نفى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية في مصر، السفير علاء يوسف ما تناقلته بعض وسائل الاعلام من قيام طائرات مصرية بقصف مواقع لجماعات إسلامية بمدينة بنغازي شرقي ليبيا.
وكانت وكالة أسوشيتد بريس الأميركية ووكالات أخرى قد نقلت عن مسؤولين مصريين قولهما إن طائرات حربية مصرية تقوم بقصف مواقع جماعات مسلحة في بنغازي شرقي ليبيا ضمن عملية واسعة للقضاء على هذه الجماعات.
وذكرت الوكالة أن المسؤولين المطلعين على العملية أضافا أن استخدام الطائرات هو جزء من عملية حربية تقودها مصر ضد ما وصفاه بالمليشيات المسلحة والتي تتضمن في وقت لاحق قوات برية ليبية دربت أخيرًا على يد القوات المصرية.
وأفادت الوكالة أن العملية التي من المتوقع أن تستمر ما بين ثلاثة وستة أشهر، تشارك فيها زوارق بحرية مصرية كمركز للعمليات في المتوسط وأن مصر تنسق بطريقة مباشرة مع قائد الأركان الليبي الذي عين أخيرا والذي زار مصر عدة مرات.
من جهته أكد عضو مجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق طارق الجروشي لوكالة أسوشيتد برس، أن الطائرات المصرية التي تقصف بنغازي يقودها طيارون ليبيون.
ولكن قائد سلاح الجو بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر نفى -في تصريحات لوكالة الأناضول التركية- مشاركة طائرات مصرية في هجوم على مواقع كتائب إسلامية في مدينة بنغازي .
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها الإعلان من قبل مسؤولين مصريين عن مشاركة الطيران المصري في الحرب التي يشنها خليفة حفتر منذ مايو/أيار الماضي على مدينة بنغازي.
ويأتي هذا الإعلان بعد حوالي أسبوع فقط من زيارة وفد يقوده عبد الله الثني رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد بطبرق للقاهرة واجتماعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث طلب من مصر دعما عسكريا للقوات الموالية لحكومته وفقا لتقارير.
وقال الثني إنه اتفق مع الجانب المصري على التنسيق التام بشأن تأمين الحدود المشتركة بين البلدين، وتدريب مصر للقوات التابعة لحكومته لرفع كفاءتها القتالية. وأضاف أنه تم الاتفاق على أن تدرب مصر كذلك أفراد الشرطة الليبية.
وكان حفتر قد افتخر مؤخرا بأنه ابن المؤسسة العسكرية المصرية، وأن مصر لن تخذله في الحرب التي يشنها على بنغازي تحت مسمى "عملية الكرامة"، وتحت راية "الجيش الوطني الليبي".
وقبل أسابيع تم الكشف عن مسودة اتفاقية وقعتها حكومة الثني مع مصر، وتسمح بإرسال قوات مصرية إلى ليبيا. وفي الآونة الأخيرة دعت القاهرة مرارا المجتمع الدولي إلى مواجهة ما تسميه تطرفا وإرهابا في ليبيا.
من جهته أكد مسؤول في مجلس شورى ثوار بنغازي لوكالة أسوشيتد برس أن الطائرات المصرية تقلع من قاعدة جوية في مدينة البيضاء شرقي بنغازي، مشيرا إلى وجود سفن حربية مصرية في موانئ الشرق الليبي، ومتهما مصر بدفع الليبيين إلى الاقتتال.
وكان مسؤولون أميركيون قد أكدوا مشاركة طائرات مصرية وإماراتية في الغارات التي استهدفت مواقع بليبيا في أغسطس/آب الماضي لقوات "فجر ليبيا" المشكلة من الثوار ومن وحدات تابعة لرئاسة الأركان الليبية، مما أدى إلى مقتل ثلاثين شخصا. ونفت القاهرة حينها مشاركة طائراتها في القصف.