غزة – احمد العشي/ الرسالة نت
اهتم الرسول صلى الله عليه و سلم و صحابته رضوان الله عليهم بالرياضة بكافة أنواعها السائدة في زمانهم، لأنها جزء لا يتجزأ من الشريعة الإسلامية ، خاصة أنها كانت صفة ملازمة لهم يؤدونها بالفطرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمارس الألعاب الرياضية حيث كان يتصارع مع زوجه عائشة رضي الله عنها، فقد كان قوي البنية عريض المنكبين لا يستطيع احد أن يفوز عليه في أي نوع من أنواع الرياضة.
أهمية الرياضة في حياة الرسول
و في هذا الإطار بين د. وائل الزرد المحاضر في قسم الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية أن الحالة التي كان يعيشها العرب تجبرهم أن يكونوا رياضيين، مشيرا إلى أن الرياضة في أيامهم لم تكن مقننة كما هو الحال اليوم.
و عدد الزرد الألعاب المشهورة التي كانت سائدة آنذاك قائلا: " كانت هناك العاب مشهورة من ضمنها ركوب الخير و التي كانت صفة ملازمة للرجال و النساء و الأطفال، وكذلك رمي السهام و النبل و رياضة إصابة الهدف".
و فيما يتعلق برياضة السباحة لم يكن العرب يجيدونها لبعدهم عن البحر، مستدركا " أما في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد جاء معاوية بن أبي سفيان و اقترح عليه ركوب البحر و خشي عمر ذلك لأنهم لم يسبق لهم ركوبه، و قال كلمته المشهورة و هي "علموا أولادكم السباحة و الرماية و ركوب الخيل".
فيما اعتبر د: ماهر السوسي المحاضر في قسم الشريعة في الجامعة الاسلامية أن الرياضة في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم من لوازم فلسفة الإسلام التي تنادي للعمل عليها، وقال : " مارس الرسول صلى الله عليه و سلم الرياضة حيث انه كان يسابق السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فكان يسبقها مرة و تسبقه مرة أخرى، مشيرا إلى أن هناك أمثلة كثيرة تدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يمارس الرياضة بشتى أنواعها" على حد تعبيره.
و في سياق منفصل فقد بين الزرد الفرق بين الرياضة زمن الرسول صلى الله عليه و سلم و عن الرياضة في هذه الأيام بقوله أن الرياضة في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم لم تكن ذات طابع قانوني، بل كانت صفة تلازم العرب ويأتونها بالفطرة موضحا أن الرياضة اليوم تتسم بان لها قوانين و مسابقات و أندية ورؤساء أقسام و ما شابه، على حد تعبيره.
واتفق د: السوسي مع الزرد مضيفا أن الكمية الكبيرة من الألعاب في هذه الأيام حالت دون معرفة المفيد منها و غير المفيد، مبينا أن الإسلام أباح لبعض الألعاب و نهى عن بعضها الأخر، مستدركا " أن القاعدة الشرعية للرياضات المباحة هي أن كل رياضة فيها فائدة للإنسان مباحة".
ضوابط شرعية
و عن الضوابط الشرعية لممارسة الرياضة قال الزرد: "أول هذه الضوابط أن يكون اللاعب منضبطا بالزي الإسلامي مشددا أن يلعب كلا الجنسين ما يناسبه من الرياضة، و أضاف أيضا ألا تلهي عن ذكر الله تعالى، كذلك ألا يتخللها فاحش العبارة و سوء الأدب و قلة الاحترام، وألا يستغرق اللعب وقتا طويلا، مفسرا أن أوقات المسلمين ثمينة و لا بد من استثمارها في أشياء تنفع الإسلام وألا يكون أي نوع من أنواع الرياضة قائم على ميسر أو خمر أو أموال أو ما شابه".
و ختم حديثه: لا بد من المحافظة على حياة الإنسان عند ممارسة الرياضة، وكذلك ألا تنكشف فيها العورة مستشهدا بذلك بالآية الكريمة " و قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم".