قائمة الموقع

رغم انخفاض سعره الذهب لا يلقى رواج بغزة

2014-11-09T22:32:39+02:00
غزة - أحمد أبو قمر

شهدت أسواق المعدن الأصفر موجة هبوط كبيرة في الأسعار لم تعهدها منذ قرابة 4 سنوات، الأمر الذي أثّر على أسعار الذهب محليًا في قطاع غزة.

ورغم الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب إلا أن اقبال الغزيين عليه بقي متواضعا، فيما أرجع متخصصون الأسباب إلى ضعف السيولة، والوضع المتردي لدى المواطنين.

ويتعرض الذهب لضغوط كبيرة جراء صعود الدولار بفعل التفاؤل الاقتصادي وتوقعات بأن يرفع مجلس الاحتياطي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، وأنه سيتحرك قبل البنوك المركزية الأخرى لتشديد السياسة النقدية.

ووصل سعر أوقية الذهب (الأونصة) إلى أدنى مستوى عند 1144$ ، خلال الأسبوع الماضي وعاد ليغلق الأسبوع المالي عند 1177$ للأوقية.

 الإقبال متوسط

أحمد الشبراوي بائع الذهب في سوق معسكر جباليا رأى أن الإقبال على المعدن الأصفر تحسن نوعًا ما بعد انخفاض سعره، في حين لم ترتقِ حركة البيع والشراء لمستوى التوقعات بعد الانخفاض الكبير في الأسعار.

وقال الشبراوي في حديث لـ"الرسالة": "بدأ المعدن الأصفر بتقلبات عدة في الربع الأخير من السنة لا سيّما بعد انخفاض ملحوظ على الذهب الأسود (النفط) وتعافي الدولار الأمريكي، وهذا ما أدى لتراجعه".

وبيّن أن المعدن الأصفر الذي يعتبر الملاذ الآمن للآلاف في قطاع غزة، شهد إقبالاً أفضل من السابق خلال شهري أكتوبر الماضي ونوفمبر الحالي.

وتوقع أن تشهد أسواق المعدن الثمين في القطاع تحسن أكبر مع اقتراب تلقي موظفي السلطة رواتبهم.

وأوضح الشبراوي أن غرام الذهب بيع أمس الأحد بـ 24.5 ، في حين أن سعر شرائه 25.5 للغرام عيار 21 .

وأشار إلى أن أسواق غزة تشهد ارتفاعا عن السعر العالمي بقيمة 1.5 دينار بسبب أن قيمة الطلب على المعدن الأصفر أعلى من قيمة العرض.

الخبير المالي الدولي الحسن بكر من جانبه عزا السبب الرئيسي لانخفاض سعر الذهب إلى ارتفاع الدولار عالميا، متوقعًا مزيدًا من الهبوط على أسعاره.

وعلى الصعيد المحلي؛ قال بكر لـ"الرسالة" إن السيولة تتحكم بشكل كبير في سعر الذهب، فيما يعاني قطاع غزة من نقص في السيولة بعد العدوان الأخير.

وأوضح أنه مع اقتراب فصل الشتاء فإن الموسم الحالي ليس بموسم زواج، وهو ما يجعل تفاعل السوق المحلي أقل مما يكون عليه في الصيف رغم انخفاض أسعار الذهب.

وتوقع بكر أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من القوة للدولار الذي يكتسح العملات الرئيسية في السوق، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الذهب ويؤدي إلى مزيد من التراجعات.

وبيّن أن المستفيد من انخفاض الذهب هو المستهلك وبالذات المقبلين على الزواج، في حين أن المستثمرين على المدى الطويل أكثر المتضررين.

 الدولار السبب!

وأرجع المختص بالشأن الاقتصادي أمين أبو عيشة انخفاض أسعار الذهب وارتفاع سعر صرف الدولار لقيام البنك الفيدرالي الأمريكي بإنهاء برنامج شراء السندات والتي كانت قد بدأت فيه قبل عامين.

