قائمة الموقع

بعد خمس سنوات من التوقف.. القوقازيون يضربون وسط موسكو

2010-04-01T15:11:00+03:00

الرسالة نت – وكالات     

في الأسبوع الماضي أعلن مسئولا في هيئة الأمن الفيدرالية الروسية الاتحادية أن تقديرات الأجهزة الروسية تشير إلى تراجع قدرات "المتمردين" في منطقة شمال القوقاز «وعجزهم عن شن عمليات كبيرة». مشيرا إلى أن معطيات الأجهزة تؤكد أن تعداد المقاتلين الناشطين في المنطقة «لا يزيد على 500 شخص» موزعين على مجموعات صغيرة تختبئ في المناطق الجبلية. لكن وقبل مرور أسبوع على تصريحاته استيقظت موسكو على دوي انفجاريين مدويين في قلب موسكو وفي أكثر الأماكن ازدحاما وأهمية.

وقع الانفجار الأول في قلب محطة القطارات في العاصمة  في محطة «لوبيانكا» القريبة من مقر المخابرات الروسية (كي جي بي سابقا) في تمام الساعة السابعة وخمسين دقيقة، والثاني في محطة «بارك كولتوري»، وهى إحدى أكبر محطات المترو في موسكو حيث تجاورها وكالة نوفيتسي الروسية الرسمية ومكاتب محطات التلفزة والإعلام في موسكو.

الانفجاران خطط لهما ليكونا عملا استعراضيا من نوع فريد في ساعات الذروة في قلب موسكو وفي أكثر الأماكن حساسية وازدحاما من اجل توصيل رسالة قوية لقادة الكرملين بأنهم لن يتمتعوا بالأمن والاستقرار على حساب الجمهوريات القوقازية  في جنوب روسيا والتي تقطنها عشرات القوميات التي تدين بالإسلام في معظمها. وعزت المصادر الأمنية الروسية في أول تفسيراتها ورصدها لمبررات وقوع مثل هذه العمليات الانتحارية إلى الرغبة في الانتقام من تصفية الكثيرين من قيادات المجموعات الإرهابية في شمال القوقاز.

ورجحت تلك المصادر أن تكون الجماعات الانفصالية المسلحة تعمدت توجيه رسالة موجعة إلى الكرملين، مفادها أنها ما زالت قادرة على استهداف العمق الروسي ونقل المعركة إلى داخل المدن الروسية.

وكان زعيم متمردي الشيشان دوكو عمروف قد هدد الشهر الماضي باستهداف «الداخل الروسي» في أعقاب اغتيال عدد من القيادات المقاتلة في منطقة الشيشان والقوقاز، كما تلقت أجهزة الأمن الروسية في الأيام الأخيرة تحذيرات قالت إنها من مواطنين تفيد باحتمال تعرض العاصمة موسكو وتحديدا محطات القطارات إلى تفجيرات من قبل جماعات شيشانية.

هذه التفجيرات التي أعقبت فترة من الهدوء الحذر أعادت إلى الأذهان من جديد الحروب المنسية في الشيشان والقوقان والتي مضى عليها قرابة العشرين عاما والتي بدءها جوهر دوداييف الرئيس الشيشاني الذي قاد جهود بلاده للاستقلال عن روسيا مطلع التسعينيات، لكنه اضطر للدخول في حرب مفتوحة مع موسكو انتهت بإسقاط حكم دوداييف وزحف الجيش الروسي على الجمهورية الشيشانية واحتلالها، ثم اتسع نطاق هذه الحرب ليشمل جميع الجمهوريات القوقازية. ومنذ ذلك التاريخ والى اليوم وما تزال جميع الجمهوريات القوقازية تخوض حربا مفتوحة مع موسكو من اجل الحصول على استقلالها أسوة بباقي الجمهوريات التي استقلت عن موسكو بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وظهور روسيا الاتحادية كوريث له، لكن موسكو قادت سلسلة من الحملات العسكرية وخضت حرب الأرض المحروقة للقضاء على الجماعات الاستقلالية في تلك الجمهوريات وإقامة حكومات موالية لها وسلطات محلية معينة من موسكو.

وكان رئيس الاستخبارات الفدرالية الكسندر بوروتنيكوف قال إن ’المعلومات الأولية تفيد أن مجموعات إرهابية على صلة بمنطقة شمال القوقاز نفذت الهجومين. نحن نميل الى هذه الفرضية’. فيما تعهد ميدفيديف بتشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء البلاد ومواصلة الدولة نهجها الرامي إلى «قمع الإرهاب ومحاربته حتى النهاية». أما بوتين، الذي قطع جولته في سيبيريا أنه «من المعلوم أن جريمة رهيبة بتأثيراتها ومقرفة بنوعها نفذت اليوم ضد مدنيين». ومن جهته، أدان الرئيس الشيشاني رمضان قدير وف التفجيرين بعد أن وجهت أصابع الاتهام إلى جماعات من منطقة شمال القوقاز، وقال «مرة جديدة يحاول الإرهاب تحدي الدولة والمجتمع».

لكن صدى التفجيرين كان في واشنطن ونيويورك أقوى من موسكو. فقد شددت الشرطة في نيويورك وواشنطن، التدابير الأمنية في وسائل النقل العام بعد الاعتداء الانتحاري وقال جون غريمبل المتحدث باسم شرطة نيويورك: «ردا على اعتداءات موسكو، ستزيد شرطة نيويورك حضورها في مترو الأنفاق» بالمدينة. وفي واشنطن أعلنت شرطة المترو في بيان أن فرق إزالة الألغام ستقوم بعمليات «تفتيش فجائية في محطات المترو» بمساعدة الكلاب المدربة طوال النهار «في إطار تعزيز التدابير الأمنية».

وفي الكيان الصهيوني اتهم السعودية بتمويل الإرهاب في البلقان ونقلت الإذاعة العبرية عن ليبرمان تحذيره من ’تغلغل الإرهاب’ في البلقان ،حيث قالت الإذاعة أن ليبرمان حذر هو الآخر في مطلع العام الجاري من خطر ’تغلغل الإرهاب الإسلامي في منطقة البلقان، وبحسب ما نقل عن ليبرمان فقد ذكر أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة تتحدث عن قيام منظمات إسلامية بتجنيد نشطاء وتشكيل بنية تحتية في دول البلقان، وقال إن هذا الأمر ’يجري تحت غطاء قيام منظمات خيرية سعودية بتحويل أموال إلى مناطق يقطنها مسلمون من أصول بوسنية والبانية.

اخبار ذات صلة