قائمة الموقع

أمريكا و"اسرائيل" .. خلافات لا اختلافات

2010-03-29T15:07:00+03:00

غزة _ رائد أبو جراد

بعد زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية الأخيرة, ولقاءه برئيسها باراك أوباما, أوردت وسائل الاعلام وجود خلافات بين كلا الجانبين فيما يخص استمرار الكيان في الاستيطان وبناء الوحدات الجديدة في القدس ,  مما بات يهدد العملية التفاوضية التي ترعاها الإدارة الأمريكية بين الاحتلال وسلطة فتح.

محللون سياسيون أكدوا في أحاديث منفصلة مع "الرسالة" وجود خلافات حقيقية بين الاحتلال والإدارة الأمريكية، موضحين أن هذه الخلافات تتم في إطار سياسة التوجيه ولن تتطور إلى تعارض وقطيعة بين كلا الجانبين.

خلافات لا اختلافات

البروفيسور عبد الستار قاسم أكد وجود خلافات بين الاحتلال والإدارة الأمريكية وليست اختلافات، مبيناً أن الولايات المتحدة معنية بعدم إحراج القيادات العربية والفلسطينية ومعنية باستقرار الساحة العربية.

وقال:"إسرائيل تعتبر جزء من تحالف استراتيجي مع الغرب وهذه الخلافات لا تؤدي لأي نوع من الخصومة أو فك التحالف الموجود ضد العرب، وكلا الطرفين الأمريكي والإسرائيلي ليسا معنيين بالقضية الفلسطينية واهتمامهما الحالي بإيران".

في حين أشار د. أسعد أبو شرخ إلى أن الخلافات بين الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية تتم في إطار سياسة التوجيه ولن تتطور إلي تعارض وقطيعة.

ومضي يقول:"أمريكا لن تقف مع العرب لاستسلامهم, وإسرائيل ستستمر في طريق الاستيطان والتطهير العرقي والتهويد في مدينة القدس, والإدارة الأمريكية قد تستخدم مع الكيان سياسة المعايير".

أما المحلل السياسي طلال عوكل فبين وجود خلافات حقيقية بين الجانبين، قائلاً:" صحيح أنها في إطار تحالف قوى لكن في الأساس ليس هناك تطابق بين مصالح الاحتلال والإدارة الأمريكية، هناك اختلاف في المصالح لكن أمريكا ترى أن قيام الدولة الفلسطينية وإقامة سلام في المنطقة هو الطريق لحماية مصالحها".

وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تضع الثمن أولاً قبل السلام وهي دولة لا تؤمن بالحقوق الفلسطينية ولا تلتزم بالقرارات الدولية، مبيناً وجود مأزق في الرؤية والمصالح لكنه لم يصل لمستوى الأزمة بين الجانبين.

ويرى قاسم أنه ليست بالضرورة أن تكون وجهة الحلافات بين الجانبين الإسرائيلي والأمريكي التحضير لحرب على إيران، مؤكداً أن العرب يريدون ضرب إيران  لأنها قد تهدد الأنظمة العربية و"إسرائيل" تهدد الأمة وليس الأنظمة.

وبالنسبة لتأثير هذه الخلافات على المفاوضات قال قاسم:" لا يوجد للخلافات تأثير، فالسلطة في النهاية ستحصل على كيان أمني يخدم إسرائيل بالدرجة الأولى، والسبب الرئيسي للخلافات هو إعلان الكيان عن استمرار الاستيطان دون إعلام الإدارة الأمريكية وليس استمرار الاحتلال في الاستيطان في الضفة المحتلة".

لقرار استراتيجي

من جانبه يؤكد د.أبو شرخ أن الاحتلال سيستمر في مشروعه الاستيطاني طالما بقي العرب مستسلمين وغير مالكين لقرار استراتيجي لقطع العلاقات مع "إسرائيل" أو حتى قطع البترول والغاز.

ولفت المحلل عوكل إلى وجود قوى لا توافق على الضغوط الأمريكية كحزب شاس لعدم قبولها التناقض على مراهنات ضد القدس والتهويد فيها، مستطرداً:" ليس علينا أن نراهن كثيراً على هذه الخلافات لكن واحدة من أسباب الخلاف بين الجانبين هو النظرة في كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني وأن الإدارة الأمريكية تتصرف وفق التحرك الدولي".

وأكد قاسم أن سلطة فتح في رام الله ستعود لطريق المفاوضات مع الاحتلال من جديد على الرغم من مواصلة الكيان مشروعه الاستيطاني، مبيناً أن القضية الفلسطينية لا مستقبل لها من خلال المفاوضات والتسوية.

وعاود د.أبو شرخ القول:"يجب على شعبنا التمسك بالمقاومة والممانعة والإصرار على هذا الطريق وعدم الاستسلام للاحتلال عبر طريق المفاوضات خاصة في ظل الحكومة الصهيونية المتطرفة ممثلة بنتنياهو وأحزاب اليمين الصهيونية".

وتابع عوكل:"من الصعب توقع خيارات القضية الفلسطينية في ظل الانقسام الفلسطيني والسبيل للخروج من الأزمة الحالية لمواجهة الاحتلال وتهويده المستمر وعمليات استيطانه المتواصلة هو إعادة توحيد الوضع الفلسطيني".

 

 

 

 

اخبار ذات صلة