وأوضح أن محافظ البنك الفيدرالي جانيت لين استغنت بشكل نهائي عن برنامج "التيسير الكمي" الذي كان بموجبه يقوم البنك بشراء سندات وأذون وأصول مالية وديون متعلقة بالرهن العقاري لعلاج البطالة في الاقتصاد الأمريكي بعد الأزمة المالية لعام 2008 .

وأكد أبو عيشة أن هذا السحب هو دليل على قوة الاقتصاد الأمريكي مقابل الاقتصاديات الأخرى وتحديدا دول منطقة اليورو والاقتصاد الياباني، فيما أبقت لجنة السياسات بالفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة الثابتة منذ 2008 بين صفر إلى 0.25%.

ووفق أبو عيشة؛ كان من المتوقع للاقتصاد الأمريكي معدلات نمو بـ 3.1% إلا أن البيانات جاءت أفضل من التوقعات خلال الربع الثالث بمعدل 3.5%.

وفيما يخص الذهب، بيّن أن المعدن الأصفر فقد ما نسبته 5% على مدار تعاملات الأسبوع الماضي وسجّل ثاني خسارة أسبوعية علي التوالي، حيث تراجع بنسبة 3.7% على مدار تعاملات شهر تشرين الأول/ أكتوبر.

وقد تخطى سعر أونصة الذهب مع بدء التعاملات بالأسواق الأمريكية حاجز 1144 دولارا، وهو أدنى سعر للمعدن الأصفر منذ عام 2010، ونتيجة لذلك تراجع احتياطي ثاني أكبر صناديق حيازات الذهب والمضاربات بها وهو صندوق "أس بي دي أر".

وعن توقعاته لمستقبل الذهب حذّر أبو عيشة المكتنزين والتجار والمقبلين على الزواج من شراء الذهب في الفترة المقبلة، موضحاً أن الذهب حاليا بصدد تسجيل أكبر مستوى من الهبوط منذ أيلول سبتمبر 2008.

وتنبأ بتواصل انخفاض الذهب خلال الشهر القادم وهذا ما يشير إليه التحليل الفني والبيانات التاريخية، منوها إلى أن الذهب سيتم تداوله بأسواق غزة والضفة الغربية قريبا حول سعر تداولي 23 و 24 دينارا أردنيا للجرام وربما أقل في الشهور وربما الأيام القادمة.

الذهب يرتبط بعاملين

أستاذ علم الاقتصاد بجامعة الأزهر في غزة الدكتور معين رجب أوضح أن سعر الذهب يرتبط بعاملين أساسيين، مؤكدا أن للأزمة المالية العالمية تأثير رئيس على انخفاضه.

وقال رجب إن سعر الذهب يرتبط بسعر عالمي يسترشد به التجار في مداولاتهم، وسعر محلي قريب من السعر العالمي يحكم تعاملات الناس المحلية في بلدانهم.

وتابع: " قيمة الدخل مرتبطة بحجم الطلب، فعند ارتفاع دخل الفرد تزيد القدرة الشرائية ويزيد الطلب على شراء الذهب، والعكس صحيح, إذ أن انخفاض الطلب يدفع التجار لخفض سعر الذهب بنسبة بسيطة حتى يتمكن الناس من شرائه.

وأشار رجب إلى أن ارتفاع سعره سابقاً دفع الناس لشراء الذهب المقلّد أو ما يعرف "بالذهب الصيني"، غير أن انخفاضه في هذه الفترة سيعيد النشاط لحركة شراءه.

وبيّن أستاذ علم الاقتصاد أن هناك علاقة نسبية بين سعر الذهب وقيمة العملات وخصوصا الدولار، مبيّنًا أنه عند انخفاض الذهب؛ فإن الدولار يشتري كميات أكثر من الذهب.

اخبار ذات صلة