غزة-ياسمين ساق الله
مع انتهاء أعمال القمة العربية الثانية والعشرين في مدينة سرت الليبية , تباينت وجهات نظر المختصين بالشأن السياسي الفلسطيني حول إحداث القمة لأي تقدم ملموس على صعيد القضية الفلسطينية وخاصة المصالحة.
وقلل المختصون في أحاديث منفصلة للرسالة من إمكانية أن تقوم القمة العربية بجهود فعلية وإجراءات عملية ملموسة تدفع بملف المصالحة للأمام وتنهي حالة الانقسام , مؤكدين على أن القمة العربية تعتبر المحطة الأخيرة لملف المصالحة الفلسطينية .
وكانت أعمال القمة العربية الثانية والعشرين قد انطلقت في مدينة سرت الساحلية الليبية ظهر السبت الماضي باسم " قمة دعم صمود القدس", برئاسة الزعيم الليبي معمر القذافي والتي ستستمر ثلاثة أيام .
خارج النطاق
المحلل السياسي خليل شاهين ذكر أن بداية أعمال القمة العربية لم تشهد مناقشة ملفات القضية الفلسطينية وتحديدا المصالحة مما يؤشر بوضوح إلى وجود تسليم عربي لواقع الانقسام الداخلي على الساحة الفلسطينية .
أما المتابع للشأن السياسي الفلسطيني حسن عبدو فاستبعد أن تنتهي القمة العربية بأي ايجابية تخرج الحالة الفلسطينية من دائرة الانقسام , قائلا:" القوى المقررة في الانقسام الفلسطيني هي خارج نطاق النظام العربي الذي يمثل القمة العربية ".
في حين أعرب المحلل السياسي د. ناصر جربوع عن خشيته من ترسيخ القمة العربية حالة الانقسام الفلسطيني في حال عدم إيجاد حل لملف المصالحة , قائلا:" القمة العربية تعتبر محطة أخيرة للمصالحة والوحدة الفلسطينية ".
وأعرب عن اعتقاده أن موقف الرئاسة الفلسطينية واستمرار الرهان على إمكانية إطلاق عملية تفاوضية بات يقف عقبة أمام الجهود لاستعادة الوحدة ", مشددا على ضرورة التغلب على عقدة التوقيع وفقا لقاعدة التوافق الوطني الفلسطيني .
كما يضيف عبدو:" العقبة أمام الانقسام اليوم تتمثل بالفيتو الأميركي والذي يرفض التعامل مع الشأن الفلسطيني وفقا للصيغة اللبنانية فهي تعتبر مشاركة حماس بالحكومة عزلها بالكامل وليس وزراء حماس فقط".
ويقول جربوع :" يمكن أن تلعب القمة العربية دورا طفيفا بشأن المصالحة من خلال تضافر الجهود والتنسيق المطلق بين مصر ودول الممانعة كسوريا , لكن اذا لم توحد القمة الفلسطينيين فالمصالحة ستستمر سنوات طويلة كي تتم ".
وترفض حركة حماس حتى الآن التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، والتي وقعت عليها حركة فتح منتصف أكتوبر من العام الماضي، لوجود ملاحظات على بعض البنود الوارد في الورقة والتي لم يتم الإجماع عليها خلال الحوارات التي استضافتها القاهرة على مدار عام.
لم تنجح
وأشار المحلل السياسي شاهين الى أن القمة العربية تنعقد في ظل استمرار حالة الخلافات العربية العربية ,قائلا:" لم تنجح الجهود التي بذلت قبل القمة في تحقيق توافقات عربية بمختلف القضايا من ضمنها المصالحة".
ويؤكد المحلل السياسي عبدو أن الصيغة الأمريكية لم توجد إمكانية لقيام حكومة وحدة فلسطينية , قائلا:" تلك الصيغة أجبرت الراعي المصري المفوض من النظام العربي على اقتراح صيغة تدير الانقسام ولا تنهيه وهلي اللجنة التي نصت على الورقة المصرية بصورتها النهائية".
وبين المحلل السياسي جربوع أن الدول العربية إذا أرادت مصالحة فلسطينية ستتحقق, قائلا:" لكن اذا كانت الشعوب العربية مرتبطة بجهات إقليمية ودولية فإتمامها سيكون صعبا لذا على مصر أن تضع ثقلها بالقمة وتضغط على فتح وحماس لتقريب وجهات النظر وإنهاء الانقسام".
محطة
وأكد شاهين في سياق حديثه على أن الانقسام الفلسطيني ما زال يستخدم في إطار الانقسامات العربية المخيمة على أجواء القمة العربية , مضيفا:" ليس من المتوقع أن تخرج قمة ليبيا في ظل هذه الحالة العربية بإجراءات عملية لتحقيق المصالحة فربما تكتفي بالتأكيد على استعادة الوحدة".
وقال عبدو :" القمة عاجزة على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة اليوم أهمها القدس والانقسام فالنظام العربي يحتضر عديم الفعالية لا يملك القدرة على الفعل حاليا ", مضيفا:" ليس من المتوقع في ضوء هذه الحالة العربية المنقسمة أن تقدم القمة العربية جديدا في ملف المصالحة الفلسطينية ".
وتابع المحلل السياسي شاهين:" الموقف العربي سيبقى في مربع الحرص اللفظي على استعادة الوحدة مع استمرار تغذية حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية ", مؤكدا على أن جهود القمة العربية لن تخرج عن نطاق دعم الجهد المصري والعربي المتعلق بالمصالحة.
فهل ستنجح القمة العربية في دفع عجلة المصالحة لتحقيقها ليعود حلم الوحدة واللحمة الداخلية داخل كل بيت فلسطيني.