في افتتاحية صحيفة يديعوت أحرنوت (الاسرائيلية)، أشاد الكاتب "إيتان هابر" بتصريحات قائد جيش الاحتلال، "بني غانتس" المتعلقة بـ"شجاعة مقاتلي حماس" قائلاً أن غانتس أنهى "عهد الكذب على أنفسنا"
وتسائل هابر: "هل هذه هي الطريقة المثلى لرفع الروح المعنوية لجنودنا؟ وأجاب قائلاً: "نعم، فالسبيل الوحيد لرفع روحهم هو أن نقول لهم الحقيقة، لأنهم رأوا من يقاتلون في ساحات القتال، بالقرب وداخل المنازل والأنفاق.
وأضاف أن هناك العديد منا يحبون نسج القصص الخيالية، لكن غانتس ليس واحداً منهم، فغانتس فعل شيئاً فريداً من نوعه، ألا وهو قول الحقيقة ووضع حدٍ للسلوك الذي أصبح سمة في بلادنا منذ الجيل الماضي: الكذب على أنفسنا.
وأوضح هابر في موقع الصحيفة الصادر باللغة الانجليزية، أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، كيف أن أصغر وأضعف منظمة "إرهابية" نازلت الجيش (الإسرائيلي) الكبير والعظيم والرهيب مدة 51 يوماً من القتال المستمر، ناهيك عن اطلاقها عشرات الصواريخ وقذائف الهاون حتى اليوم الأخير من المعركة.
وشدد هابر أن غانتس، بهذه التصريحات كتب اسمه في التاريخ عبر تحقيقه هدفين:
1) وضع حد للاستهتار بالعدو: لسنوات وأجيال، ونحن نصف الجيوش العربية بأنها "عربوشيم" –عبارة ازدرائية للعرب- ناهيك عن كلمات أشد قسوة، حتى أوشكت الدبابات السورية أن تطل على بحر الجليل، وداست الدبابات المصرية جنودنا على ضفاف قناة السويس، إبان حرب أكتوبر.
واضاف هابر :" الجنود الذين شاركوا في عملية "الجرف الصامد" يعرفون بالضبط كيف ومتى ومع من وضد من قاتلوا، ولماذا وكيف عانوا من تلك الخسائر، فلا يمكن أن نستمر في قول الأكاذيب، جنودنا كانوا هناك، رأوا، وسمعوا، وأطلقوا النار، ورأوا أمامهم منظمة أبدعت ضد الجيش (الإسرائيلي): تسلل عبر البحر، طائرات بدون طيار وأنفاق تشير إلى التفكير والشجاعة، ولا ننسى الصواريخ وقذائف الهاون.
وتابع :" على الجيش الإسرائيلي، الذي أعد نفسه –ونتمنى ذلك- لحرب ضد الجيش الإيراني الذي يملك القنبلة النووية وضد جيوش عربية أخرى، ألا يفاجأ من التخطيط والإبداع الذي أظهرته فصائل غزة.
2) قول الحقيقة: ففي عصر الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعي، ما زال الكذب جزءا لا يتجزأ من حياتنا، في أي جيش في العالم، وخصوصا الجيش (الإسرائيلي)، مما يضطرنا أن ندفع دماءنا ثمناً لهذا الكذب.
خلال السنوات القليلة الماضية اضطر مسؤولون في الجيش (الإسرائيلي) –للأسف- أن يقولوا الأشياء مجازياً، من أجل إرضاء الجمهور وبالطبع المستوى السياسي، ، لكن تصريح غانتس شكل علامة فارقة، حتى لو كان ذلك قد سبب الأذية لبعض الغرور المتورم عند بعض السياسيين، ختم هابر