غزة/ مها شهوان
يعتبر فصل الصيف الملاذ الوحيد للغزيين لقضاء عطلتهم براحة وطمأنينة بعد شهور قضوها مابين التعب والإرهاق ، فمنهم من يعتبر فصل الصيف نقمة بسبب كثرة الأمراض التي تزداد فيه خصوصا الجلدية والنزلات المعوية منها.
"الرسالة" سلطت الضوء للتعرف على ابرز الأمراض التي تنتشر في فصل الصيف وطرق الوقاية منها.
الجلدية والباطنية
أميرة "21عاما" والتي تعلو صرخاتها مدوية في جميع أنحاء غرفتها المتواجدة بها في مستشفى الشفاء, فما أن تحضر الممرضة لتعطيها الإبرة حتى تعود ساكنه وما أن ينتهي مفعولها لتعاود الصراخ من جديد.
وتقول والدة أميرة:" لم تكن تعاني ابنتي من أي مضاعفات غير أنها فجأة وعلى غير عادتها أتت إلي في منتصف الليل وهي تصرخ مشتكية من معدتها ، حاولت أن أعطيها بعض المسكنات لكن دون جدوى".
وأضافت انه منذ أن حل الصباح أتت إليها مسرعة إلى المستشفى لتدرك أن ابنتها مصابة بنزلة معوية مكثت على أثرها أسبوعين ما أدى إلى انقطاعها عن دراستها الجامعية.
وفي مستشفى الدرة تجلس والدة الطفل "احمد" - لم يتجاوز العامين- مقابل ابنها الملقى بجسده النحيل على احد الأسرة , وقالت :" منذ أن ولد ابني وأنا احضره باستمرار إلى المستشفى ، لاسيما في فصل الصيف.
وبلهجة ساخرة تضيف أنها أصبحت تقضى إجازتها الصيفية ما بين المستشفيات وعيادات الأطباء بديلا عن المتنزهات وشاطئ والبحر.
أما أبو ياسر "47عاما" والذي أصبح يخصص جزءا من راتبه الشهري لمعالجة أطفاله الصغار الذين ما أن يذهبوا للبحر حتى يعودوا مرضى ، مشيرا انه بات يقضى إجازته الصيفية مابين العيادات الجلدية والباطنية لعلاج أطفاله الثلاثة.
وأضافت سارة "23عاما" أنها أصبحت تكره فصل الصيف بسبب ما تعانيه من أمراض جلدية كالحبوب التي تظهر على وجهها وجسمها خاصة عند تعرضها لأشعه الشمس أو الذهاب إلى البحر ، موضحة أنها تتنقل من عيادة لأخرى مما يدفعها لمصاريف كثيرة لشراء العلاج اللازم.
النظافة الشخصية
من جهته ذكر د. عبد الرحمن الداهودي مدير دائرة شئون الأطباء بالرعاية الصحية الأولية
أن أكثر الأمراض المعدية والمنتشرة في فصل الصيف النزلات المعوية والالتهابات الجلدية وأمراض العيون، إضافة إلى الإنهاك الحراري ويكون ذلك نتيجة فقد الجسم للسوائل وبذل المجهود أثناء ارتفاع درجات الحرارة مما يؤدي لتعرق الجسم بسبب فقدانه للسوائل والأملاح.
وأشار إلى أن أسباب النزلات المعوية ترجع لعدوى فيروسية أو بكتيرية أو الإصابة ببعض الطفيليات ، مضيفا أن هناك أسباب أخرى للنزلات المعوية المزمنة ليس لها علاقة بفصل الصيف.
وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف يؤدي إلى تكاثر الحشرات والذباب بصفة عامه مما يسهل نقل الأمراض عن طريق تلوث الغذاء،ما يؤدي أيضا إلى فساد الأطعمة التي تحفظ خارج الثلاجة ، وأما بالنسبة للأطفال شجع على الرضاعة الطبيعة لهم والإقلال من الأغذية الصناعية.
ودعا الداهودي إلى الاهتمام بالنظافة الشخصية والعامة لتجنب الأمراض ، والابتعاد عن تناول الأطعمة من الباعة المتجولين.
وحذر من التعرض لأشعة الشمس خاصة مابين الساعة العاشرة حتى الرابعة بعد الظهر، ونصح باختيار أماكن السباحة البعيدة عن مصب المجاري بمسافة 250متر.
بدورها أوضحت أخصائية الأمراض الجلدية د.مها أبو حجير إلى وجود العديد من الأمراض الجلدية التي تكثر في فصل الصيف منها الحساسية الموسمية التي تنتج عن قرص الحشرات الصغيرة سواء من الأشجار أو تربية المواشي، بالإضافة للتسلخات الجلدية الناتجة عن السباحة بالبحر والمصايف.
وأشارت ابو حجير إلى وجود أمراض أخرى منها الكلف ، وحساسية الضياء التي تظهر على الكفين والوجه وذلك نتيجة التعرض لأشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة.
ولفتت إلى وجود الفطريات النخالية المبرقشة التي تظهر على الصدر و الظهر والرقبة نتيجة ازدياد العرق وارتفاع درجات الحرارة.
ودعت إلى تناول السوائل الطبيعية وشرب الماء باستمرار إضافة إلى تناول الأكل الصحي.
و في ختام حديثها حذرت الاخصائية ابو حجير السيدات والفتيات من وضع مساحيق التجميل لأنها تعمل على انسداد البشرة ، لافتة إلى ضرورة استخدام منظفات طبية لتنظيف البشرة وحمايتها، إضافة لوضع واقي الشمس قبل التعرض لأشعتها بنصف ساعة .