أكدّ إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن انتصار غزة الذي تحقق في معركة "العصف المأكول"، رسّخ معادلات استراتيجية جديدة على صعيد المقاومة ومسار القضية الفلسطينية.
وقال هنية خلال خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك على أرض ملعب اليرموك بغزة، إن "هذا النصر دشّن عهدًا للانتصارات ونقل المقاومة من موقع الدفاع إلى موقع البطولة والتحدي".
وشدد على أن المقاومة بكل فصائلها ماضية في تطوير قدراتها القتالية وتعزيزها لحين استكمال مهمة تحرير كامل الأرض الفلسطينية من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار هنية إلى الانتصار حمل رسالة لـ (إسرائيل) وحلفائها بعد مئة عام على مرور وعد بلفور المشئوم، فحواها أنه لا أمان للاحتلال على أرض فلسطين.
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية، أكد هنية أن حماس ستدشن استراتيجية جديدة خلال الفترة المقبلة فيما يتعلق بهذا الأمر، داعيًا حركة فتح إلى ضرورة استكمال تطبيق ملفات المصالحة وتنفيذها.
وأضاف: "لدينا قرار استراتيجي باستعادة الوحدة، وترتيب البيت الفلسطيني على أساس التوافق الوطني"، محذرًا في الوقت ذاته من محاولة تبهيت انتصار غزة والتقليل من حقيقته.
وتابع: "البعض لم يتعود على مفردات النصر، ويريدنا أن نبقى على مائدة اللئام لننتظر ما يقدم لنا من الفتات".
وفي ملف الإعمار، أشار إلى أن حركته ستسعى مع الجهات المعنية لإعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال الحروب الثلاثة على غزة، وقال: "ذلك عنوان أساسي خلال المرحلة المقبلة".
وأشاد هنية بصمود الفلسطينيين في الضفة المحتلة، معتبرًا أن دماء الشهيدين مروان القواسمي وعامر أبو عيشة بمنزلة الوقود التي ستصنع انتصارًا قريبًا في الشق الثاني من الوطن.
وتطرق هنية خلال خطبته إلى قضية الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، متعهدًا بحرية قريبة في ضوء ما حققته المقاومة من انجازات ميدانية خلال معركة "العصف المأكول"، الأمر الذي جعل لديها أوراق لانتزاع حرية الاسرى.
حماس والاقليم
وفي سياق متعلق، أكدّ أن النصر جاء ليعيد التوازن في الشارع العربي والإسلامي، في ظل الصراعات المحتدمة في عدة عواصم عربية.
وحذر نائب رئيس المكتب السياسي من خطورة الانزلاق في أتون معارك طائفية ومذهبية والانشغال بها على حساب القضية الفلسطينية التي تعد مركزية الأمة.
وقال: "غزة أعادت توجيه البوصلة التي انزلقت في أتون معارك طائفية"، وأكدّت أن المعركة الحقيقية على أرض فلسطين.
وأضاف: "الأمة مطالبة باستنتاج معانٍ من هذا النصر"، وقال مخاطبًا إياها: "على الأمة أن تتوحد، ويجب أن يتوقف نزيف الدماء في بلادنا العربية".
وشدد هنية على أن حركته لديها رؤية استراتيجية بالانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى الانفتاح على المجتمع الدولي الذي يريد أن يقف مساندًا لحق الشعب الفلسطيني.