أحدثت جريمة إعدام الشهيد يوسف الرموني غضبا عارما في المدنية المقدسة، بعدما وجد مشنوقا ليلة أمس داخل إحدى حافلات شركة "ايغل" الصهيونية التي يعمل بها.
وأكدّ أسامة الرموني شقيق الشهيد المقدسي يوسف الرموني، الذي ارتقى بعد إعدامه شنقًا من مجموعة مستوطنين بمدينة القدس المحتلة، أن شقيقه تعرض لطعنة في رقبته قبل شنقه من المستوطنين.
وقال أسامة لـ"الرسالة نت"، إنه شاهد آثار تعذيب وخدوش على ظهر شقيقه.
وفندّ أسامة أكاذيب الاحتلال الذي ادّعى بأن شقيقه انتحر، وقال إن كان كذلك فكيف له أن يطعن نفسه من الخلف، وكيف يفسر الاحتلال آثار التعذيب على ظهره؟!
وعن الكيفية التي تمت فيها عملية الاغتيال، وصف أسامة الحادث بأنه ناجم عن عملية شنق بسلك فولاذي، تسبب بفصل عنق الشهيد، ودك رأسه وخاصرته بالمفكات.
وأوضح أن شقيقه كان يسوق الباص متجهًا لمنطقة "هارهتوسين"، بالقرب من بلدة بيت حانينا قضاء القدس، ومن ثم باغته المستوطنون بخنقه، والهجوم عليه وتوجيه كدمات له على كل أطرافه.
وأشار إلى أن الاحتلال نقل جثمان شقيقه إلى مشرحة أبو كبير بالقرب من تل الربيع المحتلة، فيما ادعى الأطباء الاسرائيليين أن الحادث ناجم عن انتحار.
وأكدّ أسامة أن العائلة ترفض رواية الاحتلال، وستواصل نضالها من أجل أن تدفع "إسرائيل" ثمن جريمتها بحق شقيقه.
ولفت إلى أن طبيبًا فلسطينيًا من عائلة اللحام ما زال لهذه اللحظة في المركز وبحوزته التقرير الذي سيوضح حقيقة ما تعرض له شقيقه.
اللحظات الأخيرة لحياة الشهيد، يستذكر أسامة آخرها، حينما اجتمعوا بشقيقهم قبل خروجه للعمل في مأدبة عشاء، وكان يبادلهم الابتسامات والضحكات.
ويبين أسامة إن شقيقه كان يعيش في ظل أجواء سعيدة، ولم يظهر عليه أي علامة من علامات الكدر كما يزعم الاحتلال ليبرر روايته الكاذبة تجاه حقيقة اعدام الشهيد.
وفي السياق، سَلّم مدير معهد الطب الشرعي الدكتور صابر العالول محامي عائلة الشهيد يوسف حسن رموني 32 عاما، التقرير الأولي "لتشريح جثمان الشهيد" الذي أجري له في معهد "أبو كبير" بناء على طلب عائلته لكشف أسباب وملابسات الاستشهاد.
وأوضح محامي مؤسسة الضمير محمد محمود أن نتائج التشريح كشفت أن سبب استشهاد الشاب هي "الشنق الخنقي"، مستبعدا الدكتور العالول بأن يكون الشاب أقدم على الانتحار –كما ادعت الجهات الاسرائيلية-.
وأضاف المحامي محمود أن الدكتور العالول استبعد "انتحار الشاب" للأسباب التالية:
أن الشخص الذي ينتحر تُكسر الفقرة الأولى من الرقبة، الا أن عند الشهيد الفقرة الأولى غير مكسورة.
يوجد ما يسمى "الزرق الرمية" وهي تكون موجودة للشخص المُنتحر في قدميه، بينما ظهرت للشهيد الزرقة في ظهره ولم تظهر في قدميه.
وحسب التقرير فإنه "هناك احتمالية بأن يكون الشهيد تعرض "لجريمة منظمة" بأن تكون رشت عليه مادة مخدرة قبل الإقدام على خنقه، وهذا لا يظهر الا بعد إجراء فحص دم من خلال المختبرات، ولهذا السبب تم أخذ عينات من سوائل الجسم وأنسجتها لفحصها والتأكد من وجود مادة مخدرة أم لا، وهذه الفحوصات قد تستغرق حوالي 3 أشهر.
وأظهرت نتائج الصفة التشريحية وجود "اخدود سحجي" حول العنق عند مستوى منتصف العنق، ووجود بقع "نزفية" ملتحمة بصلبة العينين، ووجود بقع "نزفية" على السطح الخارجي للرئتين والقلب، ووجود تورم واحتقان في الاعضاء الداخلية، إضافة الى وجود آثار لعمليات انعاش.
كما تم أخذ عيانات من سوائل الجسم وأنسجتها لفحصها مخبريا، حتى يتم فحص إذا كان الشهيد رشت عليه مادة مخدرة أو ضارة قبل وفاته.
وأوضح التقرير انه لا توجد علامات إصابة أو تربيط في جسم الشهيد رموني، إنما الإصابة في العنق وهي شنق خنقي أدت الى انقطاع الاكسجين عن الدماغ، مما أدى الى الوفاة الفورية.
من جهته، قال المحامي محمد محمود :"يبدو أن عملية قتل الشهيد يوسف رموني تمت بطريقة جديدة، ونتائج التشريح الأولي تفند الروايات الاسرائيلية وتظهر الحقيقية."
وبارتقاء الشهيد الرموني تكون القدس قد ودعت خمسة من أبناءها خلال ستة أشهر، بفعل جرائم الاغتيال الاسرائيلية.
يذكر أن عمليات القتل بدم في مدينة القدس، متواصلة منذ عدة أشهر، بدأت بخطف الفتى محمد أبو خضير وثم حرقه، وبعدها توالت عمليات الاغتيال وتصفية النشطاء، فضلًا عن ابعاد المئات من أهالي القدس عن منازلهم.
وشهدت المدينة مواجهات عنيفة أعقبت نبأ اغتيال الشهيد، في أغلب مدن وبلدات القدس المحتلة.