قائمة الموقع

"الأسطل" تنثر عبير الفرحة وتضمّد جُرحها

2014-11-15T17:26:42+02:00
خلال الاحتفال
الرسالة نت – معاذ مقداد

لم تترك حرب "إسرائيل" الدموية على قطاع غزة عائلة إلا ووضعت بصمتها الإجرامية فيها، فعائلات القطاع جُلها تعرضت للتنكيل بشكل غير مسبوق خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وعلى مدار واحدٍ وخمسين يومًا لم يكد يخلو يومٌ دون أن يُدوّنَ في سجلات الشهداء والمصابين أعداد من عائلة "الأسطل" التي تقطن بمحافظة خانيونس جنوب القطاع، فقد ارتقى 46 شهيدًا وأكثر من ذلك جرحى.

ورغم ذلك احتفلت العائلة بشهدائها وذويهم، رِفقة خريجي العائلة من حملة الشهادات العلمية المختلفة، بمهرجان تكريمي بعنوان (شهدائنا أحياء.. طلابنا علماء)، في السطر الغربي لخانيونس.

سحر الأسطل من أكثر النماذج تأثيرًا خلال الحفل، والتي أُصيبت بالسرطان خلال فترة تقديمها لامتحانات الثانوية العامة، إلا أنها حصدت الامتياز في شهادتها، ولم تكُن حاضرة لتكريمها فقد وافتها المنية قبل أن تحظى بذلك.

وزارة التربية والتعليم في كلمتها قالت إن عائلة الأسطل من ضمن العائلات الكبيرة في القطاع والتي تحتفل بأبنائها وبناتها الخريجين والخريجات لكّن هذا العام بطعم مختلف.

وأوضح وكيل الوزارة الدكتور زياد ثابت، أن التكريم والتقدير سنة طيبة تقوم بها العائلات، تكريمًا للعلم والعلماء، داعيًا أبناء العائلة إلى المشاركة الفعالة في النهضة العلمية المجتمعية.

"التفوق في المجالات كافة لم يأت من فراغ بل بجهد متواصل وتكاتف رموز العائلة وأبنائها للوصول بها إلى قمة التميز والإبداع"، يضيف ثابت.

وبالعودة لأجواء الحفل فإن مظاهر الفرحة والحزن امتزجت ببن الحضور، فليس بدءًا من تكريم الشهداء ولا انتهاءً بالخريجين ممن ارتقوا شهداء في الحرب على غزة.

وإن كنت وسط عشيرتك إلّا أن فقدان الاطفال لذويهم يحرق القلوب ويبعث بالغصة والألم، فذُرفت الدموع من الصغار والكبار في مشهد يجسّد جُرم الاحتلال، وثبات الفلسطينيين من كل العائلات.

عبد العال الأسطل عضو اتحاد شباب عائلة الأسطل قال في كلمته، إنهم كرموا نحو 200 طالب وطالبة من حملة شهادات الثانوية العامة والدبلوم والماجستير والدكتوراه .

وأشار الأسطل إلي أن تكريم المتفوقين دلالة واضحة على تقدم المجتمع وأبناء العائلة بشكل خاص، رغم ما تعرضت له كما بقية أبناء الشعب الفلسطيني بغزة، مما يسهم بتقدم المجتمع في كافة النواحي وخاصة العلمية والعملية منها.

وتخلل الحفل قصيدة شعرية من الطفل محمد رياض الأسطل، إلي جانب تكريم ذوي الشهداء الذين ارتقوا في حرب العصف المأكول، والطلبة المتفوقين من العائلة من حملة الشهادات المختلفة.

وربما تتعرض عائلات قطاع غزة إلى القتل والدمار بشكل كبير، إلّا أن روح الحياة والثبات ما تزال راسخة فيهم رسوخ الجبال، فلا الصاروخ ولا الحصار يفتك بعزيمتهم.

اخبار ذات صلة