حقق فريق ريال مدريد فوزا عريضا على غريمه "الأزلي" برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف في "كلاسيكو" الكرة الإسبانية الذي جرى على ملعب "سانتياغو برنابيو", ضمن منافسات الأسبوع التاسع من "الليغا".
وتقدم المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا لبرشلونة في الدقيقة 4، قبل أن يدرك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هدف التعادل للريال في الدقيقة 35 من ركلة جزاء.
وفي الشوط الثاني سجل المدافع البرتغالي كيبلير بيبي هدف الريال الثاني من ضربة رأسية في الدقيقة 50، قبل أن يختتم المهاجم الفرنسي كريم بنزيما ثلاثية "الملكي" في الدقيقة 61، ليرفع الفائز رصيده إلى 21 نقطة, مقلصا فارق النقاط بينه وبين البرشا إلى نقطة واحدة فقط.
ميسي الحاضر الغائب
المباراة شهدت غيابا واضحا للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي, والذي خيّب آمال جماهير برشلونة بأدائه الباهت على غير عادته في مباريات "الكلاسيكو" التي تمكن من تسجيل 21 هدفا خلالها على مدار 28 مباراة سابقة.
ومرر ميسي 62 كرة فقط على مدار المباراة, نجحت منهم 55 تمريرة, لكن لم تكن من بينها أي تمريرة حاسمة أو شكّلت خطورة نسبية على دفاعات الريال المنظمة.
وبالنسبة للتسديد غابت الدقة أيضا عن تسديدات ميسي, إذ لم يتمكن سوى من أربعة تسديدات على مرمى إيكر كاسياس، كانت اثنتان منهما على المرمى، وواحدة تصدى لها الدفاع، والأخيرة بعيدة عن المرمى.
غياب ميسي عن حالته الفنية أثّر كثيرا على هجوم "البرشا" وأفقده الفاعلية والتنظيم، وهو ما كان أحد أهم عوامل خسارة فريقه في المباراة, رغم الآمال التي علقتها جماهير الفريق بالاحتفال بكسر ميسي رقم الهداف التاريخي للدوري الإسباني على مر التاريخ وتكريمه في معقل الريال بالذات.
رونالدو غير حاسم
بدوره, لم يقدّم نجم الريال كريستيانو رونالدو المردود المرجو منه, رغم إحرازه هدف الفريق الأول من ركلة جزاء، لكنه لم يكن أسوأ حالا من ميسي.
ورغم محاولات النجم البرتغالي العديدة لاختراق دفاع برشلونة على مدار المباراة, إلا أنه لم يتمكن من التسديد سوى في خمس مناسبات, ولم تكن من بين تسديداته سوى اثنتين فقط على المرمى, ونجح الدفاع في التصدي لثلاثة.
وعلى صعيد التمرير كان رونالدو مخيبا للغاية أيضا, كونه لم يمرر سوى 35 تمريرة طوال المباراة, نجحت منها 21 تمريرة فقط, وهو معدل ضئيل جدا للاعب تسلطت عليه الأضواء في السنوات الأخيرة دون غيره في العالم, ويحمل آمال فريقه الهجومية خاصة والمباراة تقام على ملعبه ووسط جماهيره.
رونالدو في هذه المباراة عاب أدائه الأنانية في العديد من المواقف التي فضّل التسديد فيها على التمرير, رغم تواجد بنزيما وجيمس رودريغيز في مواقع مميزة تتيح له التمرير، وغاب عنه الحسم طوال المباراة باستثناء الهدف الذي سجله من ركلة جزاء.
إيسكو يتألق
أثارت إصابة النجم الويلزي غاريث بيل وغيابه عن "الكلاسيكو" مخاوف جماهير الريال من تأثر الفريق بغياب الجناح المتألق هذا الموسم، ولكن فوجئ الجميع بأداء راقٍ جدا من الجناح الإسباني إيسكو الذي صال وجال في دفاعات "البرشا" وكان أحد أفضل اللاعبين في المباراة.
إيكسو صنع الهدف الثالث للفريق بعد ضغطه القوي وسرعته الفائقة أمام لاعب وسط برشلونة أندريس إنييستا, ليبدأ سلسلة تمريرات رائعة اختتمها بنزيما في الشباك معلنا عن الهدف الثالث.
وربما لم يكن إيسكو أحد النجوم المنتظرين قبل بداية المباراة، بل أنه كان أحد اللاعبين الذين لا يحظون بثقة الجماهير في قدرته على تعويض غياب بيل، لكنه أثبت بأدائه الرائع جدارته في الحصول على مكان أساسي في تشكيلة كارلو أنشيلوتي هذا الموسم.
تألق إيسكو وخطفه الأضواء خلال "الكلاسيكو" من نجمي الكرة العالمية ميسي ورونالدو اللذين تسلط عليهما الأضواء والكاميرات أينما ذهبوا, ربما يدفع الجميع إلى إعادة النظر في اختزال كرة القدم العالمية في هذا الثنائي والاهتمام ببعض النجوم الشباب الذين سيكون لهم شأن كبير في السنوات المقبلة، خاصة وأن تألقه جاء في مباراة هي الأصعب والأكثر مشاهدة في عالم كرة القدم.