أغار الطيران التابع للواء المتقاعد خليفة حفتر الاثنين على مواقع في بنغازي شرقي ليبيا حيث تشتبك قواته مع ثوار المدينة, في حين ساد هدوء جبهة القتال بين الثوار وحلفاء لحفتر في ككلة غربي البلاد.
وأفادت مصادر محلية أن طائرة حربية تابعة لحفتر شنت غارات على منطقة الصابري ومواقع المواجهات المسلحة في منطقة قار يونس حيث حاولت استهداف مواقع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي. وأضاف أن القصف الجوي استهدف أيضا منطقة "سوق الحوت" وسط المدينة.
وقالت المصادر إن دوي المضادات الأرضية سُمع بقوة في ما يبدو أنها محاولات لإسقاط الطائرة. وأصابت صواريخ أطلقتها الطائرة محيط مسجد القدس أحد أكبر المساجد في منطقة الصابري, وخلفت أضرارا شديدة فيه.
ومنذ مايو/أيار الماضي يشن حفتر ما يسمى"عملية الكرامة" في محاولة لانتزاع بنغازي من الثوار. ولقي حفتر مساعدة من قوات من شرقي ليبيا انشقت عن الجيش الليبي, وأضفى عليها مجلس النواب المنحل -بمقتضى الحكم الصادر مؤخرا عن الدائرة الدستورية في المحكمة الليبية العليا- صفة جيش.
وفي الأسابيع القليلة الماضية حاولت القوات الموالية لحفتر احتلال أحياء في بنغازي, ولقيت مقاومة شديدة من مجلس ثوار المدينة.
وقتل في بنغازي منذ منتصف الشهر الماضي أكثر من 260 شخصا وفقا لمصادر ليبية.
وذكرت مصادر محلية أن اشتباكات مسلحة نشبت الاثنين في بنغازي بالتزامن مع القصف الجوي لأحياء منطقتي الصابري وقار يونس.
وأفادت بأن دبابات تابعة لحفتر متمركزة في حي السلماني شرقي بنغازي قصفت الاثنين منطقة الصابري التي تقع غربا.
وأكدت المصادر أن الاشتباكات تدور رحاها في منطقة وسط المدينة ومنطقة الصابري مع تحليق مكثف لطائرات تتبع قوات حفتر.
وأضافت أن قوات حفتر قصفت مناطق متعددة في غرب المدينة بالأسلحة الثقيلة منها منطقة القوارشة والهواري وقنفوذة مع ملاحظة تزايد خروج العائلات النازحة والهاربة من شدة الاشتباكات إلى خارج المدينة .
وأشار مصدر من مركز بنغازي الطبي، وصول 15 قتيلا خلال اليومين الماضين جراء الاشتباكات التي تشهدها المدينة.
هدوء بالغرب
وفي غربي ليبيا يسود هدوء مشوب بالحذر منطقة الجبل الغربي (جبل نفوسة) جنوب غرب طرابلس بعد دخول قوات "فجر ليبيا" وسط مدينة ككلة وتراجع لوائي القعقاع والصواعق وما يعرف بجيش القبائل جنوبي ككلة وتمركزها في منطقة القواليش.
وأسفرت الاشتباكات حتى الأحد عن 203 قتلى وأكثر من 65 جريحا, في حين فُقد أكثر من سبعين آخرين منذ بدء الاشتباكات الشهر الماضي. وتمكنت قوات فجر ليبيا -التي تضم كتائب تابعة لرئاسة الأركان وثوارا مدنيين- من فتح طريق آمن مطلع الأسبوع لإجلاء الضحايا بعد حصار على المدينة دام أكثر من شهر.
من جهته قال المكتب الإعلامي التابع لعملية فجر ليبيا إن الهدوء يسود جبهة ككلة لليوم الثالث على التوالي, ونفى أن تكون تلك القوات انسحبت من أي من مواقعها. وتتهم قوات فجر ليبيا والثوار كتيبتي الصواعق والقعقاع وجيش القبائل بالتحالف مع حفتر في الشرق من أجل إحياء النظام السابق.
الجزيرة نت