يصادف اليوم الذكرى الـ 21على استشهاد "عماد عقل" المؤسس الأول لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والذي اغتاله جيش الاحتلال في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1993.
عماد حسن إبراهيم عقل ولد في 19 يونيو (حزيران) من عام 1971 في مخيم جباليا الواقع شمال قطاع غزة، والده كان يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في المخيم، هاجر أهله بعد حرب 1948 من قرية برير القريبة من المجدل.
عماد عقل، هو قائد ميداني لحركة حماس، ومؤسس مجموعات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، انتخب في بداية العام 1991 ضابط اتصال بين "مجموعة الشهداء" وهي أول مجموعات كتائب عز الدين القسام .
درس في إحدى مدارس مخيم جباليا في المرحلة الابتدائية وحصل على ترتيب بين الخمسة الأوائل بين أقرانه ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية وبرز تفوقه مرة أخرى بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل، أنهى المرحلة الثانوية عام 1988 من ثانوية الفالوجة وقد أحرز عقل المرتبة الأولى على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم.
تقدم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا أنه ما أن تم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم، حتى اعتقلته قوات الاحتلال واودعته السجن في 23/9/1988 ليقدم للمحاكمة بتهمة الانتماء لحركة "حماس " والمشاركة في فعاليات الانتفاضة، قضى الشهيد عقل 18 شهراً في المعتقل ليخرج في شهر 3/1990.
في العام الدراسي 1991- 1992 تم قبول عقل في كلية حطين في عمّان قسم شريعة، إلا أن سلطات العدو منعته من التوجه إلى الأردن بسبب نشاطه ومشاركته في الانتفاضة.
26/12/1991 أصبح المجاهد مطارداً من قبل الاحتلال .
كان شكل "عقل" مجهولاً للجنود الصهاينة، إذ لطالما تساءلوا عن أوصافه، حيث كان يمر بينهم وعن حواجزهم دون أن يظفروا به، فلم يكن يسمح على الإطلاق بأن تلتقط له صور، وعلى عكس مطلوبين عاديدين، حرص "عماد" على عدم الظهور علنًا.
22/5/1992 انتقل إلى الضفة الغربية وعمل على تشكيل مجموعات جهادية هناك.
13/11/1992 عاد الشهيد إلى قطاع غزة بعد أن نظم العمل العسكري في الضفة الغربية، وبعد أن تم اعتقال العشرات من مقاتلي القسام في الضفة الأمر الذي اضطر عقل إلى العودة إلى القطاع.
رفض الشهيد البطل عماد الخروج من قطاع غزة متجهاً إلى خارج فلسطين في شهر 12/1992، وأصرّ على البقاء لكي ينال الشهادة على ثرى فلسطين.
بعد مضى عامين على مطاردة الشهيد عماد عقل من قبل الاحتلال ، ظل فيها البطل يجوب الضفة الغربية وقطاع غزة يقاتل جنود الاحتلال ويشكل المجموعات الجهادية لمقارعة المحتلين.
وعُرف الشهيد القائد بخفة حركته وسرعة بديهته وخبرته العسكرية التي أذهلت القادة العسكريين الصهاينة، وجعلتهم يعدونه أخطر مطاردي الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى أطلقوا عليه اسم (المطارد ذي الأرواح السبعة)، وذلك لتمكنه من الإفلات من قبضة جيش الاحتلال أكثر من سبع مرات، رغم وجود عشرات الحواجز العسكرية في الطرقات ووجود صورة الشهيد لدى الجنود والضباط الصهاينة.
وفي يوم الأربعاء الموافق 24/11/1993 وبعد أن تناول الشهيد طعام الإفطار مع بعض رفاقه في حي الشجاعية وعند خروجه من المنزل الذي كان فيه حاصرت قوات من الجيش الحي بعد أن حددت لها المخابرات الامريكية مكانه وبدأ تبادل إطلاق النار بين الشهيد وقوات الاحتلال أسفر عن مصرع عدد من جنود الاحتلال، واستشهاد عماد عقل بعد أن أصاب جسده إحدى القذائف المضادة للدروع الذي استخدمها الجنود في معركتهم مع عماد وقد أصابت القذيفة وجه الشهيد الطاهر.
يقول شاهد حضر دفن الشهيد: وجدنا في جسمه 70 طلقة وعدة طعنات بالسكاكين.
أما الاحتلال فقد أقام الاحتفالات لمقتل عماد عقل وساد ارتياح كبير في الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية ، وأعرب مسؤولين " اسرائيليين " عن سعادتهم لاستشهاد المطارد الذي يصنف لدى دوائر الاستخبارات " الاسرائيلية " والجيش كأخطر مطلوب فلسطيني.
وجاءت ردة الفعل الاسرائيلية هذه على مقتل "عقل" على اعتبار أنه "دوّخ الصهاينة وأرعبهم"، حيث قال رابين إنّ: "مقتل عماد عقل يمثل إنجازًا مؤثرًا وهامًا في الحرب ضد (الإرهاب)"، وقال أحد قادة "الشاباك" وقتها: "إن مطاردة عقل كانت من العمليات الصعبة والمعقدة والمحبطة في تاريخ عمليات المطاردة التي قام بها جهاز الأمن الصهيوني "الشاباك" منذ تأسيسه".
فيما قال أحد ضباط القيادة في رئاسة أركان الجيش: "كان من أخطر المطلوبين الذين عملوا في قطاع غزة، رجل ميداني بارع لم يخش شيئًا… كان من الخطورة بمكان الاصطدام به ليلاً".
ولكن فرحة دولة الاحتلال ؛ فقد كان رد حماس بعد ذلك بأسبوعين، حيث قامت بالثأر في عملية أسمتها عملية عماد عقل قامت فيها بقتل العقيد "مئير منتس" هذا الرجل الذي تقول عنه جريدة "معاريف: القلب والعقل المفكر للحرب الخاصة ضد "الارهاب"، ورمز من رموز الجيش ضد الانتفاضة.