قائمة الموقع

"المقاومة السلمية"..شعار ترفعه فتح وتحاربه في الضفة

2010-03-31T17:21:00+03:00

العالول: إجراءات أجهزة فتح تتناقض مع التحركات الشعبية

عبد الرازق: مركزية فتح عاجزة عن توجيه وإدارة مقاومة حقيقية

ملوح: الانتفاضة لا تؤخذ بقرار سياسي من فصيل أو قيادي بعينه

حبيب: "سلطة أوسلو" تقمع المقاومة السلمية في الضفة

فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت    

أطلت اللجنة المركزية لحركة فتح بإعلانها الأخير بـ "تبني خيار المقاومة الشعبية السلمية لمواجهة مخططات الإحتلال"، ما اعتبره الساسة والمراقبون ذراً للرماد في العيون وتهربا من مسئوليتها-أي حركة فتح- على فشل كل خيارات التسوية التي تبنتها بعد أن أسقطت كل خيارات المقاومة الأخرى.

وكان مفوض العلاقات الدولية في اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، أعلن في مؤتمر صحفي أن خيار المقاومة الشعبية السلمية بات خياراً شعبياً يجب دعمه وتعزيزه في مواجهة سياسة الاحتلال، ما اعتبرته الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية،  "بدء إقرار من حركة فتح بفشل عملية التسوية".

 ودعتهم إلى "الاعتذار لشعبنا عن إدخاله في تجارب فاشلة طوال العشرين عاماً الماضية وخاصة محاربة المقاومة بكافة أشكالها وقمع الانتفاضة في الضفة المحتلة والتي صرح بها قبل ذلك محمود عباس".

لكل مرحلة شكلها

ودافع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، عن الوصف والمسمى المطروح إعلامياً للمقاومة الشعبية السلمية التي تبنوها مؤخراً موضحاً  في حديث لـ"الرسالة نت"، أن تبنيهم للمقاومة الشعبية لا يعني إسقاطهم أية خيارات أخرى على الإطلاق.

 وقال:"نحن في برنامجنا السياسي أعلنا بأن فتح تؤمن بالمقاومة بكل أشكالها باعتبارها حقا مشروعا لكل الشعوب المحتلة في مواجهة محتليها"، مستدركاً:" ونعتقد أن لكل مرحلة الشكل المواتي لها من أشكال المقاومة"، حسب تعبيره.

وحول التناقض مما ذكره العالول سابقاً مع منع سلطة فتح وأجهزتها الأمنية في الضفة للمقاومة بكل أشكالها ولا سيما السلمية منها والحد من إشعال فتيل إنتفاضة ثالثة، رد العالول قائلاً:" هذا ليس تناقضاً وهو مدار بحث لدينا و نعمل على معالجته تماماً في هذه المرحلة".

واعترف العالول بـ"أن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تقوم أحياناً ببعض الإجراءات التي تتناسب مع خطتها الأمنية وتتناقض مع التحركات  الشعبية".

يذكر أن وزارة الداخلية كشفت عن طلب الهارب من قطاع غزة محمد دحلان من أحد ضباطه السابقين معلومات سريعة ومفصلة عن منفذي عملية خان يونس البطولية التي قُتل فيها ضابط كبير من وحدة "جفعاتي " وجندي آخر، إضافة إلى إصابة خمسة آخرين.

وعقب العالول قائلاً:"بغض النظر عن الموقف الإعلامي لدحلان ..لكننا خلال إجتماعات اللجنة المركزية عبر اليومين الماضيين نقوم بوضع إستراتيجية عمل في هذه المرحلة ونقاطها الأساسية لها علاقة في تصعيد المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال و لها علاقة بالتحرك السياسي على المستوى الدولي والنقطة الأساسية الأخرى هي العمل الجاد من أجل انجاز الوحدة الوطنية في هذا الظرف بالذات".

وأضاف:"هذه استراتيجينا في المرحلة الحالية بغض النظر عن حدث هنا أو حدث هناك أو موقف إعلامي هنا أو هناك".

منافسة وتسابق شكلي

من ناحيته عبر النائب عن حركة حماس الدكتور عمر عبد الرازق، عن اعتقاده بأن إعلان اللجنة المركزية لحركة فتح عن تبنيها لخيار المقاومة السلمية الشعبية " إعلاناً ليس حقيقياً وجاداً، وإنما جاء للمنافسة والتسابق الشكلي مع الكل الشعب الفلسطيني الذين يريد المقاومة"، مؤكداً أن مركزية فتح عاجزة عن توجيه وإدارة مقاومة حقيقية على الأرض.

وتساءل عبد الرزاق في حديثه لـ"الرسالة نت":"أين هي المقاومة السلمية التي يزعمون في الوقت التي يقمعونها سواءً كان مظاهرات أو اعتصامات أو مسيرات تخرج ضد الاحتلال؟".

