قائمة الموقع

عوائل غزيّة تكحّل عيونها برؤية الأقصى

2014-10-06T11:06:19+03:00
لقاء الغزّيين بأهالي القدس المحتلة
الرسالة نت- محمود هنية

هي المرة الأولى التي يسمح فيها الاحتلال لغزيين تجاوزوا من العمر ستة عقود، لزيارة مدينة القدس منذ عام 2007م، فطيلة الأعوام السبع الماضية حرم الفلسطينيون من رؤية مسجدهم الأسير تحت سياط الاحتلال "الإسرائيلي".

إذ سمح الاحتلال اليوم لبضع مئات لم يتجاوزوا 500 مواطن من قطاع غزة، لمن هم فوق 60 عامًا، بالتوجه إلى القدس بشكل استثنائي وزيارة المسجد الأقصى بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك.

عددٌ من هؤلاء الذين سافروا إلى القدس، اقتنصوا الفرصة لزيارة عوائلهم الذين حُرموا من رؤيتهم على مدار سنوات الحصار التي فرضت على الغزيين وما زالت تمنعهم من الالتقاء بذويهم، وقسّمت بين أقطار أراضيهم المحتلة.

المواطن محمد حاج الشاويش (63 عامًا)، هو واحد من الذين حالفهم الحظ لزيارة مدينة القدس وزيارة عوائلهم، وتكحّلت عيناه برؤية أهل زوجته التي حرمت من رؤيتهم منذ ما يزيد عن العقدين، لم يسمح لها الاحتلال خلالهما فرصة الخروج لزيارة أهلها.

هي المرة الأولى للحاج الشاويش الذي تطأ فيه أقدامه المدينة المقدسة منذ سنوات الانقسام، غير أنه لن يتمكن من رؤيتها سوي ليومين فقط، كما سمح بذلك الاحتلال يومي الاثنين والثلاثاء فقط.

زيارة نكأت المزيد من الجراح في قلب الحاج محمد، وأشعلت ماضي الذكريات في خاطره، فهو لا يزال يشتم رائحة الطابون وغرس الزيتون وموسم الحصاد الذي جاء في وقت غيّب فيه الموت أقاربه ولم يتسنى له أن يلقي عليهم نظرة الوداع، كما يُحدث "الرسالة نت" بذلك.

الحاج محمد أشاح بوجهه عن ذكريات الزمن المؤلمة، وحاول أن يستأنس بأقارب له كبروا وشابوا بعيدًا عن عينه، وقلبه متألم على زوجته التي حرمت من رؤية والديها وقد توفوا دونما أن تلقي عليهم نظرة وداع أيضًا، كما فرّق الموت بين زوجته وشقيق لها وأخت قد توفاهم الله.

هي إذن ذكريات الألم ما زالت تفوح رائحتها في خاطر ووجدان عائلة الشاويش التي ما زالت لهذه اللحظة تنتظر أن يكون اللقاء الحاسم ليلتم شمل أبناءهم وأختهم وعائلتها معهم.

ويشير الحاج محمد خلال حديثه لـ"الرسالة نت"، إلى أن عددًا ممن رافقوه في الزيارة لم تكتحل عيونهم بمدينة القدس منذ 35 عامًا.

معالم متغيرة

الحاج رامز أبو طلال، سنحت له الفرصة أيضًا لزيارة المدينة المقدسة، كي يصلي على ترابها ويشاهد مساجدها التاريخية، التي يفرض الاحتلال فيها قيودًا مشددة على الفلسطينيين للصلاة بها منذ اغتصابه لها عام 1967م.

الحاج أبو طلال رافق الحاج الشاويش في زيارته، ورأى أن كثيرًا من معالم المدينة قد تغيرت، حيث لم يدخر الاحتلال جهدًا في تغيير معالمها الديمغرافية والجغرافية، وكذا من طبيعة ديانتها وهويتها.

ويقول لـ"الرسالة نت": "رائحة الحزن والألم تفوح من المدينة، وكل شوارعها وجدرانها تبكي دمًا على ما جرى بها من المحتل"، مُشيرًا إلى أن سكان المدينة يشتكون من صعوبة الحال بفعل الجرائم "الإسرائيلية" المتصاعدة بحقهم، وفرض المحتل لقوانين وضرائب باهظة عليهم.

المدينة التي لم يشتم فيها رائحة عرق السوس، وغاب عنها وشاح الكوفية، وسادت فيها طواقي الحاخام ورُفعت فيها رايات الحداد، هي ذاتها التي لمح فيها الحاج أبو طلال صورته كعربي ثائر في أسوارها العتيقة، كما قال الشاعر "في  القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس إلّا أنت".

يُذكر أن الاحتلال "الإسرائيلي" لا يسمح لأي فلسطينيي في غزة بالتوجه إلى الداخل المحتل أو الضفة المحتلة إلا لأسباب إنسانية أو طبية أو في حالات استثنائية نادرة يخضع كل منها لمفاوضات مع جيش الاحتلال.

اخبار ذات صلة