قائمة الموقع

"200$" تعيد الحياة "جزئيًا" إلى غزة

2014-10-02T17:36:21+03:00
أسواق غزة امتلأت بالمواطنين
الرسالة نت- محمد الشيخ

وكأن الحياة تأبى أن تفارق غزة وأهلها مهما كانت الظروف، ومهما واجهتها من أزمات وصعاب، فهي تنهض كل مرة من فراش الموت "الإكلينيكي" إلى الحياة الطبيعية، رغم كل شيء.

ساعات قليلة بعد صرف دفعة من رواتب موظفي حكومة غزة كانت كفيلة بأن تعيد الحياة ولو قليلا إلى غزة.

أسواق غزة امتلأت بالمواطنين (المشترين والمتفرجين)، وشوارعها امتلأت بالسيارات. حركة وزحمة غابت عن شوارع القطاع منذ عام تقريبا، بعد آخر عيد أضحى العام الماضي.

ويزور عيد الأضحى المبارك غزة لهذا العام كأول عيد يشعر بأجوائه المواطنون، لا سيما وأن عيد الفطر جاء خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وارتُكبت في أيامه مجازر لن تُمحى من ذاكرة الفلسطينيين.

وسط غزة "الساحة" كانت شاهدة على حركة المواطنين التي ازدادت بشكل غير طبيعي بعد الإعلان عن صرف دفعة مالية بقيمة 200 دولار لموظفي حكومة غزة اليوم، وللعقود وجدارة غدًا.

محمد أبو حصيرة يجوب المحلات التجارية بالساحة رفقة أبنائه علّه يجد مبتغاه ويشتري بعض الملابس لهم، فقد انتظروا هذه اللحظة "على أحر من الجمر" ليظفروا بملابس جديدة للعيد ويشعروا ببهجته.

الأب –موظف بحكومة غزة السابقة- يقول لـ"الرسالة نت": "لن أشتري ملابس لي، لأن ما أخذته لا يكفي لشيء، اذا استطعت أجيب للأولاد حاجة وأفرحهم نعمة وفضل".

ويعاني موظفو غزة من عدم صرف رواتبهم منذ أكثر من 5 شهور بسبب الخلافات على المسؤول عن صرف رواتبهم المستحقة، بعد إعلان "اتفاق الشاطئ" الأخير.

وبالانتقال إلى سوق الشيخ رضوان، تجد الحركة لا تقل عن مثيلتها بالساحة، فالزوار كثر والازدحام كبير، ليس شرطا للشراء ولكن الحركة ازدادت تلقائيا بعد صرف دفعة الرواتب واستلام موظفي السلطة رواتبهم خلال اليومين الماضيين.

السيدة إكرام العايدي تصطحب بناتها الأربعة إلى السوق لتشتري لهن ملابس جديدة بمناسبة عيد الأضحى فهي لم تشترِ لهن منذ مدة طويلة، كما تقول الأم.

وتضيف العايدي –زوجة أحد موظفي غزة- لـ"الرسالة نت": "أبوهم ما قبض من مدة طويلة، ما صدقنا اليوم ينزل الراتب حتى أنزل اشتريلهن هدمة جديدة (..)، هدول صبايا وحرام ما يغيروا بين فترة والتانية وينبسطوا بالعيد".

وخلال تجولك في كل أسواق القطاع من شماله إلى جنوبه ستجد الحركة غير طبيعية على غير المعتاد بسبب الانفراجة البسيطة التي حدثت خلال اليومين الماضيين بشأن الرواتب لدى جميع الموظفين في كل القطاعات الخاصة والحكومية.

ورغم الألم والجراح والحصار، تبقى غزة حية بصمود أهلها، ومن وسط الآلام تخرج الأفراح، ومهما كانت الظروف لن تسمح لأي كان أن يُهبّط من عزيمة أهلها وثباتهم.

(عدسة : محمود أبو حصيرة)

اخبار ذات صلة