عبر مذياعه الصغير الذي تبقى له من منزله تابع المواطن محمد الحلو مؤتمر المانحين لإعادة الإعمار الذي عقد الأحد في القاهرة .
الحلو الذي دمر منزله في حي الشجاعية للمرة الثالثة على مدار ثلاثة حروب، وفقد خلالها 16 فردا من أسرته أبدى عدم تفاؤله في سرعة إعادة الإعمار رغم ما جمعه المؤتمر من مبلغ كبير، خاصة أنه عانى الأمرين خلال تجربتيه السابقتين على حد قوله.
ويأمل الستيني أن تدير أموال الإعمار أياد أمينة تسرع من عجلة البناء في الأيام القادمة.
في المقابل يجلس المواطن خليل إعطيش تحت خيمة صغيرة أقامها بجانب منزله المدمر، يراقب بعينيه المليئتين بالحزن موكب وفد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي مر سريعا في جولته بحي الشجاعية، ما أثار غضبه وجميع سكان الحي المدمر لعدم وقوفه على الدمار والاستماع لمطالبهم.
دفنت آماله
وقد دفنت آمال وأحلام المواطن إعطيش تحت ركام منزله، بعد أن تشرد جميع أفراد عائلته إلى مراكز الإيواء.
وطالب السبعيني إعطيش خلال حديث لـ"الرسالة" المانحين بسرعة تنفيذ وعودهم, متمنيا عدم المماطلة في إعادة الإعمار، وخاصة أن منزله قصف في حرب الفرقان وانتظر أربعة أعوام حتى تم بناؤه.
وتم اختتام مؤتمر المانحين الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة الذي عقد في القاهرة الأحد الماضي بمشاركة أكثر من 50 دولة و20 منظمة إقليمية ودولية، بالإعلان عن جمع تعهدات مالية بقيمة 5.4 مليار دولار حيث تم تخصيص نصف المبلغ لصالح إعادة إعمار القطاع.
المختص في الشأن الاقتصادي د.علاء الرفاتي اعتبر من جانبه أن عقد المؤتمر خطوة في الاتجاه الصحيح، مبيناً أن المبلغ المرصود يعبر عن نجاح وانجاز كبير للمؤتمر.
وأوضح الرفاتي لـ"الرسالة نت" أن دوران عجلة الإعمار مرتبط بمدى تحقيق تلك الوعود ووصول المبلغ الذي أقر للجهات المشرفة على الإعمار، خاصة أن أغلب المؤتمرات التي تمت في السابق كانت مجرد إقرار بمبالغ ونسبة التنفيذ فيها كانت لا تتعدى 30% .
واقترح تشكيل هيئة وطنية مشتركة تتولى عملية الإعمار ومكونة من جميع الفصائل الفلسطينية، لتحدد احتياجات القطاع وأولويات الإعمار ولا تترك الأمر للممولين حتى لا يفرضوا شروطهم، مبينا أن مصاريف الجهات التي ستقدم خطة الإعمار ستحصل على 24 % من حجم التمويل، وهذه نسبة كبيرة جدا وبالإمكان التخلص منها في حال تم تشكيل تلك الهيئة.
ودعا الرفاتي إلى البدء في إعمار الشقق المدمرة بشكل جزئي وبسيط لأنها تشكل الجزء الأكبر من البيوت المهدمة وتقدر بحوالي 40 ألف شقة سكنية، ومن ثم بناء البيوت التي دمرت بشكل كامل.
وعن عدم تعويل المواطنين على نتائج المؤتمر أكد الرفاتي أن ذلك نتيجة إلى تجاربهم في الحروب السابقة، حيث استنفذ الإعمار سنوات طويلة وحتى قبيل أشهر قليلة من الحرب الأخيرة على القطاع، مشيرا إلى خوفهم من تكرار نفس التجربة خاصة أن الحرب الأخيرة كانت الأقوى ومست قطاعات كبيرة من المواطنين.