أعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" عن قلقه من استمرار إفلات المعتدين على الصحفيين من العقاب، وخاصة قوات الاحتلال التي قال بأنها ارتكبت جرائم كبيرة بحق الصحفيين الفلسطينيين أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة خلال شهري تموز وأب الماضيين.
وقال موسى الريماوي مدير عام المركز في بيان له الاحد:" إن قوات الاحتلال ارتكبت أكثر من 930 انتهاكا وجريمة ضد الصحفيين الفلسطينيين منذ بداية عام 2008 ولغاية منتصف العام الحالي 2014، في حين تم رصد وتوثيق أكثر من 150 انتهاكا ارتكبتها قوات الاحتلال خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة، دون أن يحاسب أحد من المعتدين، خاصة المتورطين منهم في جرائم قتل صحفيين وعاملين في الإعلام، حيث بلغ عدد الذين استشهدوا منذ مطلع الألفية الحالية في الأراضي الفلسطينية 39 صحافيا وعاملا إعلاميا.
وأشار إلى أن الإفلات من العقاب شجع مرتكبي هذه الاعتداءات والانتهاكات ضد الصحافيين ووسائل الإعلام على الاستمرار في ارتكاب جرائمهم بل وتصعيدها، وهذا ما بدا واضحا خلال العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة، حيث قتل ما مجموعه 17 صحافيا وعاملا في الإعلام خلال أقل من شهرين.
وأكد الريماوي أن الحديث عن الانتهاكات الصهيونية التي تعتبر الأخطر والأكثر عددا، لا ينسي الانتهاكات الفلسطينية التي وصلت إلى 577 انتهاكا منذ بداية عام 2008 ولغاية النصف الأول من العام الحالي 2014، مشيرا إلى أنه لم يتم محاسبة المعتدين في الأغلبية الساحقة من هذه الاعتداءات، ما كان له أثر بالغ السلبية أيضا على مستوى أداء الإعلام الفلسطيني، وساهم في تعزيز الرقابة الذاتية لدى الصحفيين، حيث بدأنا بسلسلة من النشاطات خلال الشهر الحالي للحد منها.
وجدد مركز "مدى" تأكيده على ضرورة محاسبة كافة المعتدين على الصحفيين، خاصة تلك المتعلقة بالاعتداءات الجسيمة عليهم، كما يؤكد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بممارسة ضغوط حقيقية على سلطات الاحتلال الصهيوني لوقف انتهاكاتها ضد الصحفيين ووسائل الإعلام. كما يطالب الجهات الفلسطينية المعنية باحترام حرية التعبير ووقف ملاحقة الصحفيين والنشطاء على خلفية عملهم الصحفي وكتاباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، أشار تقرير نشره التجمع الإعلامي الشبابي الفلسطيني إلى تصاعد انتهاكات واعتداءات قوات الاحتلال "الإسرائيلي" على الصحفيين ووسائل الإعلام الفلسطينية خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) الماضي، حيث سجل 17 انتهاكاً "إسرائيلياً".
وبين التقرير، أن اعتداءات الاحتلال خلال الشهر المنصرم شملت اعتقال واحتجاز 6 صحفيين، وإصابة صحفيين وصحفيات ومنعهم من التغطية خلال عمليات الاحتلال العدوانية في مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة.
فيما عادت الانتهاكات الداخلية الفلسطينية للتصاعد في ظل اعتقال واستدعاء عدد من الصحفيين الفلسطينيين على أيدي الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، حيث تم رصد أكثر من 10 انتهاكات.
واستهجن التجمع الشبابي ما اعتبره عودة وتصعيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالضفة وسياسة الاعتقال والاستدعاء وتقييد حرية الرأي والتعبير، مؤكداً على ضرورة وقف ملاحقة الصحفيين والناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.