غزة/ مها شهوان
رفع الستار عن أعضاء فرقة وسن الاستعراضية ليطلوا على جمهورهم بملابسهم المصنوعة من أكياس "الخيش" ليجسدوا بأجسادهم لوحة "صورة شعب" تحاكي الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون من انقسام سياسي سببته رأس الفتنة "إسرائيل" .
رفض أعضاء الفرقة الوضع الغريب الذي صنعته "إسرائيل" لتزيد الهوة بين أبناء الشعب الفلسطيني وذلك من خلال قذف الشر المتمثل بدولة الاحتلال بالخارج نهاية العرض.
"الرسالة" التقت بمدير فرقة الوسن الاستعراضية محمد العجوري ليتحدث عن فرقته المكونة من مجموعة من الشباب المهتمين بالاستعراض التعبيري الهادف .
فرقة وطنية
وفي هذا الصدد قال العجوري:" فرقة الوسن الاستعراضية مؤلفة من مجموعة من الشباب الذين أصروا على محاكاة الواقع عبر لوحاتهم الاستعراضية التي تترجم المشاكل الاجتماعية والسياسية رغم الإمكانيات الشحيحة المتوفرة لديهم"، مضيفا: ليس لدينا أي تخصص أكاديمي فني لكننا مجموعة من الموهوبين نمتلك الحس الوطني.
وبابتسامة ساخرة تابع العجوري:" واجهنا كثيرا من الانتقادات بأننا فرقة خليعة لا هدف لنا لكننا أثبتنا للجميع عبر لوحاتنا أننا فرقة وطنية ملتزمة هدفها إيصال العديد من الرسائل الوطنية والاجتماعية والإنسانية والترفيهية"،مشيرا إلى أنهم يختلفون عن الفرق الأخرى في توصيل رسائلهم الوطنية.
توقفنا عن الحديث مع العجوري لنشاهد اللوحات الفنية التي يواصل أعضاء الفرقة تقديمها للجمهور.
وحينما أطلت فرقة الوسن من جديد على المسرح لتقدم لوحة "أولى القبلتين " صمت الجمهور فقد عبرت الفرقة بجسدها عن الظلم والاضطهاد الذي تتعرض له مدينة القدس دون أن يتحرك أحد الدفاع عنها.
ثم تلاها عرض للوحة " الطاحونة" التي جسدت القضية الفلسطينية وصمت العرب والعالم الذين يكتفون بترديد الشعارات والخطابات وفي النهاية يديرون ظهورهم.
انتهى عرض اللوحة وانهمك أعضاء الفرقة بالتحضير للوحات أخرى حيث استغلت "الرسالة" ذلك لتتابع الحديث مع مدير الفرقة العجوري الذي لفت إلى أنهم يقدمون لوحات تتجانس مع طبيعة الاحتفال المشاركين فيه سواء أكان يتحدث عن المرأة أو الطفل أو القضية الفلسطينية.
أكياس الخيش
ويرتدي أعضاء فرقة الوسن ملابس بسيطة ذات تصميمات غريبة وفيما يتعلق بذلك أوضح العجوري أن كافة الملابس من تصميماتهم المصنوعة من أكياس "الخيش" العادي ،مبينا أنهم كثيرا ما يواجهون صعوبة في الأزياء التي تعبر عن المشهد.
وأشار إلى عدم توفر المكان المناسب للتدريب على لوحاتهم الاستعراضية لذلك يضطرون للتدريب في بيت واحد منهم ،مؤكدا في الوقت ذاته أنهم يحاولون ألا يؤثر موضوع المكان على عملهم لان هدفهم هو تقديم ما يخفف عن الشعب الفلسطيني من لوحات جميلة.
وأضاف:"قبل عدة أعوام تمكنا من السفر إلى مصر للمشاركة في ملتقى الجامعات العربية وحققنا درع الملتقى للجامعات العربية".
معركة الفرقان
ومن المسرحيات التي يخشى العجوري أن تدفن وتحرق قبل رؤيتها للنور المسرحية الصامتة "الرقص تحت الركام" والتي تتحدث عن الأحداث التي دارت في معركة الفرقان،حيث تم الانتهاء من الإعداد لها قبل أربعة شهور لكنها لم تظهر للعلن لعدم الإمكانيات المالية التي تسمح بعرضها.
واقتربت "الرسالة" من الشاب نضال المصري "22 "عاما احد أعضاء الفرقة والذي كان باديا على وجهه علامات التعب والإرهاق أثناء إعداده للوحة فنية أخرى وقال:"اشعر بالفخر كوني احد أعضاء فرقة الوسن الاستعراضية وذلك لاختلافها عن باقي الفرق لما تقدمه من استعراض هادف"،موضحا أنه يشعر بالسعادة حينما يقدم اللوحات المختلفة التي تمس المجتمع الفلسطيني لاسيما عندما تعتلي البسمة شفاه الحضور.
وذكر المصري والذي يعمل ممرضا في إحدى مستشفيات الشمال انه وفرقته تعرضوا لانتقادات لاذعة متهمين إياهم بالخلاعة ، موضحا في الوقت ذاته إلى تقبل شريحة كبيرة من الناس طريقة عرضهم.
واعتلى جميع أعضاء فرقة "الوسن" المسرح لمواصلة عروضهم حيث عرضت لوحة "الوصية" التي تحدثت عن الخير والشر واضطهاد البشرية على مستوى العالم حيث الشر الذي بات منتشرا أكثر من الخير، ثم عرضت لوحة "قلب الأم" التي تحدثت عن حنان الأم وأهميتها في حياة الإنسان.
وفي النهاية العرض أسدل الستار وصفق الجمهور للفرقة على عروضها التي تمس مشاكلهم الاجتماعية وواقعهم السياسي.