سيواجه ريال مدريد مساء اليوم الأربعاء فريق كورنيا والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الإسباني في دور الـ32 من كأس الملك، ومثل هذه المواجهات تعرف فوارق كبيرة من ناحية عقود اللاعبين، الميزانية، الدخل وحياتهم المهنية للاعبين والتغطية الإعلامية.
ونشرت صحيفة "ماركا" تقريرا تكشف فيه عن الحياة المعقدة لفريق يقبع في الدرجة الثالثة الإسبانية، حيث أن لاعبي الفريق الكتالوني لا يمكنهم التمتع بالحياة في كرة القدم ورواتبهم لا تسمح لهم بذلك، ولذلك فهم يضطرون لاتخاذ طريق آخر للعمل يوميا خارج كرة القدم.
جل اللاعبين في فريق كورنيا يعدّون مدرسين، وعمال في مطاعم، ومدربين لفرق في المستويات الدنيا أو عمال لنقل دراجات هوائية، وهناك العديد من المهن التي يمكن العثور عليها في الفريق الذي سيواجه بطل أوروبا.
ويتدرب فريق كورنيا كل يوم بين الساعة (16:00 و17:30) وهو توقيت غريب جدا لفريق بالدرجة الأولى، لكن الظروف لا تسمح لهم بالتدرب مثل الفرق الأخرى.
وأضافت الصحيفة أنه من الغريب في فريق كورنيا هو أثناء التدريب لا توجد زجاجة مياه واحدة، حيث هناك فقط بعض زجاجات من ثمانية لترات والتي يتقاسمها اللاعبون، أشياء تظهر الفريق الكبير بين فرق الدرجة الثالثة وفرق الدرجة الأولى في إسبانيا.
وكون مدرب الفريق هو الآخر لديه عمل إضافي يسمح لبعض اللاعبين بتقاسم عملهم اليومي مع التدريبات، وقد صعد فريق كورنيا هذا الموسم لدوري الدرجة الثالثة وفي مجموعته يحتل المركز السابع.
ويعدّ لاعب خط الوسط "بيب كاباييه" أحد اللاعبين المحبوبين داخل الفريق، ويعمل كنقال للدراجات في مدينة برشلونة، ابتداء من الساعة 7:00 صباحا إلى 14:00 ينسى كرة القدم ويصعد إلى الشاحنة لنقل الدراجات الهوائية.
حالة أخرى لحارس المرمى "إنييغو" والذي كان قريبا من اعتزال كرة القدم الصيف الماضي والذي يجيد تصدي ركلات الجزاء بعد أن كان حاسما في تجاوز الفريق الكتالوني للدور الأول بتغلبه على فريق "خايين" بعد تصديه لركلات الترجيح.
حارس مرمى كورنيا هو مدرس في مدرسة إبتدائية في منطقة "هوسبيتاليت" بمدينة برشلونة، ويقول لصحيفة "ماركا": "أنا مدرس لسنوات عديدة، أولويتي في كرة القدم كانت الوصول للقمة، لكنه لم يكن ممكنا، الآن أتقاضى راتبا في كرة القدم إلا أنه ليس للعيش، أن تعمل في كرة القدم وخارجها صعب للغاية".
الحالة الأخيرة هي للمدرب الفريق جوردي روغر والذي يتواجد على مقاعد بدلاء فريق كورنيا منذ سبعة مواسم، ثلاثة كمدرب لفريق الشباب وأربعة في الفريق الأول، في الأشهر الأخيرة تمكن من تصعيد الفريق لدوري الدرجة الثالثة وقاد الفريق لدور الـ32 من كأس الملك.
مدرب الفريق الكتالوني يعمل كمنسق في إحدى الكليات بمدينة برشلونة، ومساء الأربعاء ستكون له الفرصة لمقابلة أحد أفضل المدربين في الساحة الأوروبية والحائز على خمسة ألقاب دوري أبطال أوروبا (اثنين كلاعب وثلاثة كمدرب) وهو الإيطالي كارلو أنشيلوتي.