قائمة الموقع

بلال.. بدأ ضفدعا بشريا وقضى كأسد هصور!

2014-10-10T13:12:27+03:00
الشهيد بلال أبو مهادي خلال التدريب
غزة- حمزة أبو الطرابيش

"يمّا أمانة انتي زعلانة مني من أي حاجة "، تقابله بردها "لا والله يما ما أنا زعلانة منك(..) الله يرضى عليك دنيا وآخرة " غفت الأم، ثم قبل قدميها ورأسها وذهب.

هذا المقطع الأخير من حياة الاستشهادي بلال ناصر أبو مهادي مع والدته قبل أن يمتشق سلاحه، وينزل مع رفاق له في نفق، وينفذ عملية تسلل خلف خطوط العدو في موقع الـ 16 شرق مدينة بيت حانون.

عملية إيرز أو موقع الـ 16 الذي كان بلال أحد منفذيها، وصفها محللون عسكريون إسرائيليون بـ "العلقم"، لأثرها البليغ الذي ألحقه القساميون بعدوهم.

تفاصيل العملية: خاض المقاتلون اشتباكا مسلحا مع وحدة خاصة (إسرائيلية)، وأجهزوا على6 جنود من مسافة صفر وعلى رأسهم ضابط كبير هو قائد كتيبة غيفن (الإسرائيلية)، وعند الانسحاب خانتهم القوة الجوية التي يتمتع بها الاحتلال. حينها استشهد عشرة من بينهم بلال فيما عاد مجاهدان حسب ما أعلنته كتائب القسام.

بلال (22عامًا) يعيش في أسرة متواضعة قاطنة في مشروع بيت لاهيا عدد أفرادها سبعة، انتظم في صفوف القسام صيف 2008، كان أحد أبناء وحدة "الكوماندوز"، التي أثخن بعض أفرادها العدو في عملية زيكيم ذات المعالم المجهولة.

ملخص حياة بلال. بدأ ضفدعا بشريا قساميا في بحر غزة، ثم ودع على البر كأسد هصور تقدم لإفتراس محتله.

"لما ادريت الخبر كأنه اشي أجا وانتزع قلبي(..) روحي كانت معلقة فيه، كان غالي عليا"، هذا نص افتتاح حديثنا مع ام الاستشهادي بلال.

مسحت دمعتها، ثم استجمعت قواها: "طلبي الوحيد في هذه الدنيا أن أقبل جسده زي ما قبل قدماي قبل ما يطلع العملية".

وتحتفظ قوات الاحتلال حتى صياغة هذا النص بجثث منفذي عملية إيرز، والمعلومات الأولية تشير إلى أنه جرى وضعهم في مقابر خاصة.

وبالرجوع إلى حياة الاستشهادي بلال، كان يعمل في جهاز الضبط الحدودي، في كل مرة حين يستلم راتبه كان يخصص جزءا منه ليشتري هدية لأمه.

تكمل الأم وهي واضعة يدها على قلبها: " الله يسهل عليك يما، ويحميك ويصبرني على فراقك".

قطع حديثنا حين جاء شاب علمنا بعدما أجرينا حديثنا معه انه رفيق درب بلال يحب ان ينادى عليه أبو مصعب، يقول: "صديقي وحبيبي بلال، مدرسة في الاخلاق والأدب والتضحية".

ربما لم يكن مبالغًا حين أكمل أبو مصعب ذو اللحية المهذبة: " كان شابًا كاملًا متكاملًا".

ويتميز بلال عسكريًا، أنه ذو نفس طويل تحت الماء وصاحب بنية قوية بجانب لياقته العالية.

أما والده الذي كان طوال الجلسة صامتًا، فقبل خروجنا من منزله قال لنا كلمات لربما يصعب على الكثير تجميعها، "كل شيء في الدنيا له ضريبة، وضريبة الكرامة والعزة غالية جدًا، ابني رفع رأسي ورأس كل محب لوطنه". تحسبن ثم ترحم.

اخبار ذات صلة