قائمة الموقع

قيادة الأسرى: "صفقة الأحرار" نقطة تحول وننتظر المقبلة

2014-10-20T16:14:05+03:00
صفقة وفاء الأحرار
الرسالة نت- محمود هنية

تمر الذكرى الثالثة لصفقة وفاء الأحرار التي شكلت منعطفًا تاريخيًا في مسار القضية الفلسطينية، فيما لا زالت العيون ترنوا نحو صفقة ثانية في ظل ما يتردد من أبناء عن ترتيبات للبدء فيها.

وفي الوقت الذي تدور فيه هذه التحركات السياسية خلف كواليس أروقة القرار، بادرت "الرسالة نت"، بالتواصل مع قيادة الهيئة العليا للحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، التي أعربت عن فخرها بما تحقق في الصفقة الأولى، وتستبشر خيرًا بصفقة جديدة.

وتحدثنا مع القائدين جمال الهور وعثمان بلال من قادة الهيئة يصنفهما الاحتلال بأنهما من أخطر الأسرى داخل السجون، ورفض الاحتلال الافراج عنهما في صفقة وفاء الأحرار.

وبحسب مصادر قيادية داخل السجون، فإن الحديث يدور عن بشريات بشأن صفقة جديدة توارد إليهم ترتيبات بشأنها.

الأسير القائد جمال الهور عضو الهيئة القيادية العليا لحركة حماس بدوره، قال إن صفقة وفاء الأحرار حطمت أسطورة المحتل، وكانت منعطفا تاريخيا في مسار الصراع بين المقاومة والاحتلال.

وبيّن الهور في رسالته الخاصة لـ"الرسالة نت"، أن هذه الصفقة جاءت بعد تساؤلات عدة حول إمكانية المقاومة بخطف الجنود داخل الأراضي المحتلة وإمكانية الاحتفاظ بهم لفترة طويلة.

وأضاف لقد عاشت المقاومة الفلسطينية بمكوناتها السياسية وأجنحتها العسكرية؛ أكثر من أربعة عقود في كنف نظرية "الممكن وغير الممكن".

وأشار إلى أن هذه النظرية المرتبطة ارتباطًا عضويًا بقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهل بالإمكان إجراء عملية تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي على غرار الصفقة التي قام بها أحمد جبريل عام 1985 لكن من داخل فلسطين المحتلة؟

وتابع الهور: "ظل هذا التساؤل يطارد العقل الفلسطيني -السياسي أو المقاوم أو حتى الحيادي منه- طوال عمر الاحتلال الإسرائيلي، وكانت إجابته واحدة (لا يمكن!)".

وأكمل الهور: "جواب يأتي في لفيف من الأعذار، والاعتبارات، والتكهنات، والكثير من الفلسفات التي يختلقها أصحاب العقول المنغلقة على التقليد والمحاربة للتجديد، والمتغذية على موائد سياسات الردع الوقائية الإسرائيلية، والمركبة من أكاذيب وأضاليل أفرزتها عقول المكر الصهيونية".

ومضى يقول "فراح يرددها رجالاتهم وعملاؤهم وتنقلها رسائل إعلامهم المرئية منها، والمسموعة، والمكتوبة، حتى أصبحت حقائق التهمتها عقول الساسة، وصارت تنادي بها وتثقف وتنمي أبناءها عليها: "لا يمكن بل مستحيل أن تنجح عملية تبادل أسرى من فلسطين !! كم من عملية فشلت الثمن سيكون باهظاً !!،فقط من الخارج ممكن لمثل هذا الفعل أن يكتب له النجاح ... إلخ ...

وبحسب الهور، فإن صفقة وفاء الاحرار جاءت لتقلب طاولة التاريخ، ويقف العالم مستغربا أمام هذه الحقيقة الواضحة، الصادقة، وشكلت علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني وسجلت نظرية: "بالإمكان أن يولد المستحيل بالإرادة".

واختتم الهور بالقول "إذا ما أخذ بعين الاعتبار مقومات المقاومة العلمية والحقيقية القائمة على: وطن يحتضن المقاومة, مقاومة تملك مقومات (قيادة حكيمة - إعداد فعلي حقيقي - إرادة -هدف- شعب يحتض مقاومته)، أمام هذا كله وقف الغاصب حيرانًا متخبطًا تائهًا في شعاب الهزيمة ومسارب المهانة, معلنًا استسلامه، ملوحًا براية بيضاء نقش عليها: الحرية لـ1400 بطل فلسطيني في وفاء الأحرار, وليعد نفسه لمثيلاتها، وهُن كُثر إن شاء الله".

يشار إلى أن الأسير الهور أمضى 15 سنة في سجون الاحتلال, وقد حكم عليه بالسجن لـ5 مؤبدات و18 سنة, وهو أحد أعضاء خلية صوريف البطولية.

بين وفاءين

أمّا الأسير القائد عثمان بلال العضو في الهيئة القيادية العليا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، فأكدّ أن عيون الأسرى تتطلع لمحطة أخرى من عمليات تبادل الأسرى.

وقال بلال في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، لأن الوفاء لدى الأحرار سجية, ولأن العيون تتطلع إلى محطة أخرى من الوفاء الذي لا ينضب, كان لا بد من وقفة في الذكرى الثالثة (لوفاء الأحرار) ندرس آثارها، ونستشرف الآتية منها.

وأكدّ أن "وفاء الأحرار" شكلت منعطفا تاريخيا في مسار الصراع كانت له ارتداداته حتى اللحظة وعلى غير صعيد، مضيفًا "على المستوى الإنساني كان هناك إحياء فعلي لأكثر من ألف انسان، وتم بناء مئات الأُسر، وإنجاب مئات الأطفال".

أمّا على المستوى النضالي فقد أعادت الصفقة الأمور الى نصابها الصحيح, فإجبار العدو أجدى من محاورته من موقع ضعف، ومفاوضة المقاوم أسلم من مفاوضة المعتمد على كرم المحتل، أو مساندة راعي الاحتلال، على حد تعبير بلال.

وأشار إلى مساومة الاحتلال وابتزازه للسلطة بربط الافراج عن كل دفعة من الدفعات الثلاث التي تلت وفاء الأحرار، وبين مئات الوحدات الاستيطانية؛ وليس سواء أن تبني قرية فلسطينية وأن تُبنى مُغتصبة صهيونية.

ولفت بلال إلى مساهمة مشاركة محرري الوفاء في عديد اللقاءات والمؤتمرات في كثير من الدول بتعزيز الجهود الرامية للتوعية، والداعية للحق الفلسطيني، سيما قضية الأسرى التي لاقت تأييدا وتفاعلاً إبان إضراباتها وحراكاتها الأخيرة أكثر مما كانت تحظى به قبل الوفاء.

وتابع " لقد كانت الصفقة آية فاصلة في ترسيخ قناعات المؤمنين بالمقاومة ونهجها، بل وتعدى الأمر الى المرتابين بهذا النهج .. فكيف يمكننا تغيير الالتفاف، والإجماع، والفرحة العارمة التي تلت خطاب أبو عبيده لحظة الإعلان عن أسر الجندي شاؤول أرون ؟".

وشدد على أن تجربة المقاومة خلال العصف المأكول أثبتت قدرة خارقة على الاستفادة من التجارب السابقة، وترجمة هذه الاستفادة نصرًا أبكانا فرحًا، وأبكى عدونا كمدًا.

والأسير عثمان اعتقل في أغسطس من عام 1995، وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد ، وشغل منصب رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس، وأحد قيادات الحركة الأسيرة.

اخبار ذات صلة