حاول المواطن سالم العِجلة شدّ أوتاد خيمته التي أقامها على أنقاض منزله المدمّر في الشجاعية شرق مدينة غزة إبان العدوان الأخير على القطاع، إلا أن هذا لم يشفع له أمام شدة رياح المنخفض الذي تمر به البلاد.
العِجلة يتفقد بين الحين والآخر كل زاوية من زوايا خيمته المهترئة، خشية تسرب المزيد من المياه إلى داخلها، متناسيًا البرد الذي ضرب أطرافه وأطراف زوجته وأطفاله جراء البرد القارس.
حال العِجلة لا يختلف كثيرا عن أحوال عشرات العائلات التي تشردت بفعل قصف طائرات الاحتلال لمنازلهم، في حين يستمر انتظارهم لحلم إعادة الإعمار ودخول مواد البناء.
وتعرض قطاع غزة لعدوان "إسرائيلي" همجي، دُمرت خلاله آلاف المنازل والأبراج والمنشآت السكنية، وتشرد على إثرها آلاف المواطنين الذين نزحوا إلى المدارس ومراكز الإيواء المختلفة، فيما استشهد أكثر من 2140 وأصيب ما يزيد عن 11 ألف مواطن.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على انتهاء العدوان، إلا أن الاحتلال لا يزال يمنع إدخال أيّ موادٍ لإعادة الإعمار، فيما يحاول المجتمع الدولي فرض خطة "سيري" على القطاع لإعادة إعمار ما خلّفه الاحتلال.
( عدسة : محمود أبو حصيرة )