غزة – الرسالة نت
كشف المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى، وعلى لسان أحد المحررين الذين أفرج عنهم من سجون الاحتلال، أن أحد الأسرى المرضى أصيب بالعمى وفقد حاسة البصر، مبينا أن الأسير المريض أصيب في بداية الأمر بمرض بسيط في عينيه شبيه بمرض "الرمد الربيعي"، فيما رفضت إدارة السجن تقديم العلاج اللازم له، كما ورفضت عرضه على طبيب السجن، الأمر الذي أدى بعد شهور إلى تدهور حالته الصحية بشكل متسارع، فقد على أثرها حاسة البصر.
وحذر المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى في بيان صدر عنه يوم الاثنين (29/3/2010م)، من استمرار انتهاج سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" وإدارات السجون لسياسة الإهمال الطبي والمدروس ضد الأسرى في السجون، معتبرا ذلك قتلا بطيئا ومتعمدا.
وذكر المركز أن الإفادات التي أدلت بها رئيسة مؤسسة مانديلا لرعاية الأسير المحامية بثينة دقماق، تعزز ما ذهب إليه المركز من تحذيرات بشأن الإهمال الطبي، حيث كانت دقماق قد نقلت بأن "هناك عددا من الأسرى المرضى المقيمين في مستشفى سجن الرملة يعانون من حالات حرجة بانتظار الموت بسبب الإهمال الطبي"، منوها إلى خطورة الأوضاع الطبية والصحية المتدهورة التي يعاني منها الأسرى خاصة المرضى منهم والذين بلغ عددهم قرابة 1600 أسيرا مريضا، هم في أمس الحاجة إلى العلاج والتداوي، زيارة الأطباء المتخصصين.
ولفت في بيانه إلى أن سلطات الاحتلال وإدارات السجون ترفض تقديم العلاج للأسرى المرضى، وترفض إحضار أي طبيب لهم بحجة أنهم ليسوا بحاجة إلى أطباء وأن أوضاعهم الصحية جيدة، مبينا أن إدارة السجن تكتفي بإعطاء الأسرى المرضى حبوب "الأكامول" كدواء رئيسي لأمراض مزمنة، مثل مرض السرطان والضغط والسكري، وأمراض العظام وغيرها.
وشدد المركز على أن سياسة الإهمال الطبي المتعمدة تعتبر مخالفة واضحة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي كفلت الحياة الكريمة للأسير، وأنها جريمة ضد الإنسانية والآدمية، وتستوجب محاسبة وعقابا جديا للاحتلال "الإسرائيلي" على ممارساته الخارجة عن القانون الإنساني.
وندد المركز بممارسات الاحتلال عديمة الإنسانية ضد الأسرى المرضى بشكل عام وفي مستشفى سجن الرملة بشكل خاص، محذرا من ارتفاع أعداد الشهداء الأسرى بسبب استمرار سياسة الإهمال الطبي المتعمدة والمدروسة والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال "الإسرائيلي".
وطالب بتشكيل قوة حقوقية دولية وإقليمية مشتركة، من أجل الضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى خاصة المرضى والأطفال والنساء منهم، وبالتالي الدفاع بجدية عن قضيتهم على أسس قانونية ودولية صحيحة وسليمة، مبينا أن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال مأساوية للغاية وتستوجب حلا عمليا فاعلا، وليس إلى كلام وتصريحات فحسب.
ودعا المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى القادة والزعماء والملوك العرب إلى ممارسة دور فعلي بحق الاحتلال "الإسرائيلي" والضغط عليه بجدية، وطالبهم بالعمل على تفعيل قضية الأسرى على صعيد الجهات الرسمية الدولية، والتدخل لوقف هذه المهازل التي تمارسها سلطات الاحتلال وإدارات السجون بحق الأسرى.