قائمة الموقع

مدينة القدس تطرق أبواب الانتفاضة الثالثة

2014-10-24T20:34:14+03:00
صورة (أرشيفية)
الرسالة نت- محمود هنية

لا يكاد يمر يومٌ على مدينة القدس إلا وتشهد اعتداءً على مقدسي أو اقتحاماً للأقصى أو هدم منزلٍ أو تهجير عائلة، هذه الأحداث جميعها نتيجة حاله الاحتقان المتنامي في الشارع المقدسي، ما ينذر باحتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.

وتشهد المدينة المقدسة في الآونة الأخير مواجهات مستمرة، بالتزامن مع استمرار الانتهاكات (الإسرائيلية) بحق المقدسين، وكان آخرها خطف الأطفال وقتلهم عمدًا، واعدام الشهيد عبد الرحمن الشلودي (20 عامًا) من مسافة صفر كما تؤكد بذلك أمه بعدما زعم الاحتلال مسئوليته عن تنفيذ عملية دهس بالمدينة.

إحصائيات الانتهاكات

الهيئة الإسلامية المسيحية بالقدس رصدت الانتهاكات (الإسرائيلية) بحق المدينة المقدسة. وقالت الاحتلال اعتقل700 شخص من سكان المدينة، وبنى ما يزيد عن 3000 وحدة استيطانية وهجر 1000 عائلة منذ مطلع العام 2014، و يمنع أهالي المدينة من تأدية صلاة الجمعة بالقدس.

وسجلت الهيئة 150 انتهاكًا (إسرائيليًا) بحق المسجد الأقصى، وتدمير الاحتلال لـنحو 500 قبر إسلامي أثري، وأغلق للمرة الثانية جميع أبواب المسجد الأقصى منذ احتلاله عام 1967م، وإزاء ذلك لم تتوقف الحفريات (الإسرائيلية) أسفل المسجد الأقصى.

وأرسل الاحتلال ما يزيد عن 550 إخطارًا لهدم منازل مقدسيين في أحياء شعفاط والشيخ جراح والعيسوية، بينما نصب 34 حاجزًا جديدًا بين أحياء المدينة منذ مطلع العام الحالي.

الاعتداءات (الإسرائيلية) المتكررة وقتل الطفل محمد أبو خضير بطريقة بشعة، ولّدت مشهدًا عنيفًا من المواجهة بين الفلسطينيين والاحتلال امتدت آثارها إلى الضفة المحتلة والقطاع، وشهدت الضفة عملية فدائية انتقامًا لهذه الجريمة وأدّى لاندلاع حرب عنيفة على غزة.

وقد وصلت جرائم الاحتلال إلى حد التصفية الجسدية لمقدسيين، في الوقت الذي  كشفت فيه تقارير إعلامية عن وجود جماعات دينية متخصصة لاختطاف الأطفال بالمدينة.

وعبّرت عوائل مقدسية عن خشيتها على حياة أطفالها، نظرًا لتصاعد جرائم العصابات (الإسرائيلية) ضد الفلسطينيين المقدسيين.

بعد استشهاد عبد الرحمن الشلودي عادت المدينة المقدسة للاشتعال مجددًا، بعد إغلاق الاحتلال المدينة بالكتل الإسمنتية ونشرت المئات من الجنود فيها.

قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد عبد الرحمن بحجة تشريحه، وسط رفض ذويه الذين طالبوا بدفنه، في حين اتهمت عائلة الشهيد السلطات (الإسرائيلية) بتصفيته.

وقالت أم الشهيد عبد الرحمن لـ"الرسالة نت"، "إن الاحتلال أعدم أبنها عمدًا، واطلق النار عليه من مسافة صفر رغم أنها القت القبض عليه حيًا".

وأضافت "الاحتلال تعمدت تصفية نجلها، ولو كان كما يزعمون أنه حاول تنفيذ عملية لقبضوا عليه وقدموه للمحاكمة بدلًا من قتله بدم بارد!".

وجددت والدة الشهيد التي بدا عليه الاعياء والاجهاد دعوتها لجميع القوى بالثأر لدماء كل مقدسي ينزف دمه بشكل بارد على يد الاحتلال.

وأوضحت أم الشهيد أن الاحتلال يتعمد نشر الرعب في أوساط الشبان الفلسطينيين كي يمتنعوا عن مواجهة مخططات الاحتلال العدوانية ضد المدينة المقدسة.

