غزة-الرسالة نت
كشفت صحيفة عبرية عن اجتماعٍ في "تل أبيب" ضمَّ صحفيين فلسطينيين من غزة والضفة المحتلة محسوبين على حركة "فتح"، وصحفيين صهاينة وأجانب، بالإضافة إلى الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني "أفيخاي أدرعي".
وذكرت الصحيفة أن الاجتماع جرى نهاية الأسبوع الماضي بمبادرةٍ أطلقتها منظمة "مشروع إسرائيل" الصهيونية ضمن ما سمَّته "بناء جسور" بين وسائل الإعلام الفلسطينية والصهيونية.
وتكشف صورةٌ حضور ثلاثة صحفيين من غزة الاجتماع، وهم: عبد السلام أبو عسكر المستشار الإعلامي لعضو اللجنة المركزية في "فتح" محمد دحلان، ولنا شاهين مراسلة "تلفزيون فلسطين"، ومعين الحلو أحد موظفي "تلفزيون فلسطين"، الى جانب اثنين من الضفة المحتلة.
ومع الكشف عن التطبيع غير المسبوق من قِبَل صحفيين يسوِّقون الوطنية ، تتعرَّى صورة سلطة رام الله في مدى انصياعها الكامل لكل أوامر الاحتلال الصهيوني وطلباته.
وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية:" إن المنظمة تسعى إلى إظهار صورة إعلامية توضح موقف "إسرائيل" من القضايا المختلفة أمنياً وسياسياً، كما أن المشروع يسعى إلى إجراء اتصالات مع وسائل الإعلام في العالم العربي".
والتقى الوفد مع صحافيين إسرائيليين، واختتم اللقاء مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيحاي أدرعي" في مقهى "ريحوف ابن جفيرول"، حيث تم مناقشة عدد من القضايا السياسية ومنها حماس وشاليط، واستعراض مختلف وجهات النظر ومنها إذا كان العدوان على غزة يعد "حرباً" أو "عملية عسكرية".
وتطرق اللقاء مع أدرعي، حسبما ذكرت الصحيفة، إلى مواضيع أخرى ومنها مثليي الجنس في الجيش الإسرائيلي وكرة القدم.
ونقلت عن أدرعي قوله : إن "الاجتماع مع الصحفيين الفلسطينيين كان ناجحًا"، معرباً عن سعادته للقاء الصحافيين وجهاً لوجه، خاصة وأن "عدداً منهم ضمن قائمة أصدقائه على موقع (فيس بوك)".
وأضاف "كان اللقاء مفيداً، واستطعنا إيصال رسالة حول كيفية تعاطي إعلام الجيش الإسرائيلي في القضايا الخلافية مع الجانب الفلسطيني".
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال :" إن تقديره زاد خلال لقاء للصحافيين وعملهم في غزة حول الصعوبات التي يواجهونها خلال عملهم المهني، خاصة فيما يتعلق بالرقابة والنقد من قبل الحكومة الفلسطينية في غزة"، حسب زعمه.
وناقش أدرعي مبررات حكومة الاحتلال لشن الحرب الأخيرة على قطاع غزة، مدعياً أنها كانت لمصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، كما يقول.
من جهتها أعربت إحدى مذيعات تلفزيون فلسطين لنا شاهين - وهي مراسلة قناة "النيل" المصرية في غزة، عن تقديرها لإتاحة الفرصة للصحفيين الفلسطينيين للالتقاء بنظرائهم الإسرائيليين.
وتحدثت عن الصعوبات التي يواجهها الصحافيون في غزة وأن تكون مراسلاً صحافياً فيها، خاصة في ظل الحصار وانقطاع الكهرباء والقيود المفروضة على الحركة والتنقل.
وقالت :" إن الرقابة التي تضعها حماس "إلى حد ما" على ما ينشر يجعل من الصعب إعداد تقرير موضوعي تماماً حول ما يحدث على الأرض"، حسب قولها.
