قائمة الموقع

الأمطار تُعيدُ مشهد النزوح مجددًا بخانيونس

2014-10-31T18:23:34+02:00
غرق "كرفانات" إيواء المتضررين بخانيونس جراء االأمطار
خانيونس – معاذ مقداد

غابت شمس الثلاثين من أكتوبر، لتفتح السماء أبوابها فلتسقط زخات المطر على قطاع غزة، لكنها لم تُشرق على سكان المنطقة الشرقية لخانيونس جنوب القطاع، فقد تلبّدت السماء بالغيوم الماطرة لتُحدث مأساة حقيقية هناك.

"الكرفانات" التي تأوي نازحين في بلدة خزاعة شرقي المدينة غرِقت بعد وصول الأمطار إليها في منطقة منخفضة، في حين سارع المواطنون إلى إخراج أطفالهم من هناك، تاركين ملابسهم وأغراضهم، يشكون لربهم سوء حالهم.

الدمار الواسع الذي خلّفه العدوان "الإسرائيلي" على خانيونس والذي طال البنية التحتية والطرقات، أدى لغرق الطرق شرق المحافظة بسبب كميات كبيرة من مياه الأمطار وسطها، فيما تحولت بعضها إلى "وحّل".

الشاب محمد عبد العزيز القاطن في بلدة خزاعة قال لـ "الرسالة نت"، إن السكان عاشوا ليلة قاسية، فالكثرين يبيتون في العراء ممن لا مأوى لهم، والآخرين دخلت المياه إلى منازلهم كونها مدمرة بشكل جزئي.

وفي مشهد تكاتف الأهالي مع بعضهم قال عبد العزيز، إن إحدى الأشجار الكبيرة كادت أن تسقط فوق منزلٍ من "الاسبست"، إلا أن المواطنين عملوا مع طواقم البلدية على دعم الشجرة ومنع سقوطها خشية وقوع ضحايا.

جهاز الدفاع المدني وعلى لسان مديره العام سعيد السعودي، أكّد أن منطقة خزاعة تتعرض لمأساة كبيرة بفعل غرق مناطق الكرفانات فيها وفي منطقة حي النجار.

وقال السعودي في تصريح لـ "الرسالة نت"، إن 11 ( كرفانًا متنقلًا) تعرض للغرق بفعل الشتاء، وتم اخلاء سكانها من قبل الطواقم المختصة، بغرض إزالة المياه منها، مؤكدًا أن المنطقة تتعرض لكارثة ومأساة حقيقة.

وناشد الحراك الشعبي في بلدة خزاعة، وزارة الأشغال العامة والصليب الأحمر بالتدخل العاجل لإنقاذ أهالي البلدة من الغرق في مياه الأمطار.

وأوضح محمد النجار الناطق باسم الحراك مساء الجمعة، لـ "الرسالة نت"، إن اهالي البلدة هبّو لنجدة المناطق التي غمرتها المياه فيما حاولت طواقم البلدية والمواطنين وضع "سواتر" رملية لمنع وصول المياه للكرفانات التي غرقت بشكل واضح.

مناطق منكوبة

وتعرضت جُلّ بلدات المنطقة الشرقية لمحافظة خانيونس للغرق بعد هطول الأمطار ليلة الجمعة، وهي التي شهدت اجتياحًا بريًا أتى على مئات المنازل خلال حرب "العصف المأكول".

منطقة الزنة المنكوبة شرق خان يونس، غرقت فيها الكثير من المنازل المدمرة بشكل جزئي، ولم تحمي الأهالي الخيام البديلة التي شيدوها بجوار ما كانت يومًا منازل جميلة.

ولم تسلم مناطق "شاهين، أبو عنزة، أبو طعيمة، عصفور، أبو ريدة" وغيرهم من الغرق في بلدة عبسان التي تعرضت للتجريف والقصف بشكل وحشي خلال الحرب الأخيرة، وقد تكرر لدى المواطنين هناك مشهد النزوح في الحرب من جديد بفعل الأمطار.

وناشد سكان المناطق المتضررة بفعل الحرب على غزة، وزارة الأشغال وجهات المعنية بالتدخل لإنقاذهم من خطر الشتاء القادم الذي بات يهدد حياة أطفالهم ، مؤكدين على ضرورة الإسراع في الإعمار وترميم الطرقات وشبكات الصرف الصحي المدمرة.

وإن كان أصحاب بيوت "الإسبست" لم تحْمِهم أسقف منازلهم من أمطار الشتاء، فإن الآلاف من المدمرة منازلهم قد باتو في العراء تحت الأمطار ووسط الفيضانات "الطينية"، وفي أول اختبار رسبت تلك المناطق أمام "الشتاء المجهول".

اخبار ذات صلة