تزايد التلاوم بين الشارع والحكومة الاردنية من جهة، وبين النواب ومؤسسات المجتمع المدني والحكومة من جهة ثانية، إذ حملوها العبء الاكبر فيما يتعلق باعتداءات قوات الاحتلال الاسرائيلية على المسجد الاقصى في القدس المشرفة، باعتبارها المنفّذة للوصاية الهاشمية على المقدسات.
“سيادة الاردن” تبدو على المحك ان تتبع احدهم خط سير مشهدين بالوقت ذاته امام قوات الاحتلال الاسرائيلي، فالاعتداءات المتكررة على المسجد الاقصى والمقدسات المقدسية “تتصاعد” من جهة، كما تسير اتفاقية “الغاز″ المزمع توقيعها مع جانب الاحتلال وفقا لمجراها الطبيعي.
في المشهد الحكومي، يبدو وزير الاوقاف الاردني نجم مشهد “ادانة” الاعتداء على المسجد الاقصى من قبل قوات الاحتلال، رغم تصاريح كل من الناطق الرسمي باسم الحكومة ومجلس النواب وغيرهم، إلا ان الدكتور هايل الداوود بدا الاكثر تصدّرا وتماشيا مع ضغط الشارع.
الاردنيون أبدوا استياءهم من ما عدوه تعدٍّ على سيادة دولتهم، التي عدوها “تنتهك” من قبل الاحتلال، دون اجراءات “فعلية” من الدولة التي تعدّ الوصاية على المقدسات في عنق عائلتها المالكة.
وزير الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، صرح عن “حزم” ستستخدمه بلاده ان استمر التصعيد من الجانب الاسرائيلي، في الوقت الذي توالت فيه تصريحات اميل للشجب الديني على لسان وزير الاوقاف.
حزب الاخوان المسلمين الاردني اصدر بيانا يشجب فيه الاعتداءات، ويطالب الدولة الاردنية بممارسة “سيادتها” الفعلية على المقدسات في الديار المقدسة، كما اصدر مجلس النواب بيانا مطولا دان فيه اقتحام سلطات الاحتلال للمسجد الاقصى، وأعرب المجلس عن “إدانته وسخطه واستنكاره لاستخدام قوات الاحتلال للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع ضد المصلين في المسجد الأقصى، وكذلك الاعتداء الخسيس المتمثل بحرق سجاد المسجد الأقصى وكسر نوافذه وتخريب أثاثه والسماح لقطعان الصهاينة المتطرفين بتدنيس المسجد والعبث به”.
مجلس النواب اعتبر ان “تصرفات الاسرائيليين العنصرية المشينة”، من شأنها تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية، وتعزيز وتنمية التطرف الديني في المنطقة وزيادة احتمالات نشوب حرب دينية لا يحمد عقباها.
في سياق “متقاطع″، رفض اردنيون ناشطون استمرار مؤسسات وطنية مثل شركة الكهرباء الوطنية في اجراءات استيراد “غاز″ من حقل فلسطيني يقع تحت قبضة قوات الاحتلال، معتبرين ذلك سيؤثر على “سيادة” دولتهم، الامر الذي لم يجري عليه اي تعديل حتى اللحظة.
التقرير الامريكي الذي صدر الثلاثاء عن استجداء كيان العدو للتعاطف عبر اتفاقات اقتصادية جديدية مع دول الجوار (والتي على رأسها عمان)، كان حريّا به ان يشكّل دفعة للامام لفرسان الدوار الرابع في عمان، ليقوموا بأي اجراء يظهر “انتهاك” سيادتهم على المقدسات، وفقا لما قاله احد النواب لـ”رأي اليوم”، غامزا لتعطيل اتفاقية الغاز مثلا، في وقت تمتلك فيه بلاده بدائل اخرى للغاز.