وأشارت إلى مثال في هذا الجانب إلى إعداد زميل صحافي يعمل في قناة "بي بي سي" تقريراً حول صناعة النبيذ منزلياً في غزة.
وذكرت أن الصحافي تسلم في اليوم الثاني رداً من ناطق في حركة حماس بأن هذا "التقرير يخدم العدو وهو أمر غير أخلاقي".
وأوضحت أنها لا تشعر بمشكلة كونها صحافية امرأة تعمل في غزة، فهي تتوجه إلى عملها مرتدية "الجينز"، كما أنها ليست مضطرةً لارتداء الحجاب خلال ذلك.
وتوالت ردود الفعل المنددة في الأوساط الصحفية عما جرى حيث قال طالب التجمع الإعلامي الفلسطيني نقابة الصحفيين الفلسطينيين بفصل الصحفيين الذين حضروا الاجتماع.
وقال التجمع الإعلامي انه ينظر بخطورة بالغة لهذا الاجتماع الذي يعتبر الأول من نوعه الذي يجري في ظل تواصل " الجرائم الإسرائيلية والاعتداءات اليومية المتكررة بحق الصحفيين الفلسطينيين في القدس ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة ".
واعتبر التجمع إن هذا اللقاء يندرج ضمن عملية التطبيع التي تحاول إسرائيل أن تدخل فيها العواصم العربية كي تنشر ثقافتها المبنية على تنكر الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني .
من جهته عبر منتدى الإعلاميين الفلسطينيين عن استيائه لما أقدم عليه أفراد من الصحفيين الفلسطينيين، واعتبرها جريمة خطيرة لاسيما بعد الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ، واستمرار العدوان على كافة أرجاء الأرض الفلسطينية وسرقة أراضيها ومقدساتها وقتل أبناءها .
وتساءل منتدى الإعلاميين عن الفائدة المرجوة من اجتماع مع رجل الدعاية والإشاعة في جيش الاحتلال الإسرائيلي (أفيخاي درعي) الذي يبث سمومه يوميا ضد شعبنا ضمن حرب نفسية مدروسة ، الأمر الذي يحتم علينا مقاطعته ومواجهته في الميدان الإعلامي ونبذ أي علاقة معه ودحض أكاذيبه التي لا تتوقف.
ودعا الصحفيين والإعلاميين في فلسطين إلى مقاطعة كل من يثبت مشاركته في الاجتماع .
وشدد المنتدى على أن الصحفيين الذين شاركوا بالاجتماع مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لا يمثلون إلا أنفسهم، ولا يمتون للواقع الإعلامي الفلسطيني لا من قريب ولا من بعيد.
وطالب جميع الجهات الإعلامية والنقابية إلى فضح المشاركين بالاجتماع ومقاطعتهم اجتماعيا وثقافيا.
وفي السياق ذاته قال التجمع الصحفي الديمقراطي " إن هذا العمل المشين والضار الذي جرى في الوقت الذي كانت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي تسفك الدماء على الأراضي الفلسطينية لا يعبر عن أخلاق مواقف الصحفيين الفلسطينيين، "رسل الحقيقة" الذين طالما تعرضوا للقتل والتنكيل من اجل إيصال رسالة شعبهم ومعاناته إلى العالم".
وأضاف " ما كان لهذا النفر من الصحفيين يقدم على هذه الخطوة المدانة في حال وجدت نقابة صحفيين ومؤسسات إعلامية ونقابية قوية وفاعلة".
وأضاف بيان صادر عن التجمع " إننا وإذ نشعر بالتقزز من هذا العمل ندعو الصحفيين المتورطين بهذا العمل إلى التراجع الفوري عنه والإعلان عن توبتهم وندمهم عن ما أقدموا عليه".
وشدد على أنهم بصدد الإعلان عن قائمة سوداء بأسماء كل الصحفيين والإعلاميين الذين يلتقون إسرائيليين تحت أية ذريعة كانت.