وأكد أن الأجهزة الأمنية التابعة لحركة فتح تتصرف بممارسات قمعية في الضفة الغربية وتمنع مجرد التجمهر في الأماكن العامة وحتى الخاصة للحد من المواجهة الشعبية مع الإحتلال، مستشهداً باعتداءات الأجهزة مؤخراً على الصحفيين في بيت لحم .

ورفض عبد الرازق مجرد التعقيب على اتهامات دحلان الأخيرة لحركة حماس، معرباً عن اعتقاده بأنه لا يجوز إعطاء دحلان أية أهمية وهو أقل وأصغر من أن يتم التعليق على تصريحاته ومتابعتها.

لا تؤُخذ بقرار سياسي

أما نائب الأمين العام للجبهة الشعبية عبد الرحيم ملوح، فقال معقباً على إعلان مركزية فتح تبني خيار المقاومة السلمية "أنه ليس أول مرة يتبنى فيها أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح لخيار المقاومة السلمية"، مؤكداً أن هذا الخيار يجب ألا يسقط أية خيارات أخرى .

وقال ملوح لـ"الرسالة نت":"إن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وهناك ممارسات يومية للاحتلال من تهويد استيطان ومصادرة حقوق(..) وبالتالي من حق الفلسطينيين الصمود على أرضهم ومقاومة هذا الاحتلال بكل ما يملكون من وسائل".

وعن إجراءات سلطة فتح في قمع المقاومة الشعبية والحد من إشعال انتفاضة ثالثة، ذكر ملوح "أن الانتفاضة نتاج لوحدة الشعب الفلسطيني ونتاج لظروف وتطورات على الأرض ولا تؤُخذ بقرار سياسي من فصيل بعينه أو قيادي معين"، مبيناً أن الدعوات لاندلاع إنتفاضة جديدة "مشروعة ولكنها ليست واقعية"، حسب رأيه.

وعبر عن اعتقاده أنه من الصعب التصور أن هناك انتفاضة للشعب الفلسطيني كما عرفنا وشهدنا الانتفاضتين السابقتين في عام 1987 و عام2000 ، لافتاً أن من يريد الانتفاضة ويسعى لها عليه أولاً استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي بدونها لن يكتب النجاح لانتفاضة جديدة في ظل الانقسام.

واعتبر ملوح أنهم في الجبهة الشعبية ضد أي ممارسات لقمع المقاومة الشعبية من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية، مؤكداً أنهم مع حقوق المواطنين في مقاومة الاحتلال والاستقلال والتعبير عن رأيهم بالطريقة التي يرونها، ومُدان من جهتهم أي ممارسات تمس بحقوق المواطنين أكان ذلك في الضفة الغربية أو قطاع غزة .

وحول اتهام دحلان الأخير لحركة حماس باعتقال أحد منفذي عملية خان يونس البطولية الأخيرة، قال ملوح:"أنا لست مطلعاً على التفاصيل، ولا أقف وسيطاً بين دحلان وحسان ولا بين حسان ودحلان"، حسب تعبيره.

يقومون بما لايقوم به الإحتلال

من جهته اعتبر القيادي بحركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، أن المقاومة بكل أشكالها حق مشروع للشعب الفلسطيني في ظل مواصلة الاحتلال لممارساته التعسفية، معتبراً أن اقتصار مركزية فتح على تبني شكل من أشكال المقاومة "جائزة نقدمها للاحتلال وكأنها رسالة له للاستمرار في جرائمه في حين نبقى نقاومه بالشكل السلمي فقط وبالشكل الذي لا يوقع ضرراً في صفوف جنوده و أهدافه ومخططاته".

وشدد حبيب في حديثه لـ"الرسالة نت"، على أن قرار اللجنة المركزية لحركة فتح بتبني المقاومة السلمية كخيار وحيد "قرار غير صائب وغير مفيد للشعب الفلسطيني في ظل تصاعد العدوان والممارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني".

وأكد أن الأجهزة الأمنية في ظل "سلطة أوسلو" والتزاماتها تصب في خدمة مصالح الاحتلال وحفظ أمن الكيان الصهيوني، لافتاً أن الأجهزة تقوم بما لايقوم به الجيش الصهيوني أحياناً من ملاحقة المقاومين والمجاهدين في الضفة الغربية.

 وقال:"حتى المقاومة السلمية والاحتجاجات والمسيرات التي يزعمون تبنيها هم يقمعوها بشكل واضح في الضفة الغربية".

ونفى حبيب اتهامات دحلان لحركة حماس باعتقال أحد منفذي عملية خان يونس البطولية، مضيفاً:"هذا اتهام ينبغي في هذه المرحلة أن نتحاشاه في ظل التغول الصهيوني، ويجب التركيز على كيفية لم الشمل الفلسطيني وتهيئة الأجواء للمصالحة الوطنية الفلسطينية".

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00