قائمة الموقع

الشهيد "ضاهر" يولد من جديد

2014-10-08T10:58:24+03:00
ابن الشهيد محمد ضاهر
الرسالة نت – مها شهوان

جاءها المخاض لم تدرِ ما تفعل فهو لا يوجد بجانبها كما اعتادت، فالمرة السابقة قبل أن تطل طفلتها الشهيدة "دانة" إلى الحياة رافقها وكان يمسح جبينها ويتلو  القرءان على رأسها للتخفيف من ألمها .

صرخة المخاض الاخيرة في أول أيام عيد الاضحى المباركة لم تعد تشبه الاولى ، فهذه المرة زوجها الشهيد الصحفي محمد ضاهر لن يحتضن طفله "عبد الرحمن" الذي كان يعد الأيام لاستقباله ، كون صواريخ الاحتلال كانت الاسبق فرحل إلى جنات الخلود شهيدا.

يذكر أن الشهيد الصحفي ضاهر رحل برفقة والديه وشقيقته وطفلته الصغيرة حينما استهدفت طائرات الاحتلال بيتهم خلال مجزرة الشجاعية ، ليحرم الطفل عبد الرحمن حنان جديه .

داخل منزل والدها تحتضن شيماء شابط طفلها الذي تشبث في الحياة حتى خرج من تحت الركام برفقة أمه وهو في أحشاءها ، تهدهد وتغني له ما كان يشدوه والده لشقيقته "دانة" ، تقول :" رحل محمد ودانة وبقي عبد الرحمن ، فهو يشبههما كثيرا وهذا ما يصبرني ".

تتحسس الأم ملامح طفلها الصغير وتروي أنها كانت تحاول الحفاظ عليه في أحشاءها ، رغم أنها كانت تخشى الموت دون وجود زوجها بجانبها في الولادة كما اعتادت.

لم تنسى تفاصيل الحديث الذي كان يدور بينها وبين زوجها "محمد" وهما يجهزان لاستقبال طفلها أدق التفاصيل ، حيث ذكرت أنهما مذ عرفا الجنين ذكرًا قررا تسميته "عبد الرحمن" ليشارك شقيقته حياتها الطفولية .

دوما كان الشهيد ضاهر يذهب برفقة زوجته إلى السوق ويشتريان ملابس لاستقبال طفله الصغير ، وحينما هم  وعائلته الخروج من البيت هربا من القصف وضع حقيبة ملابس طفله الجديد قرب باب المنزل ليتمكن من اخذها حينما تسنح له الفرصة بالهروب ، لكن قضاء الله كان الاسرع فلم يتبق سوى الأم وطفلها والحقيبة التي وجدت على أنقاض بيت الجيران.

والدة عبد الرحمن لم تستسلم فبقيت محافظة على جنينها حتى يعوضها فراق زوجها وطفلتها ، وتصف أخر شهرين من حملها دون زوجها قائلة " أصعب أيام مرت في حياتي (..) كنت أخشى فقدان جنيني من لوعة الفراق ، لكني جاهدت لأحافظ عليه حتى يخفف عني ".

دوما كان يخبر الشهيد "محمد" أصدقاءه وزملاءه في العمل عن جهوزيته لاستقبال طفله الجديد وكيف سيستقبله، وما هو نوع الحلويات التي سيجلبها لهم ، لكن عناية الرحمن كانت الاسبق ليقوم بتلك المهمة زملاءه وذويه .

في أيام عيد الفطر رحل محمد ، فأثر "عبدالرحمن " أن يأتي في عيد الاضحى ليحمل سيرة وملامح وصفات والده الذي تميز بها عن غيره ليخفف عن والدته فراق أعز من أحب قلبها وانفطر لفراقهما.

كثيرا ما كانت تزعج الصغيرة "دانة" والدها حينما تنام بجانبه ليلا ، مما كان يدفعه ليسأل زوجته أين سنضع عبد الرحمن؟! ، فكانت تجد له الحل سريعا في كيفية استيعاب السرير أربعتهم ، بينما اليوم تهمس لزوجها الشهيد قائلة :" ارتاح  يا محمد في القبر لن يزعجك أحد في نومتك ربما طفلتك الشقية الشهيدة قد تزحف اليك لتصل وتنام بجانبك".

اخبار ذات صلة