الرسالة نت-وكالات
للوهلة الأولى قد تساورك الشكوك بأن القمة العربية في سرت بدأت واختتمت دون طعم أو لون أو رائحة…ولكنك حين تمحص الأمر وتتابع المجريات وتتفحص الوقائع تنتهي إلى قناعة أكيدة بذلك.
فقد عقدت في أجواء من السرية واختفى معها الكثير من الإثارة مع غياب عدد واسع من الزعماء..ولعل هذا ما دفع بالزعماء للدعوة لقمة أخرى استثنائية نهاية العام الجاري…
لعلهم بذلك يمنحون حظا أوفر لمن فاتهم نصيب المشاركة هذه المرة أو يحاولون استعادة شيء من الألق.
المشكلة أن هذا يحدث في عمر القمة الثاني والعشرين والذي كان من المفترض أن تكون بلغت فيه زهو الشباب وقمة العطاء.
ولسوء حظ هذه القمة فإن القمم السابقة استهلكت كل العناوين البراقة التي كان يمكن أن يلتف حولها شمل العرب فعقدت خلال الدورات الإحدى والعشرين الماضية قمم للوفاق وأخرى للسلام وثالثة للإصلاح والتطوير ورابعة لإنقاذ المقدسات.
ومع تلك المسميات وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من واقع استنفد كل ما هو جميل في قاموس اللغة ولم يعد يتسع لمزيد من الإبداع اللغوي والدبلوماسي.
وحتى لا يبادر عمرو موسى إلى تصنيفي ضمن المتشائمين أو من يتمتعون بوجبات جلد الذات فإنني سأقدم طائعا مختارا رؤيتي لتحسين النظرة لتلك القمم.
يستدعي الأمر استشارة رجال الأعمال ومستشاري العلاقات العامة من أجل بدء حملة جديدة لإعادة إنتاج شكل القمة والترويج لها بما يسمى في الإنجليزية rebranding.
والهدف هو إقناع المواطن العربي وهو المستهلك في هذه الحالة بجدية السلعة واحتمال أن تعود عليه بالفائد أو النفع.
وربما يتعين أن تكلف شركة كبرى برعاية القمة والترويج لفاعليتها حتى تكون شعارات تلك الشركة مرافقة للقمة ومكتوبة بوضوح في خلفيات الحدث كما يحدث في المباريات الدولية الكبرى.
وأقترح أن يعرض على شركات بيع الأغطية القماشية والجلدية أن تساهم في الرعاية نظرا لأهمية الغطاء العربي في مناسبات سياسية عديدة دوليا.
حيث يزداد الطلب هذه الأياما على أهمية الغطاء العربي للمصالحة اللبنانية أو الفلسطينية أو عملية التفاوض أو ضرب إيران.
أو يمكن أن تساهم شركات التدخين في الحملة بسبب تراجع مبيعاتها عالميا وتوسعها إقليميا ومنعها في الغرب من الدعاية في المناسبات الرياضية.
عندها لن نفاجأ بأن نجد القمم العربية القادمة (برعاية مارلبورو …عيش حياتك) أو (دخن عليها تنجلي…)
على أن يكون العائد المادي من هذه الرعاية مخصصا لتحرير القدس والمقدسات…
المصدر:الجزيرة توك