعانون من اوضاع كارثية ويشتكون من قلة المساعدات التي يتلقونها.