القدس المحلية: لندن- رويترز
إذا وجهت "إسرائيل" ضربة عسكرية لإيران بسبب أنشطتها النووية فسيراقب العالم شيئا واحدا فقط هو .. الرد الإيراني.
وفيما يلي السيناريوهات وردود الفعل المحتملة والتي لمح إليها محللون وخبراء اقتصاد وخبراء استراتيجيون في السياسة الخارجية.
عدم الرد فورا
تعلن إيران أن الجيش الإسرائيلي هاجم مواقع مدنية لكن لم يسبب أضرارا تذكر. وتوجه طهران سيلا من الخطابات الغاضبة تجاه إسرائيل دون أن تقوم بأي رد عسكري.
وقالت جالا رياني محللة شؤون الشرق الأوسط لدى آي.اتش.اس جلوبل انسايت "ربما يكون من الأنسب بالنسبة للإيرانيين أن يلعبوا دور الضحية. وربما يستغلون ذلك أيضا لتعزيز شرعية النظام داخليا."
-- قد تدفع أنباء الضربة أسعار النفط للارتفاع 10-20 دولارا وتسبب هروبا واسعا للمستثمرين إلى أصول أكثر أمنا مثل أذون الخزانة الأمريكية في حين ستتضرر الأسهم والعملات المحفوفة بمخاطر. لكن ستتعافى الثقة إذا لم يحدث تحرك آخر.
-- قد تكون الأسواق الإسرائيلية المعتادة نسبيا على الصراع أكثر صمودا في مواجهة الأنباء الأولية. يلمح بعض المحللين إلى أن توجيه ضربة ناجحة من شأنها أن يؤخر البرنامج النووي الإيراني بدرجة كبيرة قد يكون إيجابيا للأسواق الإسرائيلية.
انتقام بالوكالة
تنأى إيران بنفسها عن أي رد صريح ولكن تدعم هجمات تشنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من الأراضي الفلسطينية وجماعة حزب الله من لبنان. وقد تدعم أيضا هجمات بالوكالة على القوات الغربية في العراق وأفغانستان.
وقالت رياني "الرد الأرجح سيكون زيادة أنشطتهم التخريبية في أنحاء الشرق الأوسط. ستتركز على الأرجح في فلسطين ولبنان وبدرجة اقل في الخليج."
-- قد يكون لذلك بعض التأثير قصير الأجل على أسعار النفط لاسيما إذا شملت الهجمات العراق لكن الأسواق العالمية بوجه عام لن تتأثر بدرجة تذكر.
-- لن تتأثر الأسواق الإسرائيلية على الأرجح بالهجمات المبدئية لكن استمرار الهجمات لفترة طويلة سيبطيء الاقتصاد وسيعزز الانفاق الدفاعي ويضر بالأسواق مثلما حدث خلال الانتفاضة الفلسطينية.
سقوط صواريخ على "إسرائيل"
إيران ترد بإطلاق صواريخ ذاتية الدفع مسلحة برؤوس حربية تقليدية. ورغم أنها أكثر دقة من صواريخ سكود التي أطلقها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على إسرائيل في حرب الخليج عام 1991 إلا أن أضرار أي ضربة ستكون محدودة.
وقالت متسا رحيمي محللة المعلومات في مؤسسة جانوزيان للاستشارات "هذا شيء لا يمكن استبعاده بالتأكيد. سيرغب الإيرانيون في الرد.. لكنهم يدركون أنهم إذا فعلوا ذلك فسيتعرضون لضربات مجددا."
-- من المؤكد أن أسعار النفط سترتفع رغم أن مهاجمة مدن إسرائيلية لن يكون له أي تأثير مباشر على إنتاج النفط. ستشهد الأسواق العالمية الأوسع عمليات بيع واسعة وتترقب بقلق أي تصعيد آخر.
-- قد تكون الأسواق الإسرائيلية أكثر صمودا مجددا. وكانت الأسواق ارتفعت بالفعل في يناير كانون الثاني 1991 خلال الهجمات الصاروخية رغم أنه اتضح أن الضربات ليست كيماوية ولا تسبب أضرارا كبيرة. وسيتوقف الكثير على حجم الأضرار ومدة الضربات الصاروخية.
إغلاق مضيق هرمز
إيران تنفذ تهديدها بإغلاق مضيق هرمز أمام الحركة لتمنع تدفق نحو 17 مليون برميل يوميا من النفط تمثل حوالي 40 في المئة من إجمالي تجارة النفط المحمولة بحرا لكن ذلك يستدعي ردا سريعا من القوات الأمريكية.
وقال مايكل ويتنر رئيس أبحاث الطاقة في سوسيتيه جنرال "مجرد صدور تهديد له مصداقية أو حدوث شبه خطأ سيرفع اسعار الشحن. عندئذ لن ينقل أحد نفطا من هناك لمدة أسبوعين إلى أن تعيد بحرية أي طرف السيطرة."
-- يقدر محللون أن ذلك يمكن أن يرفع أسعار النفط باتجاه 150 دولارا للبرميل. وقد يستفيد منتجون آخرون للنفط مثل روسيا ونيجيريا وأنجولا لكن ارتفاع تكاليف الوقود سيخفض النمو على الأرجح في كل مكان. وسيتعين على الصين الوجهة الرئيسية للصادرات ألإيرانية السعي للحصول على إمدادات من مناطق أخرى.
