وقع أكثر من 400 بروفيسور في مجال الدراسات الإنسانية "الأنثروبولوجيا"، معظمهم من جامعات أميركية مشهورة، مذكرة أدانوا فيها انتهاكات "إسرائيل" لحقوق الإنسان ، مطالبين فيها بانسحاب "إسرائيل" من الأراضي الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال فوراً، وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين لديارهم التي أبعدوا عنها، وإعطاء حقوق كاملة للمواطنين العرب داخل "إسرائيل".
وأعلن الموقعون، ومعظمهم من الأسماء الأكاديمية المعروفة في الولايات المتحدة، تأييدهم للحركة المتنامية لمقاطعة المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية احتجاجا على انتهاكات حقوق الإنسان المنهجية التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وبحسب المذكرة الموقّعة، فإن انتهاكات الاحتلال تشمل تواطؤا العديد من المؤسسات التعليمية الإسرائيلية من خلال حرمان الفلسطينيين من حقهم في التعليم والحرية الأكاديمية.
واعتبر الموقعون على المذكرة الهجوم العسكري الأخير على قطاع غزة من قبل "إسرائيل" بأنه أحدث تذكير بأن حكومات العالم وأجهزة الإعلام السائدة لا تعمل على محاسبة الاحتلال على انتهاكاته للقانون الدولي.
وأضافوا "إننا كتجمع علماء يدرسون مشاكل السلطة والقمع والهيمنة الثقافية، لدينا مسؤولية أخلاقية لاعتبار "إسرائيل" وحكوماتنا مسؤولة عن الجرائم وهو ما يدفعنا للتضامن مع المجتمع المدني الفلسطيني ليواصل النضالات المناهضة للاستعمار والمدافعة عن حقوق الإنسان وذلك للتعويض عن التواطؤ التاريخي للأنثروبولوجيا مع الاستعمار".
واتهم الموقعون على المذكرة "إسرائيل" بالحصار غير القانوني لقطاع غزة لمدة سبع سنوات، وفرض قيود مشددة على حركة الأشخاص والبضائع من وإلى القطاع.
وأشارت المذكرة لتجريد الاحتلال للفلسطينيين من أراضيهم وسبل العيش في جميع أنحاء الضفة الغربية، حيث يحد حاجز الفصل الإسرائيلي حرية الفلسطينيين في التنقل والتعليم عدا عن الانتهاكات الجارية الأخرى.
كما أشارت إلى مداهمة الاحتلال لجامعة القدس في القدس، والجامعة العربية الأمريكية في جنين، وجامعة بيرزيت قرب رام الله، وكذلك القصف الجوي الإسرائيلي لجزء كبير من الجامعة الإسلامية في غزة.
ولفتت الموقعون إلى أن الاحتلال يميّز ضد الطلبة الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية ويعزل الأكاديمي الفلسطيني ويمنع الأكاديميون الأجانب من زيارة المؤسسات الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية، معبرين عن قلقهم من تاريخ إسرائيلي طويل من مصادرة المحفوظات الفلسطينية وتدمير المكتبات ومراكز البحوث.
وتعهدوا بعدم التعاون في المشاريع والفعاليات التي تشمل المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية لأو التدريس في حضور المؤتمرات وغيرها من الأحداث في هذه المؤسسات، وعدم النشر في المجلات الأكاديمية التي مقرها "إسرائيل".
وشدّد الموقعون على استمرار هذه المقاطعة حتى تنهي المؤسسات الإسرائيلية تواطئها في انتهاك الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في القانون الدولي، واحترام الحقوق الكاملة للفلسطينيين من قبل "إسرائيل"، وإنهاء حصار قطاع غزة والاحتلال للأراضي المحتلة.