يذكر أن والده الشهيد تعرضت للاعتقال على يد الاحتلال عدة مرات، وأن الشهيد اعتقل ثلاث مرات وتعرض لاعتداءات قوات الاحتلال أكثر من مرة.

وذكرت بأن قوات الاحتلال تساوم العائلة بتسليم جثمان نجلها، متوعدة بمقاضاة العدو على هذه الجريمة البشعة.

إزاء هذه الجرائم تصاعدت الدعوات الفلسطينية المحذرة من خطورة انفجار الأوضاع بالمدينة واندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، فيما اكدّت قيادات فلسطينية لـ"الرسالة نت"، أن المدينة مهيئة فعليًا لانتفاضة ثالثة.

رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني الشيخ رائد صلاح، المبعد قسرًا عن القدس، أكد أن المدينة مهيئة لاندلاع انتفاضة لن تنتهي إلّا بزوال الاحتلال، مشيرًا إلى أن هذه الانتفاضة لن تستأذن أحدًا ولن يستطيع كائن يكن التنبؤ بمآلاتها وطبيعة تطوراتها وديناميكية أحداثها.

وأكدّ الشيخ صلاح لـ"الرسالة نت"، أن الأوضاع لم تعد تحتمل بالمدينة المقدسة، والجميع بات يدرك حقيقة ما تتعرض له المدينة من انتهاكات يومية تتعرض لها".

من جهته، قال عبد الله صيام نائب محافظ القدس، إن المدينة تشهد تهديدًا حقيقًا يشمل كافة الجوانب فيها. وأكدّ لـ"الرسالة نت"، إن إسرائيل تسابق الزمن لتفريغ أهل المدينة من سكانها والعمل على تغير طابعها الديموغرافي والديني.

وتمارس كل هذه الجرائم على مرأى ومسمع من زعماء الأنظمة العربية، الذين لم يتجاوز دعمهم للمدينة خطاباتهم الإعلامية بحسب تأكيدات عبد الله وقيادات فلسطينية أخرى.

من جانبه، رأيأ الشيخ ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات والتراث بالمسجد الاقصى، أن الاحتلال يجري عملية تزييف وتضليل تجاه جرائمه في مدينة القدس.

وذكر بكيرات لـ"الرسالة نت"، أن الاحتلال أغلق جميع ابواب المسجد الأقصى، وهي المرة الثانية التي تحدث منذ احتلال المدينة عام 1967م. وقال إن الاحتلال يقوم بتضليل الرأي العام، وصولًا لتحقيق المشروع اليهودي القائم على السيطرة الكاملة على المدينة.

وأشار إلى أن مدينة القدس تعيش ثورة بكل ما تعني الكلمة من معنى ، منذ ثلاثة أعوام، ما أدّى لاعتقال 4 آلاف شاب في المدينة من بينهم 750 شخصًا يوجه الاحتلال لهم لوائح اتهام.

أمّا فخري أبو دياب من لجنة مقاومة الاستيطان في سلوان فقال لـ"الرسالة" إن "محاولة تقسيم المسجد الأقصى، الاقتحامات اليومية تتم بشكل دائم.

وأوضح أن الاحتلال يسعى من خلال هذه  الجرائم تصفية وجود المقدسيين في المدينة وصولًا للاستيلاء عليها، و"لكنها ستؤدي لاستثارة الرد الفلسطيني كرد طبيعي على جرائمه".

تهديد ووعيد

قوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس توعدت  الاحتلال بدفع ثمن جرائمه تجاه مدينة القدس غاليًا، وقالت الحركة إن الاحتلال لن يتوقع رد فعل الشعب الفلسطيني ويمكن أن نرى تحركًا أكثر قوة ويفاجئ الجميع.

وأكدّ المتحدث باسم الحركة حسام بدران لـ"الرسالة نت"، أن المدينة ستشهد تصعيدًا كبيرًا لا سيما أنها تعيش في حالة انتفاضة حقيقية  منذ شهور عدة بما تشهده من اعتقالات وإصابات يومية واقتحامات متكررة من الاحتلال.

وأضاف أن المدينة مهيئة للتصعيد على كل المستويات، وستشهد عمليات مقاومة خاصة مع ازدياد شراسة المحتل وحالة الصمت العربي والتخاذل الدولي.

وتابع بدران" واهم العدو إن ظن ان تبعات جرائمه معروفة سلفًا فهو لن يتوقع الآتي والقادم".

ويبقى المشهد مفتوحًا لمفاجآت ميدانية حال استمر الاحتلال في جرائمه بحق المدينة ضاربًا بعرض الحائط محرماتها.

اخبار ذات صلة