-- ستعاني الأسواق المالية الأخرى وتتراجع بشكل حاد إذا اعتقدت أن التعطيل سيكون طويل الأجل.
-- يتوقع أن تتأثر الأسواق الإسرائيلية بالاضطرابات الأوسع رغم أن التأثير ربما يكون على الأرجح أقل منه في الأسواق الصاعدة المتقلبة الأخرى.
نشوب صراع أوسع
في نهاية الأمر من الصعب التنبؤ بعواقب ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران. وفي أسوأ الظروف يمكن أن تؤدي الضربة إلى تفاقم العنف في المنطقة الأوسع.
وقال الأميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة خلال زيارة لإسرائيل مؤخرا "أشعر بقلق شديد إزاء العواقب غير المقصودة لضربة عسكرية."
-- تصاعد العنف في الشرق الأوسط من شأنه أن يضع علاوة أكبر على سعر النفط بسبب المخاطر مما سيرفع الأسعار ويمكن أن يقوض التعافي العالمي من الأزمة المالية. وقد يحول أيضا المستهلكين باتجاه الموردين غير الشرق أوسطيين وتقنيات بديلة.
-- سينظر المستثمرون إلى إسرائيل أيضا على أنها محفوفة بمخاطر أكبر في الوقت الذي سيؤثر فيه ارتفاع الانفاق الدفاعي على الاقتصاد.
أمور أساسية مجهولة
في نفس السياق اذا هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية فمن المرجح ان توجه ضربات دقيقة إلى تلك المنشآت وأن تبذل في الوقت نفسه قصارى جهدها لئلا يصاب قطاع النفط أو مواقع مدنية اخرى.
وتشير العمليات الإسرائيلية السابقة مثل قصف مفاعل أوزيراك النووي العراقي عام 1981 وغارة جوية مماثلة على سوريا في 2007 إلى استراتيجية الغارات البالغة الدقة التي تشنها مرة واحدة فيما يرجع في جانب منه إلى قيود عسكرية وفي جانب آخر إلى الرغبة في تجنب حرب أوسع نطاقا.
ويبلغ مدى الطائرات الحربية الاسرائيلية المتطورة من طرازي إف-15 وإف-16 حدا يمكنها من قصف غرب إيران بل ومناطق على مسافات أبعد نحو الداخل عن طريق التزود بالوقود في الجو واستخدام تكنولوجيا التخفي لعبور المجال الجوي لدول عربية معادية تقع بينها وبين ايران.
وذكر مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن في تقرير عام 2009 ان اسرائيل قد تطلق ايضا صواريخ اريحا بعيدة المدى محملة برؤوس حربية تقليدية.
ويعتقد أن الغواصات الثلاث الالمانية الصنع من نوع دولفين التي تملكها إسرائيل قادرة على حمل صواريخ كروز ذات رؤوس تقليدية أو نووية. وسيتعين عليها عبور قناة السويس - كما فعلت إحداها العام الماضي - للوصول الى الخليج.
وربما تنشر اسرائيل قوات خاصة لرصد أهداف داخل إيران ومن الممكن أن تشن هجمات تخريبية. وتقول مصادر امنية ان اسرائيل يمكنها ايضا تطوير قدرات "حرب الكترونية" وانها قد تستخدمها إلى جانب أنشطة أخرى لعملاء الموساد على الأرض.
ولن ترغب إسرائيل في مهاجمة أصول الطاقة الايرانية مثل منشآت انتاج ونقل النفط. فمن شأن ذلك ان يؤجج زيادة حتمية في أسعار النفط محولا الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في حين يعزل الحركة الايرانية المعارضة.
لكن لا يزال من المحتمل ان تضطر اسرائيل إلى توسيع نطاق اهدافها.
فإذا ردت ايران على ضربة اسرائيلية خاطفة بإطلاق صواريخ شهاب مثلا على تل ابيب فستجد حكومة نتنياهو أن من الصعب الا تصعد. وسيحتاج ذلك الى تطمينات خارجية بأن وابل صواريخ شهاب سيتوقف- قل على سبيل المثال عبر تكوين الولايات المتحدة جبهة عسكرية ضد ايران او عن طريق هدنة.
وقالت لانداو "سيكون من الواضح انه ليس من مصلحة اسرائيل ان تدخل في صراع اوسع مع ايران لانه سيكون هناك دائما خطر اوسع للتصعيد. وعندما يندلع صراع فمن الصعب القول كيف سينتهي."
وبعد فقدها للقوة الدافعة التكتيكية لاي ضربة خاطفة أولية ستجد القوات الاسرائيلية أن من الصعب مواصلة الهجمات الدقيقة.
وستتنبه إيران لاي طائرات حربية وغواصات وقوات خاصة معادية. وستغلق تركيا والسعودية والعراق مجالها الجوي وهي دول توقعت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2006 ان تعبرها الطائرات الحربية الاسرائيلية في طريقها الى ايران.
من ناحية أخرى سيحتدم غيظ الجمهور الاسرائيلي من العيش في الملاجئ وخسارة جنود.
وفي مثل هذا الوضع قد تعتمد اسرائيل بشكل متزايد على أسلحة " المواجهة" مثل صواريخ أريحا التي يعتقد خبراء الصواريخ بمجلة جينز العسكرية انها تفقد دقتها بعد ألف متر فقط. وقد يعني ذلك مزيدا من الضرر للبنية الاساسية المدنية في إيران بما في ذلك قطاع الطاقة الحيوي.